الأخبار

لاجئون عرب يساهمون في خلق فرص عمل

ليس كل مهاجر في ألمانيا فقيرا، حيث إن هناك من السوريين وغيرهم من المهاجرين الذين يستثمرون أموالهم في بلدهم الجديد من أجل اندماج أسرع وحياة أفضل. DWعربية تحدثت مع بعض أرباب العمل من بين اللاجئين .

يعيش السيد مروان جديني منذ حوالي سنة ونيف في برلين. هروبه من سوريا، كما يقول، هو هروب من ويلات الحرب والرعب والدمار التي يحياها المواطن السوري في بلاده.

فكرة هروب مروان وقراره بالرحيل عن الوطن والابتعاد عن الأهل، لم تكن بالأمر الهين، كما يقول، ثم يضيف بحسرة: “لم أفكر قط في الرحيل عن وطني وأهلي، إلا أن الواقع المر هو الذي أجبرني على الرحيل من أجل حياة آمنة ومستقرة بعيدا عن شبح الموت”.

من جهته يحكي لنا السيد جنين وهو دمشقي في عمر الكهولة، أنه ينتمي إلى شريحة اجتماعية متوسطة في بلاده سوريا. فقد كان يعمل موظفا في إدارة سورية ولم يكن يطمع  يوما ما في الحصول على مساعدات اجتماعية ،كما يؤكد ويضيف: “لقد جمعت مبلغا لابأس به من المال- من هنا وهناك ومن أصدقائي – وفكرت في فتح  مطعم سوري”. كان يتحدث إلينا بحماسة كيف دخل في مغامرة جديدة  لم يكن يعرفها  من قبل في بلد الغربة، حيث تختلف الأذواق والقوانين والتعامل مع الإدارة الألمانية.   كان يقص علينا مغامرته والابتسامة لم تفارق محياه. وكان ينظر بين الحين والآخر إلينا أو إلى الزبائن أو إلى إبنه الذي كان يقوم بتلبية طلبات الزبائن.

قصة السيد عدنان الأسمري  القادم من الشمال العراقي والذي يقيم في برلين منذ أزيد من ثلاث سنوات، تختلف تماما عن قصة ومغامرات صاحب المطعم السوري.

كان السيد عدنان تاجرا كبيرا في العراق وكان نشاطه التجاري  يتمثل في البيع بالجملة للأجهزة المنزلية الإلكترونية بمختلف أنواعها . لقد كان نشاطه يقتصر بالدرجة الأولى على المنطقة الكردية الآمنة كما يقول. ينتمي هذا الأخير إلى فئة اجتماعية ثرية نسبيا في وطنه. الوضع الأمني الهش في العراق دفع بالسيد عدنان البالغ من العمر 43 ربيعا للفرار من هول الحرب والبحث عن حياة أفضل له ولأسرته بأربعة أطفال. “بمساعدة أقرباء لي هنا في ألمانيا تمكنت من تحويل أموالي، ثم قمت بإنشاء شركة لتصدير وإيراد الإلكترونيات. أقوم بتصدير البضائع إلى دول أوروبا الشرقية وإلى بعض دول إفريقيا بالتعاون مع  تجار عراقيين متواجدين هنالك في عين المكان.” ظل عدنان وفيا لمهنته كتاجر التي ورثها عن والده والتي باتت، كما يقول “مهنة العائلة”.  ويؤكد الشاب العراقي عدنان بافتخار أن المجيء إلى ألمانيا لم يكن بهدف البحث عن مساعدات في مكاتب الشؤون الاجتماعية  أوالانتظار في قاعات مكاتب الشغل، ثم مضى يقول:” لا شك أن اللغة الألمانية  مهمة لنجاح أي مشروع. وتساعدني في هذا الغرض موظفتان عربيتان تتقنان اللغة الألمانية”، التي لايتقنها غير أنه يعي أن نجاح كل مشروع تجاري في هذا البلد رهن بمعرفة لغة البلاد.

وقبل إطلاق مشروعه في العاصمة الألمانية وجب عليه الذهاب إلى غرفة الصناعة والتجارة الألمانية في برلين للحصول على الاستشارة القانونية  والخطوات التي يجب اتخاذها  كمواطن أجنبي لاجئ ، قبل المضي في مثل هذه المشاريع.

خدمات غرف التجارة الألمانية ومكاتب الشغل 

كانت تجربة عدنان مع الإدارات المعنية إيجابية جدا ، كما أكد لنا في حواره معنا. ذهبنا إلى مبنى غرفة التجارة والصناعة الألمانية قسم الاستشارة في برلين ، حيث كانت السيدة سوزانا شنايدر في انتظارنا. وهناك علمنا من الموظفة في المؤسسة الاقتصادية الألمانية أن بعض العرب اللاجئين في برلين يأتون  إليها من أجل الاستشارة وهم يريدون دخول السوق الألمانيية بكل شجاعة. وحول الدور الذي تضطلع به  غرفة التجارة والصناعة في هذا الشأن  تقول السيدة شنايدر:” إن نوع الإقامة التي يحصلون عليها من لدن شرطة الأجانب يشكل حافزا لبعث مشاريع اقتصادية . ننصحهم في العمل في القطاعات المطلوبة والناجحة في ألمانيا. غالبية طالبي الإستشارة من من بين العرب يحبذون الدخول في قطاع المطاعم أو التجارة مثل التجارة بالجملة وتجارة السيارات والمواد الغذائية”. السيدة شنايدر معجبة بشجاعتهم في نهج مشاريع تجارية وتؤكد على أهمية المعاملات التجارية المضبوطة كعنصر مهم للنجاح في مشارعهم في ألمانيا.

 

ا حيث قال لنا في هذا الشأن:” عند الاستشارة بخصوص بعث مشروعي هذا أكدت لهم  أني لا أود أن أكون حملا ثقيلا على المجتمع الألماني، بل عنصرا ناشطا وفاعلا فيه، أقوم بدوري على غرار كل مواطن في هذا البلد”

لقد قدمت الإدارة المعنية كل إمكانيات الدعم له ، كما يقول، وأن مشروعه يتمتع بضمان مادي إن كانت هناك صعوبات مالية في الشهور الأولى وأضاف:” الاستشارة طالت أيضا التعامل مع الإدارات الألمانية المعنية مثل دفع الجبايات  والتعامل مع مستشارين وخبراء ماليين, وضرورة إعلام مكتب العمل بالخطوات التي يمر بها  محلي التجاري كيفما كانت  الظروف لمرافقتي  ودعمي  في مساري هذا.”

عند تقديم الاستشارات تؤكد إدارة مكتب التشغيل والغرفة التجارية على أهمية وضرورة تعلم اللغة الألمانية لإنجاح أي مشروع كيفما كان حجمه. ورغم أن السيد عدنان يعيش في ألمانيا منذ أكثر من ثلاث سنوات إلا أنه لا يزال يواجه صعوبات في الحديث مع زبائنه ، حيث إنه يعتمد كليا  على موظفيه الألمان من خلفية عربية. وبذلك يبقى عامل اللغة تحديا كبيرا بالنسبة للعديد من أرباب العمل الجدد هؤلاء في ألمانيا.

dw

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى