الأخبار

الخطبة المكتوبة تجميد للخطاب الديني

 

 

أكد الدكتور عبد الفتاح العواري عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر أن كتابة خطبة الجمعة وإلزام الخطباء بها هو تجميد للخطاب الديني، وليس تجديدا وتهميش للفكر ولا يمكن بحال من الأحوال لمن كتب له الخطبة أن يتأمل أو يبدع، مشيرا إلى ضرورة إعمال العقل وترك الخطيب وقدراته حتى يستطيع توصيل المعلومة للمصلين.

وأضاف العواري في تصريح خاص لـ”صدى البلد” أن الأزهر في تاريخه الطويل منذ 1070 عاما ما عرف المجتمع عن أئمته وعلمائه أن الخطبة الارتجالية هي التي تؤثر في النفس وتحدث وقعا على القلوب، منوها الى ضرورة مراعاة بعض الأمور في الخطبة فلو كانت مكتوبة ستراعي هذه الأحوال، وهذا أمر مستحيل، لقلنا بفائدتها، وأنها لا يمكن ان تراعى ذلك فما يصلح لخطيب القرية لا يصلح لخطيب الحي أو المدينة وما يصلح لخطيب بين المثقفين لا يصلح لآخر بين العاديين.

وتساءل عميد أصول الدين قائلا: ما فائدة الأقسام العلمية والمناهج الدراسية التي تعني بتكوين عقلية الإمام أو الداعية؟ فالخطبة المكتوبة ستقضي على هذه العقول التي صرفت عليها الدولة أموالا طائلة.

وأوضح العواري أن هذا يتنافى مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتجديد الخطاب الديني والعمل على الرقي بالأئمة والخطباء والارتقاء بهم، وكان على وزير الأوقاف أن يتريث قبل هذا القرار وأن يستشير أصحاب الفكر وعمداء الكليات الشرعية ورؤساء الأقسام قبل اتخاذ القرار فليس معنى أن الوزير بدأ بنفسه في تطبيق قرارالخطبة المكتوبة، انها أصبحت أمرا واقعا، فالاعتراف بالخطأ شجاعة ستحسب للوزير حال تراجعه لأن الفكرة لن تنجح على الإطلاق.

صدى البلد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى