أخبار مصر

«السيسى» يقود التحرك المصرى فى أفريقيا..

 

 

 

أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة لقاءات خلال شهر ديسمبر الحالى مع قادة وزعماء أفارقة، تعكس سعى مصر إلى تنشيط الوجود المصرى فى أفريقيا بالتزامن مع بعض التحركات الخليجية التى يعتبرها البعض «مناهضة» للمصالح المصرية فى القارة الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بـ«سد النهضة» الإثيوبى وآخرها زيارة اثنين من كبار مسئولى السعودية وقطر إلى موقع السد.

ومن أبرز مَن التقاهم «السيسى»، خلال الفترة الأخيرة، وفد وزراء المياه الأفارقة، ومبعوث الرئيس السنغالى الذى نقل له رسالة لتعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن لقاء الرئيس مع وزير خارجية تشاد الذى نقل بدوره رسالة بدوره لـ«السيسى» بشأن تعزيز العمل الأفريقى المشترك والتنسيق بين البلدين فى المحافل الدولية.

أستاذ علوم سياسية: «القاهرة» تكثف حضورها فى أفريقيا تنشيطاً للدور المصرى.. ورداً على «المناكفات الخليجية»

وخلال لقائه بوزراء المياه الأفارقة، أكد السيسى اهتمام مصر بالتوصل إلى حل توافقى فيما يتعلق بمسألة الاتفاق الإطارى لدول حوض النيل، بحيث يكون اتفاقاً شاملاً يضمن الأمن المائى لجميع أطرافه، مشيراً إلى تبنى مصر سياسة ثابتة تقوم على عدم التدخل فى شئون الدول أو التآمر ضدها، فضلاً عن تركيز مصر على مسيرتها التنموية، وحرصها على التعاون مع جميع الدول من أجل تحقيق التنمية والبناء والتعمير.

وحضر اللقاء وزراء مياه كل من السودان، وتنزانيا، وأوغندا، وجنوب السودان، وبوروندى.

ومن هذه الفعاليات الأفريقية، الزيارة الخاطفة التى أجرها السيسى إلى دولة أوغندا، حيث نوه خلال الزيارة بأهمية التعاون بين دول حوض النيل والعمل معاً لتنفيذ مشروعات لزيادة إيراد النهر بما يحقق المصالح المشتركة لجميع دول الحوض.. وأبدى الرئيسان «السيسى وموسيفينى» ترحيبهما بمشروع الربط الملاحى بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، وأكدا أهمية العمل على اتخاذ الخطوات اللازمة لتنفيذ المشروع عقب انتهاء الدراسات الخاصة به، كما شهدا عقب انتهاء المباحثات التوقيع على مذكرة تفاهم بشأن المشاورات الدورية السياسية والدبلوماسية بين البلدين.

وأخيراً كانت زيارة الرئيس الجيبوتى، أمس، إلى القاهرة، وإجراء محادثات ثنائية مع الرئيس السيسى فضلاً عن توقيع اتفاقية للتعاون الاقتصادى و6 مذكرات تفاهم فى مجالات «التعليم والدواء واستيراد اللحوم».

من جانبها، سعت الدبلوماسية المصرية إلى التحرك فى الملف الأفريقى على مدار عام 2016، حيث أكد سامح شكرى وزير الخارجية خلال زيارته إلى بعض الدول الأفريقية، وأبرزها السودان وإثيوبيا وغينيا الاستوائية، أن مصر حريصة على دفع العلاقات مع مختلف دول القارة فى شتى المجالات، لاسيما فى ضوء عضوية مصر الحالية فى مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقى. وقال «شكرى» فى أكثر من مناسبة إن الدبلوماسية المصرية هى دائماً الأداة النشطة التى نقلت وتنقل صوت أفريقيا للعالم، ولم تتأخر مصر يوماً عن الوقوف إلى جانب أشقائها فى القارة الأفريقية.

ومن أبرز المؤسسات التى قامت بها مصر لتعزيز التحرك فى الملف الأفريقى «الوكالة المصرية من أجل الشراكة والتنمية»، التى تعمل على تعزيز التعاون مع العديد من الدول الأفريقية من خلال المشروعات المختلفة التى تقوم بها فى بعض هذه البلدان، حيث تقدم الوكالة المساعدات الطبية والغذائية إلى جنوب السودان وأوغندا وغيرها من الدول، تأكيداً على دور مصر تجاه الأشقاء الأفارقة فى الفترة الحالية. كما تعمل مصر على تعزيز ملف مواجهة النزاعات فى القارة الأفريقية من خلال مقعدها فى مجلس الأمن الدولى، ولاسيما فى بوروندى وجنوب السودان بمنع نشر قوات عسكرية أممية دون موافقة حكومات هذه الدول منها منعاً للتدخل فى شئونها الداخلية.

من جهته، قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية: «إن زيارات ولقاءات السيسى المكثفة بعدد من رؤساء ومسئولى الدول الأفريقية خلال الفترة الأخيرة هى بمثابة رد مصرى على زيارتى المسئول السعودى أحمد الخطيب ووزير الخارجية القطرى لسد النهضة الإثيوبى».

وأضاف «فهمى»، لـ«الوطن»، أن هناك تحركات تجاه دول أفريقية عدة، ودول أخرى فى قلب ملف مياه النيل، مشيراً إلى أن جيبوتى ليست فى دول حوض النيل لكن لها صلات قوية بدول الحوض وبالتالى فإننا نعتبر أن مصر ترد بتكثيف حضورها فى أفريقيا على المناكفات الخليجية فى هذا التوقيت خاصة أن الحضور المصرى فى أفريقيا تاريخى، لكنه لم يكن نشطاً خلال الأعوام الأخيرة.

وأشار «فهمى» إلى أن مصر تكثف الاتصالات فى الفترة الأخيرة بدليل زيارة السيسى لأوغندا والتى استغرقت 7 ساعات ونصف الساعة فقط، باعتبار أن أوغندا دولة محورية فى دول حوض النيل، وأنا أتوقع تكثيف الاتصالات بهدف نقل رسالة للمناكفين لنا، موضحاً أن تكثيف الوجود المصرى ليس فقط بالزيارات ولكن أيضاً بوجود رجال الأعمال المصريين من خلال إقامة مشروعات مشتركة مع تلك الدول، خاصة أن قطر لديها مشروعات أيضاً فى عدد كبير من الدول الأفريقية.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى