منوعات

رصد وحدة المسلمين والمسيحين في منطقة “الكنائس المقدسة”

 

التقت “البوابة نيوز”، بالمرشد السياحي لمنطقة “المغطس”، بكر العبادي، والتي تقع بين الحد الفاصل بين الأردن وفلسطين، لمعرفة ما يدور في هذه المنطقة من ممارسات دينية، وأسباب جذبها للعديد من السائحين المسيحيين والمسلمين.

كان العبادي، دليل “البوابة نيوز”، في الدخول لهذه المنطقة، في بداية اللقاء حدثنا عن تاريخ المنطقة، قائلًا: “هذه المنطقة تقع بين شرق نهر الأردن الحد الفاصل بين الأردن وفلسطين، وعلى الجانب الآخر “منطقة أريحة” الفلسطينية، والمغطس هو المكان الذي تعمد به يسوع على يد يوحنا المعمدان حسب المعتقدات المسيحية، وبهذا الموقع 6 كنائس، من بينهم 3 كنائس علي الجبل، وهم كنيسة الأقباط المصريين، وكنيسة الأرمن وكنيسة الأوروسيين، وكنيسة اللاتين الكاثوليك وكنيسة الروس والكنيسة الأخيرة وهي أول كنيسة بالموقع علي ضفاف النهر”.

وأكد العبادي أن تلك المنطقة تشهد وفودًا كثيرة من الأقباط وأيضًا المسلمين من مختلف البلدان، ووجود المسجد بالمنطقة له رمز هام لوجود المسيحين مع المسلمين في توحد مازال يجسده الواقع والحياة .

في البداية ووسط أجواء من الروحانيات المقدسة لمكان ينقل عبق التاريخ، ويجسد روح الألفة والتسامح، بين المسلمين والمسيحيين، رغم أن لهذا المكان المقدس روحانيات السيد المسيح، ويروي تاريخ للأشقاء المسيحيين، إلا أن وجود مسجد صغير وسط الكنائس يبقى رمزًا عن الوحدة والتعايش، وعلي بعد أمتار قريبة نجد أريحة الفلسطينية علي الجانب الاخر من ضفاف النهر، يجري نهر الأردن عبر الأراضي المقدسة كما يجري تاريخ الإنجيل مطهرا ومغذيا للروح والجسد بهذا المكان المقدس، ويجعنا نعود بالتاريخ حيث التقي الله الإنسان في طريق الخلاص.

وأكدت العقيدة المسيحية، أن أصالة الموقع التي أيدتها شهادات الكتب المقدسة وأقوال الرحالة والحجاج الذين زاروا هذا الموقع العزيز وخارطة الأراضي المقدسة في مأدبا، 5 كنائس بنيت من القرن الخامس كذكري لتعميد السيد المسيح، وتوجهت عدة دول لبناء عدة كنائس لتنضم إلى الهيئة الملكية لموقع الغطس. 

فور وصلنا إلى المكان المقدس وعلي بعد 5 أميال شمال البحر الميت وفي موقع عماد السيد المسيح، وجدنا عمود رخامي عليه صليب من الحديد وفي نفس الموقع توجد كنيسة يوحنا المعمدان التي بناها الإمبراطور “أنستايوس” وهذه الكنيسة مبنية علي أعمدة لحمايتها من فيضان النهر، وفي مدينة “بياتشينزا” علي ضفة النهر في الموقع الذي تعمد فيه المسيح درج من الرخام يقودك إلى الأسفل باتجاه المياه.

وعلى حافة النهر كنيسة صغيرة مربعة الشكل مبنية، كما يقال في الموقع الذي ترك فيه رداء السيد المسيح عندما تعمد، وهذه الكنيسة مرتفعة علي أربع عقود برميلية فوق مياه النهر المتدفقة، كما يوجد حوض تعميد مصلب الشكل استخدم من قبل الحجاج وهو الوحيد بالعالم الذي استخدمت فيه مياه نهر الأردن الجارية للتعميد فيه.

ورصدت “البوابة نيوز” بقايا أثرية هامة أخري في نفس الموقع عبارة عن كنيستين كبيرتين فريدتين من نوعهما بنيتا علي أنقاض كنيسة يوحنا، حيث إن لهما بوابة من الشرق توصل من خلال الدرج الرخامي باتجاه حوض التعميد المصلب الفريد الذي استخدم فيه مياه نهر الأردن للتعميد والذي يعلوه كنيسة الرداء.

كما تم رصد مصلى على بقايا القاعدة الشمالية الغربية لكنيسة الرداء علي بعد رمية حجر من نهر الأردن، وهناك مصلى صغير له حنية صغيرة في هذه البقعة، وتوالت بناء الكنائس الفريدة بتصميمها المعماري علي ضفة النهر وهو شاهد علي تحدي وتصميم المؤمنين لقوي الطبيعة علي بناء كنيسة الواحدة بعد الأخرى في البقعة التي أمنوا بأن السيد المسيح قد تعمد فيها، رمزًا للتعايش المسيحي الإسلامي في الأردن حتى يومنا هذا.

ومن المثير للاهتمام، تحليل الأشكال الموجودة علي خارطة الأراضي المقدسة “الفسيفسلئية” والتابعة لموقع بيت عنيا عبر الأردن، ويلاحظ وجود شكل لسمكتين إحداهما تتجه نحو البحر الميت أما الثانية فتبتعد عن البحر، ولأن السمك لا يعيش في مياه البحر المالحة فيعود شمالا وهذا تفسير، وهناك تفسير آخر هو أن السمكة استخدمت كرمز للسيد المسيح استخدمت، و استخدمت السمكة أيضًا كرمز للتعميد، وبما أن السمك لا يعيش إلا بالمياه، فإن المسيحي الحقيقي لا يعيش إلا بمياه التعميد، لذلك التقاء السمكتين في هذه المنطقة، والشكل الثاني وهو عبارة عن غزال يلاحقه أسد، بالإضافة لتمثيلهما للبرية فإنهما يرمزان “للشر يلاحق الخير” أو “القوي يلاحق الضعيف”، وبمعني آخر “هيرودوس يهدد يوحنا المعمدان الذي انتقد زواجه بامرأة أخيه”.

 

 

 

البوابة نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى