الأخبار

كيف تعيش عائلة «السجين» محمد مرسي؟

 

 

في الـ30 من شهر يونيو قبل 4 سنوات، جلست أسرة الرئيس المعزول محمد مرسى في شرفة السفراء الأجانب بقاعة جامعة القاهرة الكبرى، للاستماع إلى أول خطاب له بعد حلف اليمين الدستورية رئيسًا لمصر في المحكمة الدستورية العليا.

كان مظهرهم وطريقة حديثهم يختلفان عن المعتاد من عائلات رؤساء الجمهورية السابقين، مما جعل الجدل يتصاعد حولهم وقتها، ربما أكثر من هذا الخطاب نفسه، لكنهم لم يظهروا بعدها سوى مرات معدودة، وفضلوا الصمت والابتعاد.

في أيام أخرى بعد أن تحول رب هذه الأسرة من «رئيس منتخب» يحتفون به إلى «رئيس معزول» ثم إلى «سجين» يحاولون فقط أن يلتقوا به، سلطت الأضواء عليهم مرة أخرى، وتجدد الحديث، فقرروا أن يعقدوا مؤتمرًا صحفيًّا في يوم 22 يوليو 2013 بنقابة المهندسين، وذلك للإعلان عن موقفهم مما حدث في 3 يوليو، ثم عادوا بعدها إلى التزام الصمت والاختباء. ربما كان ذلك طوعًا، وربما كان جبرًا، وعلا السياج الذي فرضوه على أنفسهم «عدم سماح الجهات الأمنية لهم بزيارته في السجن، وعدم تمكنهم من حضور جلسات محاكمته في قضاياه الـ5».

لم يكسر صمتهم هذا سوى «منشورات» على «فيسبوك» تظهر من فترة لأخرى باعتبارها «متنفَّسهم الوحيد» لانتقاد النظام الحالي أحيانًا، وللتأكيد أحيانًا أخرى -وفقًا لطريقتهم في الكتابة والحديث- «أنهم لا يزالون على العهد صامدين».

هذا ما يمكن أن نتذكره عن «عائلة مرسي الصغيرة»، بخلاف عائلته الأكبر، وهم إخوته وأبناؤهم الذين يعيشون في قرية العدوة بمحافظة الشرقية.
ولكن ما وراء ذلك: أين هم الآن، وكيف يعيشون؟

البحث عن إجابات لتلك الأسئلة جاء من خلال «لملمة» معلومات من بعض أبطال هذه القصة، ومن حولهم. ولأنهم يتوجسون ويفترضون سوء النية أولًا، ولأنهم يكرهون وسائل الإعلام -المصرية تحديدًا- ولأن الظروف لم تسمح بحرية كافية لنقل تفاصيل الصورة الكاملة من الجميع، كانت هذه الصورة التي -قدر ما استطعنا- «حاولنا تجميع تفاصيلها المشتتة» كي تظهر.

_82447386_c7698188-959a-4b48-9289-a14d748ba2ef
————————————————————————————
(2)

هنا في محافظة الشرقية، البحث كان مختلفًا، لأنه ليس عن أسرة الرئيس المعزول محمد مرسي التي تتكون من زوجته وأبنائه فقط، ولكن عن عائلته بأكملها، التي تسكن في قرية العدوة بمركز ههيا.

20 كيلومترًا تقريبًا تفصل قرية العدوة عن مدينة الزقازيق، وتحت لافتة «شباب العدوة يرحب بكم» يمكن عبور بوابة القرية من خلال «تكاتك» تجد لها موقفًا عشوائيًّا هناك.

أجوء القرية تشبة الساعة التي تسبق إفطار رمضان، فهى هادئة تمامًا، ولا يزيد عدد المارة على أصابع اليد الواحدة، ويبدو أن عدد السكان أيضًا ليس بكبير، مما سهل على سائق «التوك توك» أن يأخذنا عبر الشوارع المتعرجة إلى بيت سعيد مرسي، شقيق محمد مرسي، الذي يعرفه كما يعرف كل بيوت القرية.

14101884_10202163065233633_1777417360_n

بيت سعيد هو بيت العائلة، وهو البيت الذي كان يسكن فيه محمد مرسي حين كان يذهب إلى العدوة. ورغم أن القرية خالية بعض الشيء من الشعارات السياسية وخالية تمامًا من صور مرسي، فإن بيته هو يعلوه «بانر» طويل عليه صورته، ومكتوب عليه «معًا لدعم الشرعية»، وعلى الحوائط المحيطة به توجد عبارات سياسية تعلن بوضوح عن تأييد الموجودين لمرسي ورفضهم للنظام الحالي.

السيدة الموجودة داخل المنزل، الذي يوجد بداخله صور لمرسي وصور تحمل الشعار السياسي القديم لجماعة الإخوان «الإسلام هو الحل»، أبلغتنا أن سعيد مرسي في بيت أخيه سيد، ورفضت هى الحديث أو تعريف نفسها. لحسن الحظ لم يغادر «التوك توك»، وكان سائقه يعرف الطريق إلى بيتسيد مرسي القريب جدًّا من هذا المكان.

شقيق مرسي: اللي مش في السجن مننا.. قاعد في البيت

منزل سيد المكون من طابقين كان بالطبع أكثر حداثة من بيت العائلة الذي بدا كأنه لم يجدد منذ فترة طويلة، حتى إن بابه كان مُتهالكًا، لكن البيتين تشابها في صور مرسي المُعلقة داخلهما والتي تظهر بوضوح للواقف على الباب.

خرج سعيد مرسي من منزل سيد، ليستقبلني على سلالم البيت بوجه يبدو عليه الضيق، الذي ازداد حين علم بالمهمة التي جئت لأجلها، حيث كانت أولى كلماته «إنتي مش من مصر؟ يعني مش عارفة عيلة مرسي ممكن تكون عايشة إزاي؟!».

14101954_10202163054113355_831048728_n

كان سعيد، الابن الثالث في عائلة العياط، والبالغ من العمر 57 عامًا، متذمرًا لدرجة كبيرة، رافضًا أي مفاوضات ليتحدث للإعلام المصري، مبررًا ذلك بعدم ثقته فيما ينقله.

ولكن من وراء غضبه وانفعاله وكلماته المبعثرة، قدم لنا صورة غير مكتملة مفادها أن أغلب أفراد عائلة مرسي تعرضوا للأذى، وجميعهم يتعرضون للتضييق في حركتهم: «اللي مش في السجن مننا.. قاعد في البيت».

لم يشرح ما مدى الأذى الذي يتعرضون له، غير أن موقفًا واحدًا كان يؤكده أكثر من مرة، وهو اقتحام حملة أمنية أشرف عليها مدير أمن الشرقية بنفسه، ورئيس مباحث ههيا، منزل أخته عزة يومي الثلاثاء والخميس الماضيين في الساعة السادسة صباحًا، حين كان الجميع نائمين، وتم تكسير محتويات المنزل، دون إبداء أسباب لذلك، موضحًا أن هذا لم يحدث لبيت أخته فقط لكن لبيوت عدة غالبًا ما يعتبرونها مملوكة لـ«إخوان».

لم يرغب سعيد مرسي في أن يقول أكثر من ذلك، وودعني قائلًا: «خلي بالك ليكون حد شافك هنا.. المنطقة فيها مخبرين».

غضب هذا الرجل كان له ما يبرره، حيث تم القبض عليه في 15 يناير الماضي ضمن عناصر «محرضة على التظاهر والعنف في ذكرى ثورة 25 يناير»، وخرج بعدها بساعتين، وابنه الأكبر محمد قبض عليه لكنه لم يخرج منذ 3 سنوات، لاتهامه بالتظاهر وارتكاب أعمال عنف في جامعة الزقازيق، التي كان طالبًا بها، وتحديدًا في كلية الحقوق، وبلغ مجموع الأحكام في قضاياه حتى الآن 48 سنة تقريبًا، أما ابنه الآخر خالد فهو مطارَد وعليه أحكام غيابية تصل إلى نحو 15 سنة، وابنته الطالبة في كلية الحقوق أيضًا تم فصلها وهى في السنة الثالثة.

أما أولاد أخيه سيد، المدرس في مدرسة العدوة الثانوية، والذي لم نستطع مقابلته، فتعرض واحد منهم إلى الفصل من الكلية الفنية العسكريةالتي التحق بها في مارس 2013، والآخرون أكبرهم سافر خارج مصر، والآخر و3 بنات لا يزالون في المدارس.

حملة أمنية أشرف عليها مدير الأمن اقتحمت منزل شقيقة مرسي في السادسة صباحًا.. ابناها يختبئان كل يوم في «الزراعات».. والآخر فصل من «أصول الدين»

في أثناء الجلوس مع سعيد مرسي على سلالم البيت، كانت أخته عزة تجلس في الطابق الثاني وعزمت على النزول لتتحدث عن كل ما وقع لها ولأبنائها، لكن أخواتها وخالها منعوها.

14111794_10202163065153631_371865394_n

المعروف عن عزة، شقيقة محمد مرسي الصغرى، أنها لا تخشى الحديث أبدًا، أكثر من أشقائها، وهى التي تتحمل مسؤولية بيتها بعد أن سافر زوجها.

لم يسلم أبناؤها هي أيضًا من الأذى الذي كان قد أشار إليه شقيقها سعيد، فلديها ابنان يبلغان من العمر 17، و20 سنة مطاردان ويختبئان كل يوم في مكان مختلف أو في الأراضي الزراعية، وابنها الآخر تم فصله من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، وهو في السنة الأخيرة، وآخر كان مجندًا في الجيش وأخرجوه قبل إكمال مدته، وسافر خارج مصر لأنه مطلوب أمنيا.

14089399_10202150365516148_253254487_n

14088727_10202150364956134_1605325239_n

14111657_10202150363756104_816322448_n

منزل شقيقة مرسي بعد اقتحامه من قبل قوات الأمن 

قرية العدوة، التي ولد بها مرسي قبل 65 عامًا، أصبحت بسببه «قرية مغضوبًا عليها»، يكتب أهلها محلات إقامة مختلفة تابعة لمركز ههيا حتى لا يذكروا اسم العدوة، التي تشهد من حين لآخر حملات أمنية مكبرة، كانت في البداية عبارة عن عربات أمن مركزي تصل إلى 100 عربة، ثم تحولت إلى «ميكروباصات» يستقلها رجال بزي مدني يحملون الأسلحة.

«شبكة اتصالات واسعة» بين كل أفراد عائلة مرسي، المحدودة حركتها بشكل كبير، فحين أترك بيتًا وأذهب لغيره، أجدهم على علم بخط سيري في هذه القرية الصغيرة، وهو ما حدث مع حسين مرسي، الشقيق الرابع لمحمد مرسي على الترتيب، الذي كان من الواضح أنه يتوقع مجيئي.

طبقًا لتقاليد العائلة، فلا يمكن أن «يكسر أحدهم كلمة الكبير»، لذلك حين رفض سعيد مرسي الحديث، تباعًا رفض حسين، لكنه لم يكن متشددًا في الرفض مثل أخيه.

حسين يشبه محمد مرسي إلى درجة كبيرة، ليس في ملامح الوجه فقط، ولكن في طريقة الحديث واستخدام الألفاظ، حيث كان دائم رفع أصبعه السبابة وهو يتكلم، وهى الحركة التي عرف بها الرئيس المعزول في أثناء حواراته وخطاباته.

14111972_10202163054073354_48155794_n

حسين مرسي: قلت للظابط لو كنت شفت ابني في مظاهرة اضربه بالنار ماتقبضش عليه

عمرو نجل حسين، كان له نصيب مما حدث لأبناء عمومته، حيث تم القبض عليه من الدرس الخصوصي نهاية العام الماضي بتهمة التظاهر، وحجزوه نحو 4 أشهر، واضطر إلى إعادة الثانوية العامة مرة أخرى، وقبل 15 يومًا تم الزج باسمه في محضر جديد.

قال حسين: «لا ابني ولا أنا نزلنا مظاهرات، لأننا نحترم القانون حتى لو كان مجرمًا وظالمًا. وأنا قلت للظابط لو كنت شفت ابني في مظاهرة اضربه بالنار ماتقبضش عليه».

لدى حسين 4 أبناء آخرين بخلاف عمرو، وكان تعقيبه عند السؤال عنهم: «لسه صغيرين.. لكن لما يكبروا هياخدوهم».

فضل الجلوس على «المصطبة» خلف داره، حتى لا نكون في مرمى أنظار المارة، وحتى يجلس بالطريقة التي يرتاح لها مثل بقية أهل القرية. تعرف عليَّ، وبمجرد أن قلت اسمي -الذي يوضح مباشرة ديانتي- قال مبتسمًا: «آه. أهل ذمة يعني».

كانت هذه الكلمة أيضًا من ضمن أدبيات خطاب الرئيس المعزول، فلم يكن هذا التشابه في استخدام الألفاظ غريبًا، لأن محمد مرسي هو من كان يقوم بدور الأب لأشقائه باعتباره الأخ الأكبر لهم حين توفي والدهم وهم صغار، وهو من علمهم، وكانت أوامره نافذة عليهم.

لذلك لم تنقطع صلة محمد مرسي بالعدوة حتى بعد أن أصبح رئيسًا، فذهب إلى هناك 3 أو 4 مرات، خلال العام الذي تولى فيه الرئاسة، لكنه كان يذهب متنكرًا، لأنه كان يقود عربته بنفسه، ويذهب مباشرة إلى بيت أخته الذي يبعد عن بيت العائلة بنحو كيلو متر.

حكى حسين القصة نفسها التي كررها سعيد، وهى اقتحام منزل شقيقتهم، التي كانت تجلس معها حماتها مريضة القلب، ورفضوا أن يخرجوها في أثناء التفتيش، سكت قليلًا ثم عقب: «اللي عملوه ماعملهوش يهود غزة الكفرة».

لم يفصح سعيد أو حسين مرسي عن مكان زوجة الرئيس المعزول وأبنائه، لكن وفقًا لما قاله سعيد، فهم يتواصلون معهم، ويصرفون عليهم على الرغم من أن سعيد يعمل مشرفا فنيا في مديرية الإسكان، وحسين مدرس رياضيات في مدرسة صبيح الإعدادية، بمعنى أنهم مجرد موظفين في الحكومة، لكن أسرة مرسي -بحسب حديثه- لم تحصل على معاشه من كلية الهندسة- جامعة الزقازيق، كما تمت مصادرة المبلغ الذي كان لديهم في حسابهم الشخصي، ويقدر بنحو 30 إلى 50 ألف جنيه.

ابنة مرسي

زوج ابنة مرسي: «كلنا نتعرض لمضايقات وأهلنا في السجون.. ومن يعرف يأخذ حقه ممَّن ظلموه؟»

تركت العدوة في طريقي إلى الزقازيق، حيث توجد شقة مرسي التي اشتراها بعد عودته من الولايات المتحدة قبل أكثر من 16 عامًا في شارعمستشفى الجامعة بحي الزهور، على أمل أخير بمقابلة هذه الأسرة. ومن خلال ما رأيته في العدوة، ذهبت إلى هناك وأنا على يقين أنه تم إبلاغ الأسرة بوجودي في القرية واحتمالية الذهاب لهم، إن كانوا في الزقازيق.

في منطقة مزدحمة بجانب مستشفى الزقازيق، يوجد العقار الذي يسكن به مرسي وأسرته منذ سنوات طويلة، وعلى جانبي مدخله شعارات «لو راجل افتح الميادين»، و«مرسي رئيسي».

14089519_10202151447143188_977426699_n

العائلة التي تجلس في غرفة البواب أنكرت وجودهم في هذا الوقت، وأكدوا أنهم لا يعلمون عنهم شيئا، حتى إن واحدة منهم أشارت إلى زوجها بعدم الكلام.

الدور السادس من هذا العقار يوجد به شقة محمد مرسي، التي تعيش فيها زوجته وابناها أسامة وعبد الله، والشقة التي تواجهها مملوكة للدكتورعبد الرحمن فهمي، زوج ابنة مرسي، الذي يسكن فيها معها ومع أولاده.

الدكتور عبد الرحمن، هو أستاذ في كلية الطب بجامعة الزقازيق، وهو نجل أحمد فهمي، رئيس مجلس الشورى في عهد مرسي، الذي يسكن الدور السابع من العقار نفسه.

وفي الدور الثالث يسكن عمر محمد مرسي مع زوجته، التي كانت نشرت أخبارًا في 2012 بعقد خطبته عليها، وتزوجها بشكل معلن على نطاق محدود قبل عام تقريبًا. عمر الحاصل على بكالوريوس التجارة كان يعمل في شركة بترول حتى عام 2013، ثم تركها، ويجلس حاليا دون عمل.

أحمد، الابن الأكبر لمرسي، الذي كان يعمل طبيبًا في السعودية، وأنهى تعاقده هناك عام 2012 وعاد إلى مصر، يقيم حاليًّا في الزقازيق مع زوجته وأولاده، ويعمل طبيبًا في مستشفى الأحرار، وهو شخص يعرف عنه العصبية ورفضه للحديث وتفضيله الاختفاء على عكس أخيه أسامة، الذي عرف كأنه «المتحدث الرسمي باسم الأسرة».

أسامة يمارس مهنة المحاماة، التي تأثرت بالطبع بما حدث لوالده، وزادت بعد إدراج اسمه في قضية «فض رابعة»، فأصبح لا يذهب لجلسات المحاكمة الخاصة بمرسي بعد أن تمكن من لقائه 4 مرات في مقر أكاديمية الشرطة لدقائق معدودة.

وفي 22 نوفمبر 2015 أعلن أسامة عبر صفحته على «فيسبوك» عن زواجه من إسراء النجار، إحدى فتيات الإخوان من مدينة الزقازيق.

14030819_10202138324455129_1279892412_n

أما عبد الله، الابن الأصغر لمرسي، فقضى مدة العقوبة التي قدرت بعام في قضية حيازة مخدر الحشيش، وخرج العام الماضي، والتحق بكلية بجامعة أكتوبر الخاصة.

انتظرت الدكتور عبد الرحمن فهمي، زوج شيماء نجلة مرسي، بعد عودته من صلاة العصر، ودار حديث في مدخل العقار لم يزد على دقائق معدودة، كان على نفس المنوال الذي بدأ في قرية العدوة، وهو «نحن لا نثق في الإعلام.. لنا قنواتنا.. نعيش مثل كل الأسر المصرية، فمن لا يتعرض لمضايقات، من ليس له أهل في السجون، من يعرف يأخذ حقه ممَّن ظلموه؟». ورفض أن يتحدث في أي شيء يخص الأسرة، لكنه أكد أنهم ليسوا موجودين في الزقازيق حاليًّا، فهم يتنقلون بينها وبين شقة في أكتوبر.

أسامة مرسي

شقة في أكتوبر!

لم يكن معروفًا أن أسرة مرسي تمتلك شقة في منطقة 6 أكتوبر، لكن ما علمناه أنهم قاموا بشراء هذه الشقة بعدما حدث في 2013، وأخفوا أمرها تمامًا، وأصبحت هى المكان الذين يقيمون فيه أغلب الوقت.

فأصبحت أسرة محمد مرسي «منغلقة تمامًا»، لا أحد يعرف أسرارها، لا تجري أحاديث صحفية، لا تثق في أي شخص، حتى إن البقال الذي يوصل إليهم طلباتهم إلى باب الشقة في الزقازيق عندما يأتون إليها، أصبح لا يرى أحدًا منهم، بل إن حدود رؤيته هى الخادمة التي تعمل عندهم في البيت وتتسلم منه الطلب. كما أنهم يعلمون تطورات قضايا الرئيس المعزول من خلال المحامي المسؤول عن ذلك، عبد المنعم عبد المقصود، تليفونيًّا.

ربما يخطر في بال أحد من العائلة السفر إلى الخارج، وتحديدًا الشباب الذين فصلوا من جامعتهم، لكن ما تبين أن ذلك ليس أمرًا مسموحًا به، وهو ما كان واضحًا مما قاله حسين، شقيق مرسي، وهو يتحدث عن ابنه: «إحنا مش خايفين على نفسنا، ولا على أخونا اللي في السجن ومابنشفوش من 3 سنين، لأنه راجل بتاع ربنا، لكن خايفين على أولادنا. بس هنسفرهم إزاي إذا كان مش عارف أطلّع لابني بطاقة وهو عنده 18 سنة لأني خايف أروح القسم فياخدوه!».

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى