الأخبار

مفاجأة فرنسية تربك الحسابات المصرية

في الوقت الذي تمضى فيه مصر قدمًا نحو عودة السياحة الروسية من جديد، لاحت في الأفق أزمة سياحية ‏فرنسية أخرى، اشتعلت أمس السبت، بعدما فجرت التحقيقات الفرنسية مفاجأة عن طائرة مصر للطيران ‏التي سقطت في البحر المتوسط خلال رحلتها من باريس إلى القاهرة في مايو الماضي.‏

‏”مفاجأة فرنسية”‏
صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية تزعمت الحديث عن تلك المفاجأة، بتأكيدها إن محققين من معهد البحث ‏الجنائي الفرنسي، عثروا على آثار لمادة “تي إن تي” المتفجرة، في حطام طائرة مصر للطيران الأمر الذي ‏أثار خلافًا حادًا بين السلطات الفرنسية والمصرية، وفقًا للصحيفة.‏

الخلاف بين الطرفين كان مكمنه كما قالت “لو فيجارو” في رفض سلطات القضاء المصري فحص ‏المحققين الفرنسيين تفاصيل الحطام والمادة المتفجرة التي عثروا عليها، كما رفضوا كتابة تقرير مشترك ‏مع الجانب الفرنسي يوثق العثور على المادة المتفجرة، بدعوى أن الفحص الفرنسي لم يكن دقيقًا، لتحديد ‏كيف وصلت المادة شديدة الانفجار إلى الحطام، فضلًا عن أن منشأ آثار المادة المتفجرة لا يزال مجهولًا‎.‎

“مصر تنفي”
حديث “لوفيجارو” الفرنسية قوبل بالنفي من قبل الجانب المصري، على لسان باسم سامي، مدير المركز الإعلامي لوزارة الطيران، الذي أكد إن لجنة التحقيق في تحطم الطائرة لم تتسلم أي تقرير تفيد العثور على آثار لمادة متفجرة على أجزاء من الحطام.

“دلائل سابقة”‏
لكن ما يعزز وجهة النظر الفرنسية التي نقلتها الصحيفة، ما أعلنت عنه لجنة التحقيق في يوليو الماضي، وهو ‏أن أحد الصندوقين الأسودين للطائرة، كان قد أفاد بنشوب حريق على متن الطائرة المصرية المنكوبة في ‏الدقائق الأخيرة قبل تحطمها، الأمر الذي يدعم سيناريو وجود مواد متفجرة على حطام الطائرة.‏

وليس ذلك فحسب، بل سبق وأظهر تحليل لمسجل بيانات الطائرة، عن وجود دخان تصاعد من إحدى ‏دورات المياه وقمرة القيادة لأنظمة الطيران الإلكتروني، بينما أظهر حطام تم انتشاله من مقدمة الطائرة ‏وجود علامات على أضرار بفعل ارتفاع درجات الحرارة‎.

‏”التوقيت يثير جدلًا”‏
في كل الأحوال.. فإن إعلان فرنسا احتمالية تفجير طائرة “إيرباص” مصر للطيران في ذلك التوقيت هو ‏ما يُشكل خطورة على مصر وفقًا لمراقبون، لاسيما أن الطيران الروسي لازال متخوفًا من عودة أفواجه ‏السياحية مرة أخرى إلى القاهرة، كما أن التعتيم المصري الذي أشارت له الصحيفة يزيد الأمر صعوبة ‏ويجعل الرؤية لدى دول العالم ضبابية للغاية.‏

وفي تصريحات خاصة لـ”الدستور”، فند مراقبون الاكتشاف الفرنسي بالتحليل، مؤكدين أنه من الوارد ‏تعرض الطائرة للتفجير داخل المجال الجوي المصري، مثلما حدث مع روسيا وهو أمر وراد في كل دول ‏العالم، وبالرغم أن الاكتشاف الفرنسي أوليّ ألا أنه يضرب سمعة السياحة والأمن القومي المصري.‏

‏”احتمالية التفجير”‏
يقول اللواء هشام عبدالحكيم، لواء طيار سابق، أن التحقيقات الفرنسية قد تكون صحيحة، فمن الوارد أن ‏يكون التفجير هو السبب في اختفاء الطائرة مثلما حدث مع الطائرة الروسية، لاسيما أن الصندوق الأسود ‏أفاد بعد أيام قليلة من تحطم الطائرة بنشوب حريق بها قبل سقوطها. ‏

ولفت إلى أن هناك سيناريوهات كثيرة لتفجير الطائرة في الهواء، قد يكون بسبب عيب فني بالطائرة طال ‏خزان الوقود، وأدى إلى أعطاب جسيمة، أدت بدورها إلى الانفجار في الهواء، وتفككها وتناثر حطامها، ‏واختفائها في عمق البحر المتوسط لمدة طويلة، مؤكدًا أن مادة “تي إن تي” المتفجرة لا تختفي مع مرور ‏الوقت.‏

وأشار إلى أن الكشف عن هذه المادة المتفجرة يتم عن طريق تحليلات متنوعة، فهناك تحليل يخص ‏البيانات ويتم بطريقة عادية، وتحليل الفلزات هو نوع من التحليلات أكثر تعمقًا لبعض الأجزاء التي حدث ‏فيها كسور أو ما شابه، أو لبعض المواد الكيميائية أو المتفجرة التي يعثرون عليها‎.‎

‏”سيناريو روسيا”‏
‎أما باسم حلقة، نقيب السياحيين، يرى أن التحقيقات الفرنسية التي عثرت على مادة “تي إن تي” المتفجرة ‏هي أولية، وليست نهائية ولم يشارك فيها الجانب المصري أو يؤكدها حتى الآن، مؤكدًا أنها رغم ذلك فهي ‏تعتبر مؤشر خطير لأن السياحة المصرية لم تتعاف حتى الآن من ضربة الطائرة الروسية.‏

وأضاف: “بالرغم من وجود العمليات الإرهابية في كل دول العالم وليست مصر فقط، ألا أن التحقيقات ‏الفرنسية تثير بلبلة على الأمن القومي والسياحي في مصر حتى إن لم تكن حقيقية، فالشائعات تثير في دول ‏العالم كالهشيم في النار”.‏

ولفت إلى أنه من الممكن أن يتكرر سيناريو الطائرة الروسية، فرغم خروج طائرة مصر للطيران من ‏مطار باريس وليس مصر فإن عملية الاختفاء تمت بعد دخولها المجال الجوي المصري فوق البحر ‏المتوسط.

وأوضح أن توقيت ذلك الإعلان هو الأهم لأنه جاء في وقت نزيف سياحي مصري قوي، لن يصمد أمام ‏قطع تعامل سياحي جديد، لاسيما أن موسم الشتاء قادم، والكثير من سياح العالم يفضلونه في مصر لاعتدال ‏الأجواء، ألا أن تلك الأحاديث تضعف من معدل إقبالهم.‏

 

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى