الأخبار

الطريق إلى البيت الأبيض «4».. تأثير العرب والمسلمين «فى الضياع»

باقى من الزمن 3 أيام فقط على إجراء الانتخابات الأمريكية بين هيلارى كلينتون، مرشحة الحزب الديمقراطى، ودونالد ترامب، مرشَّح الحزب الجمهورى.

الانتخابات الأمريكية الحالية لم تشغل بال العرب.. لأن هيلارى وترامب «واحد»

74 % من مسلمى أمريكا يقفون فى ظهر هيلارى.. و4% مع المرشح الجمهورى

الموقف الصادم لأوباما وهيلارى من «30 يونيو» قرَّب الإعلام المصرى إلى ترامب

الاهتمام بتلك الانتخابات لاشك وأنه يتعدى حدود الولايات المتحدة ذاتها، بل إن بعض الدول والمنظمات الدولية الكبرى فى العالم تحاول بشكل أو بآخر أن تكون ضالعة بالمساهمة فى اختيار الرئيس عن طريق جماعات الضغط السياسية، والاقتصادية، والدينية داخل أمريكا، فهل للمنطقة العربية أى نفوذ أو دور فى الاختيار؟!

الإجابة الطبيعية والمنطقية والواقعية، هى النفى، والنفى الأكيد أيضًا… الانتخابات الحالية تحديدًا لم تشغل بال الرأى العام العربى كثيرًا، لاعتقاد الجميع بأن الاثنين واحد.. الكل متحفظ سواء على هيلارى أو ترامب، فنحن فى منطقتنا العربية بدأنا نتعامل مع الأمر على أن هناك خياران أحلاهما مر.

إلا أن استطلاع للرأى أجراه مجلس العلاقات الأمركية الإسلامية أشار إلى أن 72% من الناخبين المسلمين يعتزمون التصويت لصالح كلينتون باعتبارها أهون الضررين، مقابل 4% لصالح ترامب، بينما لم يحدد 24% وجهتهم الانتخابية.

والناخبون المسلمون الأمريكيون، يصل عددهم إلى 1.5 مليون ناخب سجلوا بالفعل لاقتراع الثلاثاء المقبل، وذلك من أصل 227 مليونًا و19 ألفًا و486 ناخبًا، بحسب مكتب الإحصاء الأمريكى.

النسبة لا تكاد تصل إلى 0.7%، لذا فهى غير مهمة وغير منظمة أيضًا، فعلى النقيض، يأتى الأمريكيون من أصل إفريقى أو من أصل لاتينى، فهم يعملون بشكل سياسى منظم، ولهم حضور وتأثير سياسى واضح.. صحيح أن هناك ولايات بها صوت عربى مهم، مثل ولاية ميتشجان، والتى تضم أعدادًا كبيرة من العراقيين، والفلسطينيين، واليمنيين، لكن لا يوجد نفس العمل السياسى المُنظَّم القائم لدى أقليات أخرى.

لكن.. لماذا اختار غالبية العرب والمسلمين التصويت لهيلارى على اعتبار أنها الأفضل نسبيًا؟!

فى مناظرتها الثانية ضد ترامب، يوم 9 أكتوبر الماضى، قالت كلينتون: “نحن فى حاجة للأمريكيين المسلمين ليكونوا جزءًا من عيوننا، وآذاننا فى الخطوط الأمامية.. المسلمون يريدون أن يشعروا بأنهم مقبولون ومستوعَبون، وجزء من بلدنا، وأمننا الوطنى، وهذا هو ما أرغب فيه”.

وأوضحت أنها ترفض استهداف المسلمين لأى سبب، وأشادت بمساهمات المسلمين فى المجتمع الأمريكى، كما يعمل معها موظفون مسلمو، وهناك حضور متزايد للمنظمات الإسلامية فى صفوف الحزب الديمقراطى، إذ شارك 120 مندوبًا من هذه المنظمات فى المؤتمر الأخير للحزب.

أما ترامب فكان حديثه الدائم عن ضرورة التدقيق بشدة فى خلفيات المسلمين، ورفض قبول اللاجئين السوريين، وإنشاء جدار حدودى لحماية الأمريكيين من أخطار المهاجرين العرب، والمسلمين، وزاد عليهم المكسيكيين أيضًا.

صحيح أن هذا الطرح حرَّك عاصفة من الانتقادات من قبل سياسيين أمريكيين بارزين، حتى من داخل صفوف الحزب الجمهورى نفسه، إلا أنه أيضًا نبَّه كثيرًا من المسلمين الأمريكيين إلى ضرورة المشاركة على نطاق أوسع فى العمل السياسى.

خطاب ترامب العنصرى أيقظ قطاعًا لا بأس به من المسلمين، بل حتى من أبناء الأقليات الأخرى، إلا أن الدكتور أشرف الأنصارى، أحد أعضاء التحالف الأمريكى الشرق أوسطى، والمؤيد لدونالد ترامب، يرفض القول إن أغلبية العرب تصوت عادة لصالح هيلارى، وعلى سبيل المثال، أيَّد كثير من العرب جورج بوش الابن فى الانتخابات التى جرت عام 2000، فيما أيدوا باراك أوباما فى عام 2008.

التقارير الصحفية الأمريكية خلال الفترة القليلة الماضية، تؤكد على أنه للمرة الأولى، يتلقى كثير من الناخبين العرب والمسلمين اتصالات هاتفية من منظمات عربية وإسلامية تدعوهم للتصويت لكلينتون، كما تم تنظيم عديد من الفعاليات والتجمعات للغرض ذاته، علاوة على النشاط الواسع على مواقع التواصل الاجتماعى، والتى أصبح لها تأثير كبير.

تقرير حديث لـ”بى بى سى” أكد على اختلاف الصوت العربى عن الصوت المسلم، ويؤكد على أن المنظمات الإسلامية، والتى تضم أغلبية من غير العرب، أكثر تعاونًا وتنسيقًا من المنظمات العربية التى تعانى من انقسامات وخلافات مستمرة تضعف إلى حد كبير من تأثيرها.

وتضيف هيئة الإذاعة البريطانية: “ربما تتباين الآراء حول سبل دعم وتعزيز النفوذ العربى، والإسلامى فى الساحة السياسية الأمريكية، لكن من الواضح أن الطريق لايزال طويلًا لكى يكون للعرب وللمسلمين قوة ونفوذ مثلما ما تتمتع به مجموعات أخرى فى المجتمع الأمريكى.

وبخصوص القضايا العربية، ولاسيما الشأن السورى، فإن حسم أحد المرشحين الكرسى البيضاوى لصالحه، فإنه لا يعنى الكثير لها، فقد يستمر الوضع على ما هو عليه مع كلينتون، وقد ينقلب مع ترامب.

أما عن القضية الفلسطينية فإن هَمَّ الحفاظ على أمن إسرائيل، وتفوقها فى المنطقة يتساوى فى تأييده المرشحان، فى الوقت الذى تقترب فيه مصر كثيرًا، من خلال الصحافة والإعلام، للمرشح الجمهورى ترامب، نظرًا للموقف غير المفهوم والذى ارتكبه النظام الديمقراطى بقيادة أوباما، وهيلارى ومن بعدها جون كيرى بشأن مظاهرات 30 يونيو، وما بعدها من دعم الإخوان، وتعليق المساعدات وغيرها، وهى الأمور التى تغيرت بشكل نسبى خلال الفترة القصيرة الماضية.

 

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى