الأخبار

عمل ارهابي أم استفزاز؟

124

تطرقت صحيفة “روسيسكايا غازيتا” الى الانفجار الذي وقع في اسطنبول وتتساءل عما إذا كان كان عملا ارهابيا أم استفزازا، وإذا كانت السلطات التركية على علم بالتخطيط له.

جاء في مقال الصحيفة:

كانت مجموعة تتكون من 20-25 سائحا ألمانياً موجودة في ساحة سلطان أحمد، ترافقها مرشدة سياحية، تمكنت من تحذيرهم قبيل حدوث الانفجار، وإلا لكان عدد الضحايا اكثر بكثير. تقول المرشدة السياحية في تصريح لصحيفة “حريت” التركية، “سمعت صوتا غريبا داخل المجموعة وانتبهت الى شخص غريب يشبه الأتراك يرتدي ملابس عصرية انضم الى المجموعة”. بعد ذلك شاهدته يخرج شيئا شبيها بجهاز تفجير. عندها صرخت باللغة الألمانية “اهربوا”، فهرب كلهم، وحصل الانفجار.

ساحة السلطان أحمد

ساحة السلطان أحمد

ولكن هل كان هذا ما حصل فعلا؟. هناك مسائل كثيرة وغريبة تثير الشك في العملية. قبل كل شيء، التصريحات التي نشرتها الصحيفة هي لامرأة اصيبت في ساقها وفقدت السمع. ومع ذلك ورغم الإصابة والعملية الجراحية تمكنت من نقل صورة واضحة الى الصحافي الذي زارها في ردهتها في المستشفى، رغم قرار انقرة الرسمي بمنع نشر أي معلومات عن الانفجار.

كما ليس معروفا كيف تمكنت المرشدة السياحية التي كانت عمليا موجودة في مركز الانفجار البقاء على قيد الحياة. قد يكون حالفها الحظ. ولكن حسب تصريحاتها كان برفقتها 20-25 سائحا قتل منهم 10 و15 اصيبوا بجراح مختلفة. أي ان هذا يشير الى انهم لم يهربوا بعد أن صرخت باللغة الألمانية “اهربوا”، كما تقول. المثير ان الأجهزة التركية الخاصة لم تعلن أي شيء عن اصابات السياح ولا عن قوة الانفجار وعن نوع المادة المتفجرة التي استخدمت فيه.

بعد الانفجار

بعد الانفجار

كما لم يعرف كيف تمكن الانتحاري من الوصول الى الساحة السياحية الرئيسية في اسطنبول رغم نقاط التفتيش العديدة، لأن الدولة في حالة حرب مع حزب العمال الكردستاني. فقبل بضعة اشهر تعرضت أنقرة لعملية ارهابية كبيرة أودت بحياة أكثر من 100 شخص. أي ان ساحة سلطان احمد في اسطنبول التي يزورها يوميا آلاف السياح يجب ان تكون محاطة بنقاط تفتيش وبكاميرات مراقبة من جميع الجهات. ومع ذلك تمكن الانتحاري من الوصول الى الساحة. يمكن توضيح هذا الأمر بالقول إن الزعم بأن الانتحاري كان يحمل حزاما ناسفاً تحت ملابسه يتعارض مع تصريحات المرشدة السياحية لصحيفة “حريت”، وهذا يعني انه كان يحمل قنبلة كبيرة لم يكن يحملها في جيبه بل في حقيبة.

الشيء الآخر الذي يثير الانتباه هو ان المتضررين من الانفجار كلهم أجانب ومعظمهم من ألمانيا، ولم يصب في الانفجار أي مواطن تركي.

كما ان تصريحات الرئيس التركي اردوغان التي اطلقها بعد ساعتين تقريبا من وقوع الانفجار، تثير مجموعة تساؤلات. لقد اعلن اردوغان ان الأجهزة الأمنية تمكنت من التحقق من هوية الانتحاري، وتبين انه مواطن سوري من مواليد عام 1988 . السؤال هو إذن: كيف تمكن خبراء هذه الأجهزة من التعرف على هوية الانتحاري من دون ان يكون، حسب تأكيدهم، ضمن قائمة الخاضعين لمراقبة الأجهزة الأمنية، وقد وصل الى تركيا قبل فترة؟! والانتحاري كان في مركز الانفجار فلا يمكن ان يكون قد بقي منه شيء. أم ان “الضيف” السوري الحامل معه جواز سفر سورياً لم يصاب بأي ضرر نتيجة الانفجار؟ أم أن الأجهزة الأمنية التركية كانت على علم مسبق بمهمته، ولكنها تعمدت عدم اتخاذ أي اجراءات لحماية السياح؟ من هذا يتضح كيف تمكن الانتحاري الوصول الى الساحة وكيف تم التعرف على هويته بهذه السرعة الكبيرة وكيف لم يسفر الانفجار عن وقوع ضحايا اتراك.

حزام ناسف

حزام ناسف

أي ان الانفجار يصب في مصلحة حكومة اردوغان، وليس “داعش”. خاصة انه ليس من مصلحة “داعش” تأزيم علاقته بالنظام التركي فيما هو يتعرض لضربات جوية من جانب روسيا والائتلاف الدولي، مما أدى الى تقلص المساحات التي يسيطر عليها. ولكن بالنسبة لأنقرة التي اتهمها الجميع بعلاقتها بالمجموعات الارهابية، اتصف هذا العمل بـ “القدسية”. ذلك أن معظم قادة الدول الغربية عقب الانفجار اتصلوا باردوغان معبرين عن دعمهم ومساندتهم واستعدادهم لتقديم المساعدة اللازمة في مجال التحقيق بالحادث، مما منح تركيا فرصة اعلان نفسها ضحية لهجوم “داعش”. كما كانت تركيا على يقين من ان مقتل السياح الألمان لن تنتج عنه عقوبات ضدها.

كما ان ما يثير الانتباه حملة الاعتقالات في صفوف انصار “داعش” التي بدأتها الأجهزة الأمنية التركية في اليوم التالي لانفجار اسطنبول. وحسب تصريح مصدر في جهاز الشرطة ثمة بين المعتقلين من كان ينوي الالتحاق بـ “داعش” في سوريا ومن كان يخطط لتنفيذ عمليات ارهابية في تركيا.

 

روسيا اليوم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى