أخبار مصورة

بالصور| رصد تبعات حادث “ميت غمر”

 

أسفر حادث تصادم سيارتين، أول أمس، على طريق “أجا – ميت غمر”، أمام قرية بشلا عن 33 ضحية، وكان هناك عددًا كبيرًا من الجثث المجهولة والتي تم التعرف عليها بعد ذلك بوصول أهالي الضحايا للمستشفيات.

عاشت “الوطن” 6 ساعات بين حطام السيارات، ومع أهالي الضحايا في مستشفى “ميت غمر” المركزي، للوقوف على حقيقة الحادث المروع، الذي ظل مجرد تخمينات حتى تحدث اثنين من السائقين إلى أحمد أبوشكر، وكيل نيابة ميت غمر.

استمع وكيل النيابة بداخل غرفة الطوارئ بمستشفى “ميت غمر” المركزي إلى أقوال سائقي الميني باص أرقام “د ع أ 8943” و”د ط ر 5643″، وقال أحدهما وهو أحمد جمال أبورية – 25 سنة: “كنت خارج من موقف ميت غمر، والطريق فاضي أمامي، وماشي بسرعتي، وفجأة ظهر جرار في الاتجاه المعاكس لي، حاولت تفاديه واتجهت إلى الجزيرة الوسطي، حتى لا أنزل بالأتوبيس في ترعة المنصورية، فاصطدمت بعمود الكهرباء في الجزيرة، ولم أدر بشيء بعدها إلا وأنا بالمستشفى، إلا أن الأتوبيس انقلب عدة مرات وأصبت  بكدمة بالقفرات القطنية، وكدمة بالحوض، وكسر بالضلوع”.

“حاولت أفاديهم بقدر استطاعتي لكن الجرار ظهر لنا فجأة”.. هكذا تحدث يوسف أحمد إبراهيم، 54 سنة” سائق المينى باص الثاني، مضيفًا: “حاول الأتوبيس الذي يسبقني تفاديه، ولكنه لم يتمكن، ولم اصطدم بالعامود لكني عبرت الجزيرة الوسطي ولم أتمكن من السيطرة على الأتوبيس”، فيما فاضت روح السيد عبدالله عبدالحميد، 27 سنة، سائق السيارة الميكروباص رقم (د ل أ 1587)، قبل أن تتمكن النيابة من سؤاله، فقد تم نقله إلي العناية المركزة بعد إصابته باشتباه ارتجاج في المخ وكسور، إلا أنه فارق الحياة بعد نحو ساعة من الحادث.

 وناشد الأهالي أمام المشرحة، حسام الدين إمام، محافظ الدقهلية، واللواء سعيد شلبي، مساعد وزير الداخلية لمنطقة شرق الدلتا، واللواء مصطفى النمر، مدير أمن الدقهلية، بعدم مغادرة المستشفى قبل خروج جثث ذويهم الضحايا، ما رد عليه المحافظ بتأكيد أنهم لن يغادروا المستشفى إلا بعد إتمام كل الإجراءات وتوفير كافة الرعاية الصحية للمصابين، وعلاجهم في أي مستشفى مهما كانت التكاليف”.

وأمر إمام أثناء وجوده بالمستشفى بنقل المصابين الذين يحتاجون إلي رعاية لمستشفى المنصورة الدولي، وصرف إعانة عاجلة 5 آلاف جنيه لكل حالة وفاة، وألفي جنيه لكل مصاب.

كما شهد الحادث مأساة، بوجود عروسين كانا في طريقهما لقضاء شهر العسل بعد مرور أسبوع واحد فقط على زواجهما، وهما من مدينة الزرقا بمحافظة دمياط، وأصيبت العروس عبير أسامة الباز، 21 سنة، بكسر في لوح الكتف الأيمن، وكسر بالضلوع، وشرخ بالكتف الأيمن، وكدمة في الحوض، أما العريس أمجد السيد البدوي شهاب، 29 سنة، فتم تحويله إلى العناية المركزة بمستشفى المنصورة الدولي، لإصابته باشتباه كسر بالفقرات القطنية، واشتباه نزيف بالمخ.

وقالت العروس “أنا كنت نايمة وقت الحادث، وصحيت لقيت نفسي مرميه علي الطريق أنا وزوجي”، مضيفة: “بعد فترة نقلتني الإسعاف للمستشفى”، فيما قال والدها: “إحنا متبهدلين ما بين الاطمئنان على الزوج لأن حالته خطيرة، وبين رعاية ابنتي هنا في مستشفى ميت غمر”.

وشهد الحادث إصابة الطفلة، جنا جمال إبراهيم شريف، 6 سنوات، بكسر في الساق اليمني، وشقيقتها “ريتاج” 5 سنوات، التي أصيبت باشتباه كسر في الجمجمة، أما جدتهما زينب إبراهيم أحمد، 57 سنة، فقد توفيت في الحادث. وقال عبد الخالق إبراهيم محمد، جدهم: “نقيم في مدينة محلة دمنة، والطفلتان مقيمتان في القاهرة مع أبيهما وأمهما، وحضرتا لقضاء أسبوع لدينا في القرية، وأصرت جدتهما على توصيلهما إلى القاهرة، وركبتا في الميكروباص وأصيبتا في الحادث، بينما ماتت أختي بسبب إرادة الله ورعونة السائقين”، مضيفًا: “تركت أسرتي تتسلم جثة أختي وتستعد لدفنها، وأنا ممزق بين رعاية الطفلين بمستشفى ميت غمر وبين حضور جنازة أختي وتوديعها لمثواها الأخير”.

وتقديرًا لظروف الأسرتين، قرر محافظ الدقهلية نقل الطفلتين “ريتاج” و”جنا” إلى مستشفى المنصورة الدولي، لتكونا أقرب إلى منزل الأسرة بمحل الدمنة، كما قرر نقل العروس إلى مستشفى المنصورة الدولي أيضًا لتكون بجوار زوجها الموجود بغرفة العناية المركزة هناك.

وخرج المجند حسن فاضل حسن نصار، 22 سنة، من بيته في قرية كفر الشناوي مركز فارسكور محافظة دمياط، متجها إلى وحدته العسكرية، بعد أسبوع إجازة قضاه مع أسرته، فأصيب في الحادث بكدمات في الفقرات الصدرية “7 و8 و9” و تم نقله بعدها إلى المستشفى العسكري بالمنصورة لتلقي العلاج.

وقالت سونة عبده صلاح، والدة المجند: “ابني خرج من البيت الظهر وكان راكب الميكروباص، ومتوجه إلى وحدته العسكرية بعد قضاء إجازة معنا وضاعت منه شنطة ملابسه في الحادث”، وتابعت: “فوجئنا بشخص يتصل من تليفونه ويقول لنا حسن مصاب في حادث وفي مستشفى، وفي البداية افتكرنا أنه تعرض لحادث إرهابي لكن عرفنا أنها حادثة عربية، وجئت المستشفى ولم أتمالك نفسي من مشهد الدماء”.

وشهد المستشفى تواجدًا أمنيًا مكثفًا، بقيادة اللواء مجدي العمري، مدير المباحث، وسط محاولات تهدئة الأهالي الذين تجمهروا أمام مشرحة المستشفى لاستخراج جثث ذويهم. وأمرت النيابة العامة بالتحفظ على السائقين، وصرحت بدفن الضحايا، واستكمال سماع أقوال باقي المصابين، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة، وانتداب فني المرور لعمل تقريره حول الحادث، وفحص عمود الكهرباء من إدارة كهرباء ميت غمر.

ومن جانبه شدد المحافظ على فتح تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الحادث وتقديم المتسبب للعدالة لينال جزاءه، وتوفير كل سبل الرعاية والعلاج للمصابين، وتحويل جميع الحالات الحرجة لمستشفيات جامعة المنصورة والمستشفى الدولي.

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى