الأخبار

«ألاعيب» الدواعش لدخول مصر

وجه رجال الأمن ضربات موجعة إلى التنظيمات الإرهابية خلال الفترة الأخيرة، وعلى وجه الخصوص إلى تنظيم “داعش” الإرهابى، والذى بدأ يتآكل رويدًا رويدًا مع تزايد الضربات العسكرية الناجحة، وسقوط عديدٍ من قيادات الصف الأول للتنظيم الدموى.

الراغب: الداعشيون انخرطوا فى «أنصار بيت المقدس».. وتبادل المعلومات يدفع الخطر

المقرحى: «المال والنساء والفكر».. سنارة «داعش» لاصطياد الإرهابيين الجُدد

الدهبى: داعش يتقرب إلى «الأفارقة» بالأموال.. ولابد من تأمين الحدود

فمؤخرًا.. تمكن رجال الأمن من ضبط خلية إرهابية بمحافظة السويس تضم عددًا من الأشخاص تابعة لتنظيم “داعش” فى المدينة الباسلة، وبحوزتهم كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، إضافة إلى القبض على مصرى عائد من تركيا، لاتهامه بالتواصل مع أعضاء تنظيم “داعش” الإرهابى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى.. كما أن قدرة تنظيم ما يسمى بـ”أنصار بيت المقدس” التابع لـ”داعش”، لم يعد له تأثير على الأرض فى سيناء.

مع ازدياد الضغط العسكرى على داعش انخفضت القدرة الإعلامية للتنظيم المتطرف بشكل كبير فى الآونة الأخيرة، ووفقًا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن المقومات التى نجح داعش من خلالها بجذب أكثر من 30 ألف مقاتل أجنبى إلى العرق وسوريا أصبحت بالية ومبتذلة، ومع تكثيف الحملة العسكرية ضد داعش ومقتل عدد من قادة الصف الأول بمن فيهم وزير الإعلام وائل فياض بدأت “بروباجندا” داعش بالتآكل، وعليه افتقد التنظيم الإرهابى طرق عديدة للتواصل بين أفراده أدت إلى ضعفهم، مقارنة لما ظهروا عليه فى بداية ظهورهم.

داعش

وعلى الرغم من تعدد طرق هروب “الدواعش” إلى مصر أو العائدين من داعش، فإن التنظيم الإرهابى لا يزال يوجه سمومه نحو مصر، بإرسال بعض الإرهابيين لتنفيذ بعض العمليات الإرهابية فى مصر منها الخلية الإرهابية المكونة من 11 فردًا، والتى تضم عددًا من الأشخاص التابعة للتنظيم فى مدينة السويس، والتى تمكن رجال الأمن من ضبط أفرادها، وبحوزتهم كمية كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، حيث أشار مصدر أمنى، إلى أن الخلية كان ينوى أفرادها تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف المجرى الملاحى لقناة السويس، وعدد من المنشآت الأمنية والعسكرية وكانوا يخططون أيضًا لتنفيذ عمليات إرهابية بالقاهرة انطلاقًا من السويس، مؤكدًا على أنهم تلقوا تدريبات فى سيناء خلال الفترة الماضية.

وعلى صعيدٍ متصل، ألقت الأجهزة الأمنية بمطار القاهرة، القبض على محمد. ع، 32 سنة، عقب عودته من تركيا، لاتهامه بالتواصل مع أعضاء تنظيم “داعش” الإرهابى من خلال مواقع التواصل الاجتماعى، كما تبين أن المتهم سافر إلى سوريا من تركيا، وتلقى عديدًا من التدريبات على القيام بأعمال عدائية، وحرب العصابات وظل فترة حتى تقلد منصب قيادى بجبهة التنظيم بالسودان، وتم ترحيل المتهم إلى مديرية أمن الشرقية وتم التحقيق معه.

ولكن السؤال الذى يفرض نفسه.. ما طرق تهريب “الداعشيين” إلى مصر؟!.. وما الوسائل التى يعتمد عليها التنظيم؟!.. خبراء الأمن يجيبون على هذه التساؤلات فى التحقيق التالى:

فى البداية، قال اللواء سمير الراغب، الخبير الاستراتيجى، إن الداعشيين القادمين إلى مصر انخرطوا فى صفوف “داعش” وعادوا من العراق وسوريا لينضموا إلى جماعة ما تُسمى بـ”أنصار بيت المقدس”، ولكن الأخطر هو عودة الفكر، وليس الأفراد، مشيرًا إلى أن الذى يُزيد المسألة صعوبة أنه لا يوجد تبادل معلومات بشكل جيد مع دول الجوار، وبالإمكان شخص يأتى من ليبيا معتنقًا للفكر الداعشى، ويأتى بنفس الشرعية.

وأضاف الراغب: “الحل يكمن فى تبادل المعلومات الاستخباراتية، ومثال على ذلك أن 4 من داعش عادوا إلى لندن من سوريا، حيث خضع 19 منهم للتحقيق، والباقون لم يُحقق معهم بعد، ولا يوجد رقابة عليهم، ومن الممكن أن يأتى عدد منهم إلى مصر، بالإضافة أن هناك داعشيين يأتون عبر البحر، والحدود البحرية تسمح بذلك، كما أن سيناء مساحة كبيرة ومحاطة بالشواطئ من كل الاتجاهات، بالإضافة إلى رفح”.

وتابع: “المسألة فى البداية مسألة فكر، وبعد ذلك يتم عمل الذئاب المنفردة، كما لا يمكن السيطرة على الفضاء الإلكترونى، والخوف من مرور الفكر للعقول، وليس الأفراد، مشيرًا إلى أنه من أهم العوامل التركيز وبشدة على الفكر أولا، كما لابد من التركيز وبشدة على كل المفقودين لأن اختفاءهم يعد لغزًا كبيرًا، لأنه لا يعد كل اختفاء اختفاءً قسريًا، حيث يتم اكتشاف هؤلاء المختفين صدفة فى الخارج”.
ومن جانبه، قال اللواء فاروق المقرحى، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن تجنيد الإرهابيين فى تنظيم داعش، يتم من الداخل للخارج، وليس العكس، ويجرى بطرق عدة منها الإغراء بالمال والنساء، وتتم عملية التجنيد من خلال مواقع التواصل الاجتماعى وأساس عملية التجنيد تتم من الجماعة الإرهابية “الإخوان”، حيث كان التجنيد فى البداية للسفر إلى سوريا.

اللواء المقرحى

وأشار المقرحى إلى أن الإغراءات الثلاثة “المال والنساء والفكر”، تكون باللعب على دخول الجنة والجهاد فى سبيل الله، كما أن النساء هناك من أوروبا وسوريا، وعلى قدر عالٍ من الجمال، ووفقا لآخر إحصائية أكدت على أن هناك 5 آلاف شاب خلال فترة 2012 حتى 2016 حينما قال المعزول “لبيك سوريا” جزء منهم ذهب إلى ليبيا وآخرون إلى سوريا، وهذا العدد بالنسبة لـ90 مليون ليس كثيرًا وجميع الذين خرجوا تحت السيطرة وعقب رجوع العائدين من سوريا وليبيا يتم رصدهم من الأمن الوطنى والمخابرات ورصد مواقعهم وتحركاتهم.

ونوَّه اللواء فاروق المقرحى إلى أن معظم الذين هربوا كانوا عن طريق السودان أو تركيا، أو أوروبا، حيث يذهبون إلى سوريا للانضمام إلى داعش، واشتد هذا الهروب خلال الفترة من 2012 إلى 2015، لافتًا إلى أن الهدف من تواجد حضور هؤلاء إلى سيناء إثارة الزعزعة والفوضى مثل ما كان يفعله العائدون من ألبانيا، وأفغانستان فى التسعينيات ولكن يتم متابعتهم جيدًا ورصدهم من أجهزة الأمن.

داعش

وعلى صعيد متصل، أكد اللواء محمد الدهبى، الخبير الأمنى، على أن “داعش” يقوم بتجنيد أنصاره من جميع دول العالم، وخصوصًا الأفارقة، نظرًا لظروفهم الاقتصادية الصعبة ثم تأخذهم إلى سوريا والعراق ويتم تدريبهم جيدًا وعملية العودة تكون سهلة، لأنها تكون عبر الدروب والمدقات والجبال، ولا يشترط أن يكون تهريبهم تم عن طريق حدود سيناء، أو السويس، لأن الصحراء الغربية بحدودها ويكون بينهم اتفاق على الالتقاء فى سيناء.

ونوَّه إلى أن داعش يقوم بعمليات إرهابية كبيرة ومن المحتمل أن يكون هذا التنظيم الإرهابى وراء العملية الأخيرة التى استهدفت النائب العام المساعد، وعناصره يستخدمون الصحراء والجبال للهرب بعيدًا عن الأمن وللتدريب كما أن هناك جبال أسيوط والمنيا، وأيضًا تعد ليبيا مصدر خطر لتهريب السلاح والداعشيين، ولابد من تشديد القبضة الأمنية على هذه الحدود لصد أية أخطار تهدد استقرار البلاد.

 

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى