“فاهيتا وأمين والسفيه المجهول”.. إعلاميون يهزون عرش البرلمان
بات من السهل على أي إعلامي أن يثير عواصف من الجدل داخل البرلمان من مجلسه، عبر توجيه أي انتقاد للنواب أو رئيس المجلس الدكتور علي عبد العال أو السخرية من أداء المجلس، فمع قرب انتهاء دورة الانعقاد الأولى بات لدينا حصيلة لا بأس بها من المعارك التي خاضها البرلمان ضد الإعلاميين، حتي المجهولين منهم.
“السفيه المجهول”
تلك المرة لدينا معركة من نوع خاص، يخوضها مجلس النواب مع إعلامي مجهول شخصه ومعروف جرمه في حق النواب، بعدما أطلقوا عليه لقب “السفيه”، وفضّل عبد العال عدم الإفصاح عن اسمه، مُكتفيًا بالتعليق على الإساءة التي وجهها الإعلامي المجهول له.
كان رفع رئيس المجلس علم مصر عقب الموافقة على قانون بناء الكنائس وترديد النواب من ورائه كلمات: “يحيا الهلال مع الصليب”، هو من دفع ذلك الإعلامي المجهول إلى انتقاد أداء المجلس بدعوى أنهم ليسوا في مظاهرة حتى يقوموا بتلك الأفعال.
إلا أن الانتقاد آثار حفيظة النواب ورئيسهم، فبرر عبد العال ما فعله بأنه شرف له رفع علم مصر، قائلًا: “ما حدث أمر غير مقبول لكني لن أقدم بلاغًا لأن هذا الكرسي يفرض على ألا أدخل نفسي في أي نزاع مع صحفى أو إعلامي واللي مبوظين الإعلام 2 في مصر ومفيش حد بيتفرج عليهم ومش بيقدموا إعلام ، دول بيقدموا نضال سياسي”.
وهدد: “لدي ملف كامل لبعض الإعلاميين والصحفيين بالداخل والخارج الذين أرادوا إسقاط المجلس، ولكن المجلس أثبت أنه أقوى المجالس في تاريخ مصر، بس يا جبل ما يهزك ريح، أنا دارس إعلام كويس وعارف أن السب ده مش نقد”.
ووصفه النائب المثير للجدل مرتضى منصور قائلًا: “السفيه بتاع التوك شو اللي سخر من رئيس المجلس ويقول إزاي رئيس يرفع علم مصر، أرفض هذه التجاوزات رحنا بقت في مناخيرنا، واحد سفيه طلع وقال ميصحش رئيس البرلمان يرفع علم مصر ويشوه المجلس، أنا أقول له أنت اللي سفيه ومينفعش نائب يعطى لرئيس المجلس علم مصر ويرميه”.
وانتفض النائب مصطفى بكري، ضد الإعلامي المجهول، مؤكدًا أن حملة التشويه والتشهير للمجلس أمر غير مقبول، قائلًا: “مصر مُستهدفة من إعلام فاسد ومفسد وعلى رأسها رئيس مجلس النواب، ولن نسكت على هذا التطاول”.
“إبراهيم عيسى”
كانت من المعارك التي خاضها البرلمان مُبكرًا من نصيب الإعلامي المشاغب إبراهيم عيسى، الذي غرد خارج السرب الإعلامي وقتما منع مجلس النواب في الجلسة الثانية له البث على الهواء مباشرة، فأصبح عيسى هو المذيع الوحيد الذي انتقد تلك الخطوة بدعوى أنها تستر على فضائح المجلس.
وقال وقتها: “المواطن من حقه دراسة أداء كل نائب في دائرته، وعدم إذاعة الجلسات يؤدي إلى فقدان الثقة والمصداقية وفجوة بين المجتمع والنواب، وبه عائد سلبي كبير، وتستر على الفضائح اللي بتحصل، عندنا مسؤولين لا ترى إلا تحت أقدامها والأمر له تباعيات في المستقبل”.
وهو ما انتفض لأجله المجلس أيضًا بالتعقيب على ذلك الانتقاد الذي وجهه الإعلامي لقرار البرلمان، وهاجمه وقتها مرتضى منصور، مؤكدًا أن البرلمان ليس لديه ما يخشاه، ولكن القرار جاء لغلق الطريق على النواب الذي يريدون الظهور على الشاشات فقط.
“تامر أمين”
تلاها بوقت قصير أزمة أخرى كان بطلها الإعلامي تامر أمين، الذي عبر عن استيائه من صرف الملايين على شراء أجهزة “تابلت” للنواب الجدد، ساخرًا منهم بقوله: “النواب غير مؤهلين للتطور ده لن يستخدمونه إلا كصينية شاي”.
وفي تلك المرة المعركة لم تقف إلى حد الانتقاد والهجوم في البرلمان فقط، ولكنها وصلت إلى حد دفع 5 نواب لتقديم مذكرة إلى مجلس النواب يطالبونه باتخاذ اللإجراءات القانونية ضد أمين، معتبرين تصريحاته إهانة لهم وللمجلس، وهو الأمر الذى يعد موشرًا على بدء المواجهة بين الإعلام الذى لن يتوقف عن النقد، وبين النواب الجدد الذين يرفضونه.
“أبلة فاهيتا”
تعيد تلك الوقائع للأذهان المعركة التي وقعت بين الإعلامية “أبلة فاهيتا” الدمية التي تقدم برنامج “من الدوبلكس”، بعدما كرست عدة حلقات للسخرية من أداء النواب داخل المجلس، ووصفها للنواب بـ”العاهات”.
وقالت في الحلقة: “البرلمان ناقش 342 قانونا في 5 أيام فقط، لو مأكلوش ولا ناموا ولا اتخانقوا واشتغلوا 24 ساعة متواصلة، القانون هياخد 21 دقيقة، البرلمان عايزين يتحاسبوا بالساعة، طب كسر الساعة يتحسب بكام، دول جايين يكونوا نفسهم”.
وأطلقت اسم “ليالي الحلمية” على جلسات البرلمان، وأعطت كل نائب دورا في المسلسل المعروف، ساخرة من كل واحد منهم على حدة، الأمر الذي دفع النواب لتقديم بيان عاجل إلى عبد العال، رافضين فيه التجاوزات التي ترتكبها برامج “التوك شو” في حق النواب، لاسيما برنامج “أبلة فاهيتا”، وقدم البعض منهم استجوابًا للدمية الإعلامية.
وسخرت الدمية “أبلة فاهيتا” من هذا الهجوم الكبير عليها، عبر تدوينة على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي “تويتر” قائلة: “النهاردة البرلمان ناقش أهم قضية في البلد، أبلة فاهيتا.. أرملة هزت عرش مصر”.
الدستور