الأخبار

6 جرائم اختلاس لموظفي البريد

 

 

أخلى قاضى المعارضات بمحكمة شمال الجيزة مؤخرًا، سبيل 4 موظفين استولوا على 150 ألف جنيه من أموال مكتب بريد وراق الحضر، بعد سدادهم المبلغ المختلس، وبالبحث عن محاضر اختلاس أموال الهيئة العامة للبريد عن طريق موظفيها، نجد الأرقام صادمة، إذ شهد النصف الأول من الشهر الجارى فقط، ضبط 6 وقائع في الشرقية وأسيوط، والجيزة، وعين شمس بالقاهرة.

اختلاس 150 ألف جنيه من مكتب وراق الحضر

 اكتشف مؤخرًا مكتب البريد الرئيسي بالجيزة، وجود عجز بالمؤمن البريدي المرسل من الخزينة الرئيسية بالجيزة إلى مكتب بريد وراق الحضر بمبلغ 150 ألف جنيه.

وتبين من التحريات أن المتهمين “و. ح”، موظف بخزينة بريد الجيزة و”إ. ع”، وكيل مكتب بريد جزيرة وراق الحضر، و”ش. ط”، موزع بمكتب بريد جزيرة وراق الحضر، و”م. أ”، معاون سفريات بمكتب بريد وراق الحضر، اختلسوا المبلغ بحكم مناصبهم، وتم القبض عليهم وأمرت النيابة بحبسهم وتعهدوا بسداد المبلغ.

ويوم الخميس الماضي، قرر قاض المعارضات بمحكمة شمال الجيزة، إخلاء سبيل الموظفين الأربعة، بضمان مالي قدره 5 آلاف جنيه، وذلك بعد قيام المتهمين بسداد المبلغ المختلس أثناء تجديد جلسة تجديد حبسهم.

3 آلاف من مكتب بريد عين شمس

في 8 أغسطس الجاري، ألقت وحدة مباحث إدارة شرطة بريد شرق القاهرة، القبض “على محمد. ع. خ” 46 سنة، وكيل مكتب بريد بعين شمس  لقيامه بالاستيلاء على مبلغ 3000 جنيه، وذلك عن طريق قيامه باستلام المبالغ المالية من العملاء، واستخراج إيصالات إيداع وإدراج تلك المبالغ بحساب المكتب بقيمة أقل والاستيلاء على الفارق لنفسه دون وجه حق.

وبمواجهته، اعترف بارتكابه للواقعة وقام بسداد المبلغ، وبالعرض على اللواء محمد يوسف مساعد الوزير، مدير الإدارة العامة لشرطة النقل وبتحرير المحضر رقم 2 ح إدارة شرطة البريد وإرساله بالمتهم لقسم شرطة عين شمس لقيده وعرضه على النيابة التي أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.

موظف بريد أسيوط استولى على 25 مليون جنيه

ويوم السبت الماضى، الموافق 6 أغسطس تم ضبط  س.إ، موظف بمكتب بريد أسيوط الرئيسى للمعاشات، لاتهامه باختلاس 25 مليون جنيه من أموال المودعين والشركات، من خلال التلاعب فى أرصدة العمولات والحسابات الجارية، وتغيير الأرقام السرية الخاصة بأجهزة الحاسب الآلى.

كانت معلومات قد وردت للرائد محمد عبدالرحمن، معاون مباحث بريد أسيوط، تفيد اختلاس موظف بمكتب البريد الرئيسي للمعاشات، مبالغ مالية من أموال المودعين والحسابات

الجارية للشركات التى تتعامل مع هيئة البريد، وبالتنسيق مع الهيئة للبريد، تم تشكيل لجنة من المراجعة المحلية لحصر الأموال المختلسة، من خلال لجنة الجرد الشهري بمكتب بريد أسيوط الرئيسي.

وكشفت اللجنة وجود عجز بأموال المودعين من خلال إيصالات السحب، بإجمالى 25 مليون جنيه نتيجة قيام المتهم بطبع إيصالات مزورة بتوقيع المواطنين أصحاب الحوالات، وفي ذات السياق، كشفت اللجنة تلاعب المتهم في الحوالات البريدية وحسابات التوفير والحساب الجارى لشركات البترول والأغذية والمطاحن والمخابز والمعاشات، خلال الأشهر الماضية.

وتوصلت اللجنة المكلفة بفحص ومراجعة المستندات بمكتب بريد أسيوط للمعاشات، إلى تورط المتهم “أحمد .ك .أ “، موظف بمكتب بريد أسيوط “المعاشات”، وأنه اشترك مع المتهم الأول واستيولى وحده على نحو 500 ألف جنيه، واتضح كذلك تورط آخرين هما “ع .ث” و”س .ع .ع” لاشتراكهما مع المتهم الأول فى تزوير مستندات وأرقام “الفيزات كارت” الخاص بالمودعين من المواطنين والشركات والمطاحن للإستيلاء على المبلغ .

وأشارت التحريات إلى أن المتهم الرئيسى، حصل على إجازة منذ شهر يونيو الماضى، عقب شعوره باكتشاف وقائع الاختلاس، وتحرر محضر بالواقعة 6070 إدارى، وتباشر النيابة العامة التحقيق مع المتهمين.

موظفة بريد العصلوجي استولت على 6 ملايين جنيه

وفي 4 أغسطس الجاري أيضًا، تمكنت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية، من إلقاء القبض على  “سحر. هـ” 50 سنة, موظفة بمكتب بريد “العصلوجى”، وقررت النيابة العامة حبسها لاستيلائها على أرصدة المودعين من أهالي القرية واختفائها حتى تم ضبطها، وطالت التحقيقات «زينب. م. ك»، 58 سنة، مدير مكتب بريد العصولوجي بمحافظة الشرقية، و«سمير. ط. ع»، 50 سنة، واللذان تم حبسهما أيضًا.

وكشفت التحقيقات أن موظفة مكتب البريد، استولت على أرصدة المودعين من أهل القرية، بما بلغ قيمته 6 ملايين جنيه، وتم كشف تلاعبها من خلال شكوى ربة منزل، توجهت لمراجعة حسابها والتأكد منه فوجدت رصيدها صفرًا، وهو الخبر الذى انتشر بسرعة بين الأهالى الذين تجمعوا لمعرفة أرصدتهم، ليتبين أنه تم الاستيلاء على أموال عددا كبيرا منهم، واتضح أن الموظفة كانت تتسلم الأموال ولا تسجلها رسميًا فى الدفاتر، وتبين بشكل أولى تلاعبها فى  107 دفتر توفير مقيد بها رصيد 3 ملايين 854 ألف جنيه، وبلغت قيمة الأموال التى تم جردها واكتشاف الاستيلاء عليها حتى الآن 6 ملايين جنيه.

موظف بريد مجمع المصالح الشرقية يستولي على أموال المعاشات

وكانت محافظة الشرقية على موعد مع واقعة إخرى، إذ ألقت قوات الأمن بالمحافظة يوم الجمعة الماضى12 أغسطس، القبض على  موظف بمكتب بريد مجمع المصالح بالزقازيق، لقيامه بالاستيلاء على أموال أصحاب المعاشات، وتم تحرير محضر بالواقعة للعرض على النيابة العامة.

وتبين أن الموظف المضبوط “ك ال ع”، قام بالاستيلاء على فيزا أحد العملاء وتفعيل الرقم السرى الخاص بها، وصرف 4 شهور من معاش العميل، وأظهرت التحقيقات التى قام بها ضباط مباحث البريد، وجود خلل كبير فى حسابات أخرى للعملاء بنفس الطريقة، وتم التحفظ على المتهم، وتحرر عن ذلك المحضر رقم  11380 جنح القسم لسنة 2016 وعرضه على النيابة العامة.

وتم كشف تلاعب الموظف من خلال شكوى قدمتها سيدة لمدير منطقة بريد الشرقية  تفيد إن إدارة المعاشات أفادتها بصرف المعاش الخاص بها منذ 4 شهور، إلا أن الموظف المسئول بمكتب بريد مجمع المصالح ماطل معها فى تسليم الـ”فيزا كادر” طوال الأشهر الماضية، وإنها بعد مواجهتها بإفادة المعاشات بصرف المبلغ المستحق سلمها “الفيزا “، واكتشفت عدم وجود رصيد فيها.

وبناءً على هذه الشكوى جردت لجنة تفتيش مكبرة مكتب البريد، حتى فجر أمس الجمعة، والتى كشفت استيلاء الموظف “ك . ا” مفتش، على مبالغ المعاش الخاص بالشاكية بقيمة 4451 جينه، و مبالغ أخرى من المعاشات، كما تم رصد عجز فى عهدة الطوابع بمبلغ 1875 جينه.

لماذا لا يطمع اللصوص من خارج “البريد”؟

ولعل ما يشجع موظفي البريد على الاختلاس، يشجع غيرهم من الخارج فى الطمع بأموال البريد وسرقتها، إذ شهد يوم 9 أغسطس الجاري، هجوم مسلحين قاموا بالسطو المسلح على مكتب بريد 23 يوليو بالخانكة، وإطلاق الرصاص في الهواء داخل المكتب لإرهاب المواطنين والموظفين، واستولوا على مبلغ 16 ألف جنيه من أموال المعاشات وفروا هاربين.

وكان العقيد عبد الله جلال، رئيس فرع البحث الجنائى بالخانكة، تلقى بلاغًا بقيام مجهولين بالسطو المسلح على مكتب بريد 23 يوليو بمدينة الخانكة،  وأسفر إطلاق الرصاص عن تحطم زجاج شبابيك المكتب فأصيبت إحدى الموظفات بجروح سطحية وفر الجناة هاربين وانتقلت أجهزة الأمن والمعمل الجنائي.

“المال السايب يعلم السرقة”

البرلماني السابق خالد سليمان، أكد من خلال وكالته في البرلمان السابق لشؤون المحليات وعمله كمحامي أيضًا، على أن أموال البريد تفتقر إلى الرقابة، بالرغم من كونها قد تتعدى  الأرصدة المودعة بالبنوك، ويتعامل فيها من وصفهم بأنهم “أفقر موظفين بيقبضوا 500 أو 600 جنيه فى الشهر والملايين مكدسة فى أجولة تحت أرجلهم”، بما يفتح الباب لتلاعب الشيطان برؤس البعض ليختلس الأموال فلا غياب الرقابة.

وأكد “سليمان” على أن مكاتب البريد لا يوجد بها منافذ إيداع آمنة مهما كان مكتب البريد متواضع أو صرح متطور، حتى أن عدددًا من مكاتب البريد لا يوجد بها خزينة لإيداع الأموال، وإنما أدراج أو ما شبه مغلقة بقفل تقليدى، أو حتى فى أجولة بجوار أرجل الموظفين، حد تصريح سمعه لمسؤلة بريد خرجت تشكوا أوضاع وظروف عملهم فى الفضائيات فى وقت سابق.

وقال المحامى وفق تقديره إن حجم الأموال المختلسة تفوق قيمة الملايين التى يتم اكتشاف الاستيلاء عليها فى قضية تلو الأخرى، لأنه بسبب غياب الرقابة والعشوائية وعدم مؤسسية العمل بكثير من مكاتب البريد، قد لا يكتشف المودعين الاختلاس فى دفاترهم إلا بالمصادفات، مطالبًا بتشديد الرقابة لمنع ذلك، خاصة مع ضخامة تعاملات البريد من صرف لأموال المعاشات، والتحفظ على مدخرات، وتحويل أموال إلى أشخاص داخل المحافظات المتعددة، بما قد يعادل التعاملات البنكية، علاوة على انتشار ثقافة خاطئة لدى الكثيرين بالتشكك فى عمل البنوك بسبب الفوائد.

العقاب القانوني رادع .. لكن الرقابة غائبة

وأشار المحامي إلى تغليظ العقوبة على الموظف العام، الذي يتم اكتشاف استيلائه على أموال جهة عمله واختلاسها، بما يؤكد أن أزمة استيلاء موظفي البريد على أموال جهة عملهم، أزمة رقابة وتنظيم إدارى، مدللًا على ذلك بأن عقوبة الموظف المختلس في القانون قد تصل إلى السجن المؤبد، إذ فرض المشرع عقوبة الأشغال الشاقة المؤقتة  لجريمة الاختلاس بل وشدد العقوبة إذا توافرت ظروف مشددة لتصل إلى “الأشغال الشاقة المؤبدة” أو”السجن المؤبد” حسب تعديلات العقوبة بإلغاء عقوبة الأشغال الشاقة وهذه الظروف هي الصفة الخاصة في الجاني بأن يكون من مأموري التحصيل أو المندوبين له أو الإمساك على الودائع أو الصيارفة وسلم إليه المال بهذه الصفة وكذلك حالة ارتباط الاختلاس بجريمة تزوير أو استعمال محرر مزور وكذلك ارتكاب الاختلاس في زمن الحرب وأضراره بمركز البلاد الاقتصادي أو بمصلحة قومية لها ولابد من توافر الأمرين معًا.

وأوضح المحامى أن سرقة المواطن العادى لأموال البريد، كأن يصرف معاش شخص متوفى تعد سرقة، ويمكن التصالح فيها بسداد الأموال، لأن الدولة يهمها استرداد حقوقها، بينما لا يتم التعامل بالمثل فى ذلك المبدأ للموظف العام، لأن جريمته تعد إخلالًا بالوظيفة العامة، خاصة إذا كان هناك صلة بين المال والوظيفة، والغرض من ذلك  حماية المال العام من العدوان وأولى الناس بذلك هو الموظف العام كمثل يجب الاحتذاء به.

اختلاس أموال البريد .. لا تنتهى
وتجدر الإشارة إلى أن شهر أغسطس الجارى، لم يكن وحده موسمًا لاستيلاء موظفى البريد على أموال جهة عملهم بـ6 جرائم ذكرناها، بل تمتد الوقائع بالرجوع إلى أيام بما يبدوا أنه أمر معتاد، ففى 31 مايو الماضى اختلس وكيل مكتب بريد قرية منيحة التابعة لمركز كوم أمبو وسطمحافظة أسوان مبلغ 6637 جنيها من أموال المعاشات الخاصة بكبار السن بالقرية.

وألقى القبض على المتهم بيناء على بلاغ ورد إلى رئيس مباحث بريد أسوان يفيد بضبط “خالد . م . ع”، 36 سنة، وكيل مكتب بريد منيحة بمركز كوم أمبو، لاستيلائه على مبلغ 6637 جنيها من أموال المعاشات الخاصة بالمكتب.

وأكدت التحريات أن المتهم تعرف على الأرقام السرية للفيزا كارت الخاصة بأصحاب المعاشات، حيث قام بصرف المبالغ المستولى عليها لنفسه، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 2433 لسنة 2016 إداري مركز شرطة كوم أمبو، وتم عرضه على النيابة.

وفي 20 يونيو تمكنت إدارة شرطة البريد بمحافظة الغربية، من ضبط وكيل مكتب بريد مسجد وصيف بمنطقة بريد الغربية ، لقيامه بالاستيلاء على حسابات العملاء، إذ أكدت التحريات السرية قيام ” ياسر ف.ا ” 36 سنة، وكيل مكتب بريد مسجد وصيف بمنطقة بريد الغربية ، ومقيم بدائرة مركز شرطة زفتي غربية ، بالاستيلاء علي مبلغ مالي 3000 جنية من حسابات التوفير بالمكتب محل عمله، وذلك عن طريق قيامة بتسليم المبالغ للعملاء وادراجها بدفاتر التوفير واستخراج ايصالات سحب لهم بقيمة اكبر، والاستيلاء علي الفارق لنفسه دون وجه حق.

وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، بمواجهته اعترف بارتكابه للواقعة وأبدى استعداده بسداد المبلغ، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 7 أحوال إدارة شرطة البريد وارسل بالمتهم لمركز شرطة زفتي لقيده وعرضه على النيابة.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى