الأخبار

الملابس الجاهزة فوق مستوى «المواطن البسيط»

 

 

فاترينات تكتظ بملابس من كل شكل ولون، تناسب مختلف الأعمار والأذواق، ربما لم تختلف كثيراً عن تلك التى كانت تحتويها نفس الفاترينات السنين الماضية، لكن السعر يختلف كثيراً، زيادات أسعار الملابس مستمرة طوال العام، إلا أنه خلال موسم الصيف الحالى، لا سيما أنه يتزامن مع عيدى الفطر والأضحى اللذين يشهدان إقبالاً كبيراً على الشراء مقارنة بباقى فترات السنة، بدت الزيادة كبيرة ومثيرة للاستياء والغضب، وربما السخرية أيضاً.

الأسعار ترتفع فى «المولات والمحال الكبرى» و«أسواق الشعبى والبالة».. كله فى «الغلاء» واحد

الأسعار زادت إلا أن حركة البيع والشراء قلت عن أعوام سابقة، بحسب ما يقوله بعض التجار والباعة الذين تزايدت أعدادهم داخل بعض المحلات عن أعداد الزبائن، أشرف ياسين، مدير أحد المحال التى تعرض ملابس كاجوال فى مول طلعت حرب بمنطقة وسط البلد، قال إن الشراء أقل الموسم الحالى عن مواسم أخرى سابقة، لا يرى أن ارتفاع أسعار قطع الملابس السبب وراء هذا العزوف، لكن الحالة الاقتصادية التى تمر بها البلاد حسب وجهة نظره: «الزيادة مش كبيرة أوى، وماتأثرش على قرار الزبون، 20 أو 30 جنيه فى القطعة مش مسألة غريبة، لكن الناس حالها صعب شوية، حتى اللى معاه فلوس حاسس إن الأمور بتضيق عليه من أكتر من زاوية، وبالتالى بيقتصد فى مسألة اللبس، اللى كان بيشترى حاجتين هيشترى حاجة واحدة، وفيه اللى بيكمل بهدوم السنة اللى قبلها ومابيشتريش حاجة جديدة». يوضح «ياسين» أن الزيادة تبلغ نحو 5% إلى 10% بالمناسبة للملابس المصنوعة محلياً، وقد تصل إلى 25% بالمناسبة للمستورد من الخارج بخامة عالية الجودة، مثل الملابس التركى الموجودة بكثافة فى السوق المصرية، وكذلك بعض الماركات العالمية التى رفعت أسعارها فى منافذها الموجودة داخل مصر.

«الفُرجة ولا الشِرا»، هو القاعدة التى تبناها العديد من المواطنين الذين تحوّل مفهوم «الشوبنج» لديهم إلى «وقت سعيد» يقضونه فى التنزه بين المحال والمتاجر دون شراء كما يقول حسين فهمى، الشاب العشرينى خريج كلية التجارة جامعة القاهرة: «الواحد بقى يتفرج أكتر ما بيشترى، فيه جنون فى الأسعار، الحاجة بقت غالية جداً أكتر من قيمتها الحقيقة، حتى اللبس الشعبى أو اللى مش ماركة بقى غالى». يتساءل «حسين» عن أى جهة رسمية تكون مسئولة عن مراقبة هذه الأسعار، لكن لا يجد إجابة عن تساؤله: «هما أصحاب المحلات بيرفعوا بمزاجهم، مفيش جهة تقول لا ده غالى، أو المفروض يبقى بكذا، ازاى الحكاية متسابة كده، فين الحكومة، ولا هما مش شاطرين غير فى التصريحات والمؤتمرات والكلام فى التليفزيون، الأسعار مولعة».

اللجوء إلى الأسواق الشعبية والبحث عن الملابس «المتهربة» أو حتى «المستعملة» أو «البالة» بحسب تسميتها الدارجة، أصبح طريق الكثيرين، لكنه أيضاً بات طريقاً شبه مسدود للباحثين عن أسعار فى مستوى دخل المواطن المتوسط، يقول أحمد عبدالعظيم، الذى اعتاد على التردد على منطقة الوكالة خلال الأعوام الماضية، إن الأسعار حالياً أصبحت تشابه مثيلتها فى المحال: «الفارق مابقاش كبير، لو الحاجة هناك جديدة ونضيفة بـ3 قروش، هنا بقت بقرشين وممكن ماتبقاش جديدة ولا نضيفة، تجار وباعة الوكالة بيستغلوا الأزمة، وعارفين إن الأسعار زادت فى كل مكان، وبالتالى هما كمان بيرفعوا، تحت منطق إشمعنا إحنا».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى