الأخبار

«ذراع الإخوان الإعلامية» تواصل نشر سمومها فى مصر

يتداول باعة الصحف والقراء المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، عددًا جديدًا من مجلة “المختار الإسلامى”، وهو العدد رقم 402 الذى صدر فى 27 أكتوبر الماضى، المخصص للاحتفال بمرور 40 عامًا على صدورها، تحت عنوان “40 عاما فى خدمة الله”.

ربما يطرأ فى ذهنك ذلك السؤال: كيف يُسمح إلى الآن بصدور هذه المجلة من مقرها فى السيدة زينب بقلب القاهرة، وتوزيعها عبر مؤسسة “الأخبار القومية”، فى مصر التى شهدت انتفاضة شعبية ضد الإخوان فى 30 يونيو؟ لكننا لن نجيب، فقط سنشاركك الدهشة والعجب.

بداية السموم

العدد يروى قصة صدور المجلة، على لسان مؤسسها حسن عاشور ويؤكد أنها استمرار لمجلة الإخوان السابقة “الاعتصام” و”الدعوة” فيقول صاحب المجلة الإخوانى حسين عاشور تحت عنوان 40 عاما فى خدمة الله:

الإخوة الكرام، إن كانت لى نصيحة أوجهها للشباب المسلم من الصحفيين فهى: قولوا كلمة الحق ولا تبالوا.. قولوها خالصة ونابعة من قلوبكم.. قولوها ولا تخشوا فى الله لومه لائم فكلمة الحق مشتقة من اسم من أسماء الله الحسنى.. ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون إليه هو الباطل.. وأنا أعلم أنكم تقبضون على الجمر ولكن اصبروا وصابروا ورابطوا واحتسبوا والنصر لكم إن شاء الله.. يا بنى أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور.

ويقول: نتذكر مصطفى صادق الرافعى صاحب مصطلح الأيدى المتوضئة بأدبه الرفيع وأسلوبه الشيق، ومحمود شاكر العالم والأديب الصحفى الذى واجه قوى الشر وصبيان العلمانية، ومحمد محمد حسين، صاحب حصوننا مهددة من الداخل، وأنور الجندى موسوعة الإسلام وقلعة المواجهة، محب الدين الخطيب، صاحب إصدار مجلة “الفتح”، وعلى الغاياتى مؤسس صحيفة “منبر الشرق” وصاحب مجلة “البريد الإسلامى”، الذى أسلم على يديه مئات الأوربيين، وأحمد حمزة مؤسس مجلة “لواء الإسلام” الذى وهب 40 فداناً لصالح المجلة، وصالح عشماوى صاحب إصدار مجلة “الدعوة”، وسعيد رمضان صاحب إصدار مجلة “المسلمون” تلك المجلة الفتية، وأحمد عيسى عاشور، والدنا ورائدنا مؤسس “الاعتصام”، ذلك العالم النقى التقى.

ويتابع: لقد أفنى الوالد حياته فى سبيل الدعوة وطوال أكثر من نصف قرن وهو يجاهد بقلمه وماله وعافيته حتى لقى الله وهو عنه راض إن شاء الله.. كما لا ننسى زميله على الدرب المبارك الشيخ محمود عبد الوهاب فايد، وفى النهاية لا ننسى محمد جلال كشك صاحب الأسلوب الثورى والمواجهة الأولى للهجمة الإعلامية الشرسة من صحف اليسار التآمر وأخيراً نتذكر الروائى المسلم الأول الدكتور نجيب الكيلانى الذى أثرى الأدب الإسلامى بالعديد من إنتاجه الرائع،.إن المختار الإسلامى هى الامتداد الطبيعى لهذه الكوكبة من فرسان الكلمة الطيبة.

الجهاد والكفاح

كما استكتبت المجلة عددا من الإخوان للاحتفال بها فكتب د.محمد يحيى، 40 عاماً من الجهاد والكفاح لوجه الله وحده وليس لوجه حزب أو فئة أو مصلحة، وباستقلالية تامة فى الفكر لا تلتصق بتيار معين أو تستمد الوحى من هنا أو هناك (عكس ما ذكره صاحب المجلة فى مقاله بنفس العدد بأنهم يسيرون فى خط الإخوان واستكمالا لهم)، هذا هو ما يلخص مسيرة هذا العمل الصرح فى تاريخ الصحافة المصرية المعاصرة، فيندر إن لم يكن مستحيلاً أن يجد المرء مثل هذا المنبر المستقل المجاهد، الذى يقتطع من لحمه الحى لكى يستمر رغم الصعب.

ويقول: عندما ظهرت مجلة المختار الإسلامى إلى الوجود عام 1978 كان يحدو المجموعة الصغيرة التى أصدرتها، باعث واحد ووحيد وجوهرى وهو ـ ولا يزال ـ حمل الهم الإسلامى بأوسع معانيه وعلى أوسع مساحة دولية، على الرغم من غرابة هذا القول فإن المختار الإسلامى لم تظهر وتستمر لتتبنى مثلاً قضية تطبيق الشريعة أو إقامة الدولة الإسلامية، وهى قضايا كان لها فى وقتها أنصار وصولة (وهو ما لم يعد موجوداً الآن بل انقلب الحال إلى الضد) لم نظهر لكى نركب موجة معينة بدأ أنها رائجة فى تلك الفترة فها هى الموجة قد انحسرت أو ضربت مع الأمس لكننا مازلنا نثابر ونواصل بعزيمة وبلا وجل.

ويضيف: ظهرنا فقط لكى نحمل عبء الإسلام أو بالأصح عبء الوعى الإسلامى دفاعاً وطرحاً إيجابياً، لأننا وجدنا أن هناك حاجة ماسة لذلك .. كنا نشعر بها تسرى فى مائنا، لم تظهر لكى نكون معارضة للنظام أو الحكومة وإن كنا عارضنا بشرف وشجاعة وجرأة حيث كانت المعارضة ضرورية للدفاع عن الإسلام، لم تكن قضيتنا التظاهر بالهجوم على نظام أو أجهزة طلباً للشهرة أو صفة البطولة وإن كنا اشتهرنا بالفعل ووصفتا الخصم قبل الصديق للبطولة، كانت قضيتنا الحقيقية ومازالت ضد تيار العلمنة والتغريب الذى نرى أنه أكبر خطر يهدد البلاد.. ويزعزع أمنها ويقلب نظامها ودستورها وليس الخطر الإسلامى المزعوم.

ويتابع: لقد تابعنا وبقلق هذا التيار وهو ينمو منذ أواخر السبعينات ويستشرى فى جسد الأمة كالداء الخبيث بل ويتسلل إلى مواقع النفوذ والتأثر المتتالية والمتصاعدة دون رقيب، وفى غفلة من أهل الحكم حتى صار هو الآن من يهدد استقرارهم بل ويهدد بتدمير البلاد كلها، تلك كلمات معدودة لا تفى كفاح ونضال المختار حقه لكن لا بد من تسجيلها، وللتاريخ فقط.

وتستكتب المجلة أيضا صاحب الفكر الظلامى الشهير د. محمد عباس الذى قاد الهجوم الشرس ضد رواية “وليمة لأعشاب البحر” للكاتب السورى حيدر حيدر، وهيج الشباب المصرى بمقاله فى جريدة الشعب “من يعاهدنى على الموت” عقب صدور الطبعة المصرية للرواية، بعد 17 عامًا من صدورها لأول مرة خارج مصر (الرواية صدرت فى لبنان عام 1983) وتمثل الاعتراض فى رفض المساس بالدين والطعن ضد الحكام العرب وتشويه الثورة الجزائرية، وذلك فى مايو عام 2000.

أفكار ظلامية

ويكتب محمد عباس مستمرا فى نشر الأفكار الظلامية تحت عنوان “المختار الإسلامى وكتيبة الجهاد”، فيقول المختار الإسلامى: نسمة الهواء الندية فى رياح السموم وشذى الياسمين يتضوع فى مواجهة غارات المشتركين السامة وغارات المنافقين الحارقة، وقطرة الماء السلسبيل فى هجير الصحراء لمن تشقق بالعطش حلقه، وشعاع نور فى دياجير الليل البهيم، وجدول رقراق فى الأدغال حيث المستنقعات والأحراش، وكلمة صدق حيث يعز الصدق ويندر، وومضة وعى حيث يسود تزييف الوعى، وفكر شديد التميز فهو خيار من خيار كلما خير بين أمرين اختار أفضلهما، ولقد اختارت الإسلام منهجاً ودليلاً وسبيلاً.. ثم اختارت من الإسلام أهل السنة والجماعة.

ويضيف: المختار الإسلامى كشجرة طيبة راسخة أصلها ثابت وفرعها فى السماء.. فكلما مر عام ازدادت بهاء وحكمة.. وهى كما عبر عنها الأستاذ حسين عاشور ذات مرة عميلة من عملاء الإسلام للجهد والجهاد والصبر والبلاء والصبر فى سبيل الله.. المختار الإسلامى، كتيبة الجهاد المناضلة الصلبة التى تجاهد بالقلم فى سبيل الله ، كما يجاهد والثغور بأنواع الأسلحة الأخرى ، فهى تقاتل بالسلاح المتاج ، دق أم جل وكثر أم قل حيث تجاهد جهاد السابقين.

يتابع: المختار الإسلامى أدركت منذ بداياتها، أن مجال الفكر والثقافة هو ميدان المعركة ، وأن ميدان الشقافة هذا، ليس من الكماليات لا الضروريات كما حاول الطغاة إقناع العامة، لأنه لا يمس همومهم المباشرة، ولا يتعلق بلقمة الغذاء وقطعة الكساء وبقعة السكن وعلى هذا فليس لهم أن يهتموا به أو أن يخوضوا فيه إلا خوض المنبهر المستسلم، أدركت المختار هذا فخاضت الحرب الضارية ضد طابور الأعداء الخامس وبقايا نابليون ونفاياته .

ويستدرك: كانت المختار تدرك أبعاد المعركة فى صورتها الحقيقية الشاملة، وكانت تدرك أن الفكر الإسلامى مجرداً قادر على دحض كل الفلسفات المناوئة أو احتوائها إذا ما خلصت ما بين العباد وما بين الله وفى صدر الإسلام نفسه الدليل، حين ساد الإسلام الدنيا فى جميع فى جميع الميادين ألف عام، كان خلالها القوة والحضارة والثقافة والتقدم والعقل جميعاً ، ألف عام، هى ما تسمى فى أوروبا بالقرون الوسطى أو القرون المظلة (الاسم ينطبق على أوروبا لكنها بالنسبة لنا كانت قرون مجدنا، لكن مثقفينا يصرون على التسمية الغربية فهم منهم لا منا) .. ثم تعاقبت الأيام والأيام دول، وشاءت المشيئة لحكمة لا نعلم إلا بعضها أن يهزم العالم الإسلامى عسكرياً، ليواصل معارك الثقافية، بعد أن انضم حكامه وعلماؤه وجل نخبته إلى أعدائه ، وليس ما حدث بعد نابليون إلا سطراً فى سفر الهزيمة، فقد ترك وراءه فلول ثلاث قوى ما زالت هى المسيطرة حتى الآن وبتنويعات فى التفاصيل لا تخل بالهدف فى باقى العالم الإسلامى.

يضيف: القوة الأولى كانت فلول جيش خائن يعتبره العلمانيون والحداثيون والمستغربون رائد التنوير الأول، بينما هو فى الواقع اللبنة الأولى فى الانسلاخ عن الإسلام والعروبة ورفع شعار مصر للمصريين.. كان هذا الجيش جيش الخائن المعلم يعقوب والذى تناسل وتكاثر حتى أعطى لنا بعد قرنين جيشاً عرمرماً من الخونة يحتل (كل/ جل) المناصب الرئيسية فى بلادنا (بلادنا بحدود عمر بن الخطاب وهارون الرشيد ومحمد الفاتح رضى الله عنهم لا بحدود سايكس ولا بيكو ولا رامسييلد لعنهم الله).

ويقول: أما القوة الثانية التى تركها لنا نابليون وما زالت تحكم فقد كانت كتيبة العاهرات التى استدعاها نابليون تحت ستار الفن، لتغيير الطبيعة الاجتماعية للمصريين ونشر الفحشاء والمجاهرة بالفحشاء بينهم، مازالت هذه الكتيبة تمارس الدعارة والتحرير تحت حجب وأقنعة مختلفة منها الفن والأدب والصحافة والإذاعة والتلفاز وجماعات حقوق الإنسان، وكانت القوة الثالثة هى قوة العبيد المماليك الذين أمر بهم نابليون أن يبعثوا إلى فرنسا كى ينبهروا بها فما يزالون منبهرين حتى اليوم، وما يزالون مماليك لكنهم يحكمون (كل/ جل) بلادنا.

ويضيف: تحت بيارق هذه القوى الثلاث دارت المعارك الطاحنة الهائلة ومنها معركة الثقافة ولاتزال وكانت الخيانة والدعارة والعبودية هى المسيطرة على الساحة، وفى الجانب الآخر كانت سلسلة المجاهدين التى تبدأ بسيد الخلق وتنتهى بإخوانه صلوات الله وسلامه عليه، وأرجو الله العلى القدير أن تكون كتيبة المختار منهم. فى جانب المجاهدين المدافعين عن الدين وعن العقل وعن الكرامة وعن الشرف وعن الحق وعن الخير وعن الجمال كانت مجلة المختار الإسلامى، ولم تكن مهمة المختار ومن نهج منهجها، تقتصر على نشر الصحيح الصادق ولا على فضح المزور الكذاب بل كان عليها أن تعود إلى التاريخ كله لتغسله من الدنس الذى لوثه به المستشرقون والمستغربون من أحفاد كتيبة يعقوب وكتيبة الداعرات وكتيبة المماليك وعلى كل رمز مضىء فى تاريخنا الإسلامى كله، حيث مارسوزا أبشع كذب وأبشع تزوير.

يتابع: كانت موازين القوى المادية تفصح بجلاء أن الإسلام لا يمكن أن يستمر فإذا به لا يقتصر على الاستمرار، بل ويصحو ويبدأ فى تحقيق الانتصار، لقد كان من حكمة الله أن قهر الظلام لا يستلزم أن تواجه كل بقعة ظلام ببقعة نور، بل إن شمعة واحدة تهزم جيشاً عرمرماً للظلام وتبيده، وكانت موازين القوى تفصح بجلاء عن أن مجلة المختار لا يمكن أن تستمر تحت بيارق الكتائب الثلاث، وفى ظل حصار الإعلان والتوزيع، وهو حصار أدعو الله أن يكلا بعنايته من أستطاع أن يواجهه ويتغلب عليه، فقد كان هذا الحصار الشيطانى لا يهدف إلا إلى إغلاق المجلة، كى لا تكون شهيدة، كما كان حريصاً غاية الحرص أن تبقى المجلة على أن تكون ضعيفة غاية الضعف، معبرة عن مسلمين محاصرين ضعفاً، لكن هذه الكتيبة المجاهدة استطاعت أن تهزم مكر أولياء الشياطين (نعم استطاعت مجلة المختار رغم الحصار والتضييق أن تكون بالغة القوة والتأثير وأن تكون عصا موسى التى تلقف ما يأفكون) .قد مكر الذين من قبلهم فأتى الله بنياتهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون ( النحل : 26 ).

عداوة المسيحيين

وتفتخر المجلة بتقرير الحالة الدينية فى مصر الذى صدر عن الأهرام فى عام 1995 والذى جاء فيه أن المجلة اتهمت المسيحيين بمحاولة السيطرة على مؤسسات الدولة وذلك بعلم السلطات المصرية التى لا تفعل شيئا حيال ذلك “صفحة 15” تخيلوا المجلة تفتخر بهذا الافتراء.

وكعادتها فى إثارة الفتن وشن الهجوم على شعار “الدين لله والوطن للجميع” نشرت المجلة دراسة تهاجم الدكتور عبد العظيم رمضان والدكتور سامى عزيز، طبعا تمت الإشارة بالشجب والإدانة لكون دكتور سامى مسيحيا، وهما من قاما بتحقيق مذكرات الزعيم سعد زغلول، التى شكك الكاتب فى وجودها أصلا واستشهد بالدكتور المتخصص فى الفتن الطائفية محمد عمارة الذى أكد براءة سعد زغلول من التهم التى شاعت عنه باعتباره علمانيا منحرفا عن الإسلام وفند الاستشهاد بقوله الدين لله والوطن للجميع “صفحة 57”.

 

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى