الأخبار

طريق ترامب للرئاسة يضيق

مازالت حملة المرشح الجمهورى دونالد ترامب، تعانى من عاصفة الاتهامات بالتحرش التى لاحقته خلال الأيام الماضية، رغم نفى الملياردير ذلك، واصفا إياها بأنها «محاولة شريرة» لايقاف مسيرته نحو البيت الأبيض، فى وقت بات فيه طريقه للفوز بالانتخابات صعبا، حسب عدة استطلاعات للرأى.
وأفادت نتائج استطلاع للرأى أجرته صحيفة «وول ستريت جورنال» وشبكة «ان. بى. سى نيوز» الأمريكيتين ومعهد ماريست لاستطلاعات الرأى، بتقدم المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون على منافسها الجمهورى بنسبة 4% فى ولاية كارولينا الشمالية، وبنسبة 1% فى ولاية أوهايو، وهما من الولايات المتأرجحة (البالغ عددها 10 ولايات) التى تصوت تارة للجمهوريين وتارة للديمقراطيين، ويحدد تصويتها الفائز.
وكان استطلاع للجهات ذاتها، الأسبوع الماضى، قد أفاد بتراجع حظوظ ترامب فى ولاية بنسلفانيا، فيما انسحبت حملته من ولاية فيرجينيا. ووفقا لـ«وول ستريت جورنال» فإنه من دون الفوز فى الولايتين الأخيرتين، والخسارة فى احدى ولايتى اوهايو أو كارولينا الشمالية، فإن قدرة الملياردير الجمهورى على الحصول على 270 صوتا من إجمالى أصوات المجمع الانتخابى (538 صوتا) التى يحتاجها للفوز بسباق الرئاسة، تبدو على نحو متزايد، غير واقعية.
وذكرت الصحيفة بمقولة للمرشح الجمهورى فى انتخابات 2012، ميت رومنى والتى قال فيها إنه لكى يحصل على 270 صوتا فى المجمع الانتخابى، فإن حملته تهدف فى البداية إلى الفوز فى كل الولايات الجمهورية بالإضافة إلى فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا.
ولكن ترامب تراجع بفارق 12% فى ولاية بنسلفانيا، و2% فى ولاية فلوريدا. وقالت الصحيفة إنه «بدون الفوز فى بنسلفانيا وفيرجينيا، فيجب على ترامب الفوز فى أيوا وأوهايو وفلوريدا وكارولينا الشمالية ونيوهامشاير ونيفادا وماين. وهذا يعنى الانتصار فى كل المعارك الرئيسية المتبقية تقريبا»، وهو أمر صعب للغاية.
من جانبه، قال الجمهورى ديفيد هيل، وهو خبير استطلاعات رأى، إنه «لابد أن يكون له أداء ممتاز فى الولايات الجمهورية ولا يمكن أن يضيع ولاية فلوريدا أو كارولينا الشمالية أو الولايات الواقعة فى وسط غرب البلاد (اوهايو، الينوى، انديانا، ميتشجان، ويسكنسن)».
فى غضون ذلك، اتسعت الهوة بين نوايا التصويت لدى الرجال والنساء وبلغت مستوى غير مسبوق، إذ تصطف النساء بشكل غير مسبوق، وراء المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، بينما يسجل دعم واضح لترامب بين الرجال.
وتشير توقعات موقع «فايف ثرتى ايت. كوم» إلى أنه فى حال اقتصر التصويت يوم الاقتراع الرئاسى فى الثامن من نوفمبر المقبل على النساء فإن كلينتون ستفوز فى أكثر من 40 ولاية من أصل 50. وعليه فإن كلينتون ستحصل على 450 من أصوات الهيئة الناخبة، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.
أما إذا كان المشاركون فى التصويت من الرجال فقط فإن الجمهوريين سيفوزون بـ350 صوتا من أصوات الهيئة الناخبة.
وأظهر الاستطلاع الأخير للرأى الذى اجراه موقع «ريل كلير بوليتكس» أن كلينتون تتقدم بست نقاط على المستوى الوطنى، كما أنها تتقدم فى العديد من الولايات الحاسمة.
إلى ذلك، دعت العديد من الجهات المانحة الأكثر سخاء فى الحزب الجمهورى، اللجنة الوطنية للحزب (تمثل زعامة الحزب وذراعه التمويلية) للتنصل من دونالد ترامب، مؤكدين أن مزاعم النساء المتعددة بشأن تحرش الملياردير بهن، تهدد بإلحاق ضرر دائم بصورة الحزب، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
وقال ديفيد همفريز، رجل أعمال من ولاية ميسورى تبرع بأكثر من 2.5 مليون دولار للحزب منذ انتخابات 2012 وحتى الآن، إنه «فى مرحلة ما، عليك أن تنظر فى المرآة وتعترف بأنك لا يمكن أن تبرر دعم ترامب لأطفالك، وخاصة بناتك».
وبدوره، قال بروس كونفير، وهو مستثمر من نيويورك تبرع هو وزوجته 2.7 مليون دولار للحزب خلال الفترة نفسها، إنه «غوغائى خطير غير ملائم تماما لمسئوليات رئيس الولايات المتحدة»، فى إشارة إلى ترامب.
وأضاف فى رسالة بريد إلكترونى أنه «حتى للمؤيدين، هناك خط للاخفاقات الأخلاقية للمرشح من المستحيل تجاهله»، وتابع: «هذا الخط تم تجاوزه بوضوح».
كما أوقفت العديد من الجهات المانحة تبرعاتها، وبعضهم هجر الحزب ومن بين هؤلاء اثنان من كبار المانحين اللذان أكدا دعمهما لجارى جونسون، الحاكم السابق لولاية نيو مكسيكو، ومرشح الحزب الليبرتارى للرئاسة.
وقال فريزر سيتيل، المتحدث باسم الملياردير جوليان روبرتسون الذى دعم الحزب بأكثر من 5 ملايين دولار منذ انتخابات عام 2012، إن «روبرتسون الآن بات يدعم جونسون». كما أعلن جيفرى ياس، وهو مستثمر من بنسلفانيا تبرع بأكثر من 3 ملايين دولار إلى المرشحين المحافظين، فى رسالة بالبريد الألكترونى أنه «يساند جونسون».
من جانبها، نددت السيدة الأولى ميشيل أوباما بترامب بعبارات لاذعة فى خطاب ألقته دعما لكلينتون فى الحملة الانتخابية فى نيوهامشير.
وقالت أوباما إن «هذا ليس طبيعيا. هذه ليست السياسة كما جرت العادة. هذا مخز. لا يمكن التسامح مع ذلك»، مضيفة أنه «لا يهم إلى أى حزب تنتمى ديمقراطى أو جمهورى أو مستقل. لا تستحق أى امرأة أن تُعامل بهذه الطريقة».
وناشدة أوباما الناخبين بـ«عدم السماح له لشغل أعلى منصب فى البلاد»، فى إشارة إلى ترامب الذى لم تذكر اسمه.
وبعد دقائق من انتهاء خطاب السيدة الأولى الذى أشعل مواقع التواصل الاجتماعى، ألقى ترامب خطابا هو الأعنف والأكثر استفزازية خلال دورة الانتخابات الرئاسية، حسب واشنطن بوست.
واتهم ترامب أمام تجمع انتخابى فى وست بالم بيتش فى ولاية فلوريدا، منافسته الديمقراطية هيلارى كلينتون وصحيفة نيويورك تايمز ووسائل إعلام أخرى بأنهم شاركوا فى محاولة «شريرة» منسقة لإيقافه.
وقال ترامب إن «هذه المزاعم كلها مختلقة. إنها محض خيال وكذب صريح. هذه الأحداث لم تقع على الإطلاق»، مضيفا أنه «سيعرض على الملأ فى مرحلة ما أدلة تفند هذه المزاعم». ومضى قائلا: «هذه المزاعم الشريرة بشأن إتيانى بتصرفات غير لائقة مع نساء إنما هى كاذبة تماما ومطلقا. وآل كلينتون يعرفون ذلك.. إنهم يعرفون ذلك جيدا».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى