الأخبار

حفظ اللسان من صفات المؤمنين بالله

 

 

96

عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم”من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه” رواه مسلم كتاب الإيمان

يرشدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)فى هذا الحديث إلى بعض الأعمال التى يجب على كل مؤمن بالله تعالى وباليوم الآخر أن يفعلها من حفظ اللسان وحفظ حقوق الجار وكرم الضيافة للضيف. 

معنى الحديث : أى من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فعليه أن يحفظ اللسان من الفضول بقول الخير أوبالصمت فإن لم تجد خيرا فاصمت لأن هذا من علامات الإيمان بالله واليوم الآخر ولأن أشد شيء على الإنسان أن يحفظه لسانه ،فالتوسع في الكلام المباح قد يؤدي إلى الاستئناس بكلام مكروه أو كلام محرم كما هو مجرب في الوقع فإن الذين توسعوا في الكلام وأكثروا منه جرهم ذلك إلى أن يدخلوا في أمور محرمة من غيبة أو نميمة أو بهتان أوغيره مما لا يحل.

فإذن قوله ” فليقل خيرا” أى فليقل أمرا بالصدقة، فليقل أمرا بالمعروف، فليقل بما فيه إصلاح بين الناس وغير هذا فليس فيها خير ،وقد تكون من المباحة وقد تكون من المكروهة وإذا كان كذلك فالاختيار أن يصمت.

ثم قال الرسول”ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره” وإكرام الجار أن تسعى في تحقيق صفات الكمال التي تتطلبها المجاورة، وإكرام الضيف هوأن تسعى في تحقيق صفات الكمال التي تتطلبها الضيافة.

وقوله “فليكرم جاره” يدخل فيه إكرام الجار بالألفاظ الحسنة وبحفظ الجار في أهله وعرضه وفي الاطلاع على مسكنه و في أداء الحقوق العامة له في النوافذ التي تطل على الجار أو في موقف السيارات أوأن يكرم الجار في المطعم والملبس فيدخل هذا جميعا في إكرام الجار، وإكرام الجار المسلم له حقان لإسلامه ولجواره. 

فإذن إكرام الجار كلمة عامة يدخل فيها أداء ما له من الحقوق من كف الأذى عنه وبسط اليد له بالطعام وما يحتاجه من إستعارة الأشياء أما إذا كان يتعدى على أشيائك ويتلف المال فهذا لا يكون له الحق في إكرامه بذلك لأنه مظنة التعدي.

مايستفاد من هذا الحديث أن الإيمان بالله واليوم الآخر يحض على حفظ اللسان لأن حفظ اللسان إشارة لحفظ جميع الجوارح الأُخرى لأن حفظ اللسان أشد ذلك. 

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى