الأخبار

قصة طبيب تحت الحصار في حلب: لا يمكننا المغادرة وترك أهلنا

يعمل مصطفى كرمان، معالجا فيزيائيا متطوعا، فى واحد من المستشفيات الثمانية، التى ما زالت تعمل فى حلب الشرقية التى يعيش فيها الآن 250 ألف إنسان تحت الحصار والقصف المتواصل، حيث تكافح الطواقم الطبية مثل مصطفى كل يوم لتقديم الرعاية للمرضى والجرحى.

قصف يومي.. والمستشفيات مغلقة

يقول كرمان، أصبحت الحياة شبه مستحيلة فى المدينة، فالمعاناة لا يمكن تصورها. والناس الذين يعيشون فى حلب الشرقية باتوا عالقين هنا دون أدنى مقومات الحياة وتحت رحمة القصف المستمر، الذى يستهدف البنية التحتية للمدينة، فضلا عن ندرة وجود التيار الكهربائى أو الماء، مضيفًا، نتعرض للقصف بشكل يومى تقريبًا، وقد تضررت جميع المرافق الصحية فى المدينة. نفعل ما باستطاعتنا ونستخدم ما هو موجود لنقدم الرعاية للناس العالقين فى المدينة. بعض المستشفيات اضطرت للإغلاق، لكن المستشفى الذى أعمل فيه ما زال يعمل برغم الأضرار، علينا أن نستمر فى أنشطتنا بينما تتم أعمال إعادة التأهيل، فلا خيار لدينا سوى المتابعة ولا يمكننا التوقف حتى ليوم واحد.

30 عملية جراحية.. والجرحى يتدفقون

وأشار الطبيب، إلى أن المستشفى يستقبل كل يوم ما يصل إلى 100 مريض وجريح، وفى بعض الأحيان نجرى 30 عملية جراحية فى اليوم الواحد. وليس لدينا ساعات عمل هنا، إذ يجب أن نكون موجودين على مدار الساعة. إضافة إلى ذلك يستحيل إحالة المرضى إلى مرافق أخرى فجميعها تعمل فوق طاقتها، وهذا القسم من المدينة منعزل تمامًا عن باقى مدينة حلب، فالمستشفيات تحت ضغط كبير وبكوادر قليلة جدًا بالكاد يمكنها أن تلبى الاحتياجات الهائلة. فالمرضى والجرحى يتدفقون على المستشفيات القليلة المتبقية، وبعضها لا يوجد فيه سوى طبيب أو طبيبين.

ننتظر الإمدادات الطبية

وأكد كرمان، أنه لا يمكننا كعاملين فى المجال الطبى أن نغادر ونترك أهلنا وراءنا. فقد عانوا الكثير وتحملوا الإصابات والجروح وفقدان ذويهم، ولا يحق لنا أن نتركهم وحدهم، ليسوا غرباء عنا ولسنا غرباء عليهم، هم أقاربنا وجيراننا وعلينا أن نعتنى بهم، وعندما انكسر الحصار بشكل مؤقت قبل بضعة أسابيع انتعشت آمالنا بوصول إمدادات طبية، لكن وللأسف عاد الحصار ليطبق على القسم الشرقى من حلب ولم يكن لدينا ما يكفى من الوقت للحصول على المواد الأساسية.

واختتم الطبيب كلامه متمسكا بالأمل، نأمل بأن يتمكن داعمونا من الضغط على المجتمع الدولى لوضع حد للمعاناة فهم شريان حياتنا، كما أن وجود ممر آمن إلى حلب الشرقية سيساعدنا على المضى قدمًا فى عملنا ومعالجة الناس.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى