منوعات

الله يرحم زمن «أمينة وسى السيد»

 

 

دراسة حديثة صدرت عن محكمة الأسرة جاءت لتكشف أن 55% من الزوجات المتعلمات يضربن أزواجهن، تلك النسبة فتحت باب النقاش حول فكرة رد الإساءة من جانب المرأة للرجل، فكيف تتصرف المرأة فى حال تعرضت لأى شكل من أشكال الإساءة من زوجها، بداية من الإهانة ووصولاً إلى عقابه لها باستخدام الضرب.

دراسة: 55٪ من الزوجات المتعلمات لا يمانعن فى ضرب أزواجهن.. وسيدات: «مش هنسيب حقنا»

تقول سهام رشدى (21 سنة): «فيه مشاكل وأسباب كتير ممكن تخلى الزوج يتعامل مع مراته بالضرب والشتيمة، وأنا شخصية عصبية جداً ولو جوزى اتعامل معايا بالضرب والشتيمة هضربه وهشتمه وده هيكون رد فعل طبيعى جداً لإساءته لى، وبعد ما أهدى لو ماجاش واعتذر لى وصالحنى ممكن أوصل الموضوع لمرحلة الطلاق».

أما أميرة أشرف (25 سنة) متزوجة وأم لطفل فى الثانية من عمره، فتقول «العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم علشان للأسف فى الوقت اللى احنا فيه محدش عنده طولة بال يستحمل التانى»، وعلى الجانب الآخر توجد فئة أخرى من السيدات اللاتى يفضلن عدم رد إساءة الزوج بنفس طريقة العنف الموجه إليها ويتخذن مواقف أخرى.

تقول منى السيد (28 سنة) ربة منزل «مهما حصل بينى وبين زوجى فيه حدود ما ينفعش أتجاوزها معاه، وبحاول بقدر الإمكان أحل مشاكلنا بينا ومش بوصلها لأهلى علشان جوزى ما يكونش صغير فى نظرهم»، وتضيف: «العلاقة الزوجية مبنية على الاحترام المتبادل بين الزوجين والود والتفاهم وأسلوب رد الشتيمة بشتيمة والضرب بالضرب ما ينفعش يكون موجود أصلاً فى العلاقة الزوجية، لأنه بيوصل لطريق مسدود نهايته الطلاق».

صعب علىَّ كزوجة محترمة أرد إساءة زوجى بإساءة مماثلة لكن ممكن آخد موقف وأعرفه إنه غلطان لحد ما ييجى ويعتذر وممكن أعاقبه بالخصام أو أعتبره مش موجود فى البيت، ولو وصل الأمر لدرجة الضرب والشتيمة مش هقبل أقعد على ذمته دقيقة واحدة، علشان اللى بيضرب مراته مرة بيتعود على كده فى كل مرة، قالتها شيماء يونس (28سنة) ربة منزل، التى ترى أن طبيعة العلاقة بين الزوجين لا بد أن يكون أساسها الحب الذى يُبنى عليه الاحترام والثقة والمودة والرحمة.

أما أسماء إمام فتقول «الزوجة العصبية اللى مش بتقدر تمتص غضب زوجها وتخفف عنه فى وقت الشدة هى اللى بتضطر الزوج يبتزها ويتعامل معاها بعنف، وأحياناً عصبية الزوج بتكون من خارج البيت والزوج بيحاول يفش غله فى أى حاجة»، وتضيف: لا التربية ولا الأخلاق بتقول إن الزوجة ترد لزوجها الإساءة بمثلها لكن ممكن أعاقبه بإنى أحسسه بأنه غلط فى حقى وفى نفس الوقت أقضى طلباته وما أقصرش فى بيتى، وتتابع الفتاة العشرينية: التعنيف بالضرب والشتيمة مرفوض تماماً وغير مقبول ولو حصل بينا كده هاسيب له البيت وأمشى علشان لازم يكون فاهم إن مراته دى بنت ناس زى أخته وأمه والتعامل معاها يكون بالاحترام، وتضيف: «ما يصحش توصل العلاقة بين الزوجين لمرحلة تبادل الضرب والشتايم، والزوجة لازم تصبر على الزوج لأن الحياة الزوجية تفاهم وترابط ومشاركة وتربية أولاد هيكونوا هما مستقبل البلد». «إذا عاكست القطة هتخربشك» قالتها الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، مبررة رد الإساءة من قبل الزوجة للزوج الذى يسىء إليها بالضرب والشتيمة، موضحة أن هذا رد فعل طبيعى جداً لعنف الزوج ضد الزوجة، وأضافت أننا فى حاجة ماسة لتقييم سلوك الزوج فى تعامله مع زوجته، وما إذا كان يعاملها باحترام وتقدير أو بإهانة واستفزاز، وقالت: إذا كان الزوج عنيفاً فمن الطبيعى جداً أن تتعامل الزوجة بعنف شديد، لأن العنف يولد عنفاً، وفى كل الأحوال العنف مرفوض تماماً فى العلاقة الزوجية حتى لا يؤثر سلباً على الأطفال.

ووصفت العلاقة الزوجية التى يسودها العنف وعدم الاحترام المتبادل بين الزوجين بأنها علاقة غير سوية بالمرة، ومن الأفضل عدم الاستمرار فيها، موضحة أن فترة الخطوبة مهمة جداً ومرحلة دراسة حاسمة ليتعرف كلا الطرفين على الآخر ولا بد أن تتسم بالوضوح والصراحة، منهية حديثها بقول «ما ينفعش البنت تتعلق فى الشبكة الدهب وتسيب الرجالة الدهب».

وأكد الدكتور سمير عبدالفتاح، أستاذ علم الاجتماع وعميد المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بجامعة بنها، أننا نعيش فى مجتمع ذكورى بالأساس وأن ظاهرة عنف الأزواج ليست مقتصرة على المجتمع المصرى بل هى موجودة فى كل مكان فى دول العالم وحتى الدول المتقدمة منه، والبقاء للأقوى وليس للأصلح وكلٌ يتحمل نتيجة اختياره، وأشار إلى أن الدراسات التى تقوم بها المراكز البحثية المصرية بها قصور شديد وتتسم بالعشوائية والعينات التى تؤخد من المجتمع ليُجرى عليها البحث لا تكون فى الغالب ممثلة لجميع شرائح المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالدراسات النسائية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى