الأخبار

استراتيجية أوباما فى الشرق الأوسط..

118

وسط انتقادات عديدة داخل وخارج الولايات المتحدة الأمريكية لسياسات الرئيس الأمريكى باراك أوباما تجاه قضايا منطقة الشرق الأوسط، قالت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية، إن اتهام أوباما بافتقاده للرؤية الاستراتيجية تجاه المنطقة خاطئ تماما، معللة ذلك بأنه هدفه الأساسى، منذ وصوله للبيت الأبيض عام 2009، كان تقليل حضور الولايات المتحدة السياسى والعسكرى الضخم فى المنطقة، وذلك للحفاظ على الأمن القومى لأكبر دولة فى العالم.

وقالت المجلة الأمريكية، فى تقرير لها، نشرته أمس الأول، إن أوباما التزم الخطة التى وضعها منذ يومه الأول فى البيت الأبيض فيما يخص منطقة الشرق الأوسط، وبذل جهده فى الحفاظ على إبقائها، بالرغم من أن استراتيجاته لم تحظ بقبول داخل واشنطن، ولكنه أخذ على عاتقه القيام باستراتيجيات اعتبرها ترتبط ارتباطا وثيقا بالأمن القومى الأمريكى، مثل انهاء البرنامج النووى الإيرانى، ومكافحة الإرهاب، والصراع الإسرائيلى ــ الفلسطينى.

وأضافت المجلة أنه على الرغم من القدرات التحليلية للرئيس أوباما، إلا أن تطبيق سياساته على أرض الواقع غالبا ما تعثر، وفشلت إداراته باستمرار فى تنفيذ الوعود التى اطلقها فى خطاباته، كما واجهت إدراته صعوبات فى نقل استراتيجياتها لشعوب المنطقة العربية بطريقة فعالة.

وتابعت المجلة قائلة: «عانت الإدارة الأمريكية من التأقلم بعد فشلها فى التعامل مع القضايا الملحة فى المنطقة كمكافحة الإرهاب وإنهاء الصراع الفلسطينى ــ الإسرائيلى، كما فشلت أيضا فى طمأنة حلفائها إبان التوقيع على الاتفاق النووى مع إيران».

وفيما يتعلق بتعاون الإدارة الأمريكية مع جماعات الإسلام السياسى بعد ثورات الربيع العربى، أوضحت المجلة، إن هذه الجماعات ولا سيما الإخوان المسلمين استطاعت دخول العملية السياسية، وفازت بالانتخابات فى تونس ومصر، وهو ما لاقى دعما من إدراة أوباما إيمانا منها بالديمقراطية الكاملة بغض النظر عن الجهة الفائزة. وأضافت المجلة أن معارضة إدارة أوباما لمظاهرات المصريين ضد جماعة الإخوان، كانت فى محلها، لأن رحيل نظامهم، أزال الحماية التى وفرتها الجماعة ضد التطرف الإسلامى، حيث استغل تنظيم داعش الجهادى النكسات التى عانتها الجماعة فى المنطقة العربية ككل والحرب فى سوريا، فى خدمة أهدافه وتوسعاته الميدانية.

وأشارت المجلة إلى أن النتيجة النهائية كانت خطيرة، بعد أن فشلت تحليلات أوباما فى التطبيق على أرض الواقع، ولكن فى الوقت ذاته استطاعت الإدارة الأمريكية تنفيذ أهم الاستراتيجيات التى تشكل منطقة الشرق الأوسط مثل الاتفاق النووى مع إيران، وسحب قواتها من العراق وإبقاءها بعيدا عن سوريا، ولكنها أيضا فشلت فى التأثير على قضايا أخرى مثل دفع الديمقراطية فى مصر، وتحقيق السلام الفلسطينى ــ الإسرائيلى.

واختتمت المجلة التقرير بأن المستقبل سيوضح أكثر سواء كانت استراتيجية أوباما ستكون صائبة، أم أنها كانت خاطئة فيما يتعلق بقضايا الشرق الأوسط. وأضافت: «على خليفة أوباما سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا، أن يعمل على تصحيح العيوب المزعومة فى رؤية أوباما، لأن معظم مؤسسات السياسة الخارجية الأمريكية تود أن تشهد حضور عسكرى أمريكى على الأراضى العربية خاصة العراق وسوريا.

 

 

الشروق

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى