الأخبار

هاني عسل: «صحافة المواطن» نشر للأكاذيب وفبركة للأخبار

انتقد “هاني عسل” الكاتب الصحفي بالأهرام ما يطلق عليه “صحافة المواطن” مشيرا إلى أن معناها أن تكون طفلا أو مراهقا أو شابا رزقك الله أبوين وفرا لك إنترنت ببلاش، تستطيع من خلاله بث ونشر أي خبر أو رأي أو معلومة أو صورة أو فيديو عن أي موضوع فى أي وقت ليشاهدها العالم كله.

وأضاف فى مقاله المنشور بجريدة الأهرام أن صحافة المواطن معناها أن تكون عاطلا أو فاشلا أو حاقدا أو ثقافتك مقصورة على “ميكي” ومع ذلك تستطيع الإدلاء بدلوك فى أى قضية، والإفتاء فى أى موضوع، والسخرية و«التنبيط» على الآخرين .. وإلي نص المقال ..

رمسيس.. بين صحافة المواطن و«المطبلاتية!»

منه لله هذا «المؤذي» الذى اخترع شيئا اسمه «صحافة المواطن»!
صحافة المواطن هى أن تكون أنت وسيلة إعلام فى حد ذاتك، مهما تكن قدراتك ومصادرك!

صحافة المواطن معناها أن تكون «طفلا» أو «مراهقا» أو «شابا» رزقك الله أبوين وفرا لك إنترنت ببلاش، تستطيع من خلاله بث ونشر أى خبر أو رأى أو معلومة أو صورة أو فيديو عن أى موضوع فى أى وقت، ليشاهدها العالم كله!

صحافة المواطن معناها أن تكون عاطلا أو فاشلا أو حاقدا، أو ثقافتك مقصورة على «ميكي» ومع ذلك تستطيع الإدلاء بدلوك فى أى قضية، والإفتاء فى أى موضوع، والسخرية و«التنبيط» على الآخرين، وكأنك رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو وزير، أو خبير عسكرى أو اقتصادى أو قانوني، أو خبير آثار، أو حتى ناقد رياضي!

صحافة المواطن معناها أن تتجاهل المعلومات الموثوقة، وتنشر الأكاذيب، وتفبرك الأخبار، وبعد ذلك، تشتكى من غياب التواصل والشفافية!

صحافة المواطن معناها أن يسخر «التمرجي» من مجدى يعقوب، و«يعدل» مفتش الآثار على زاهى حواس، و«يفتي» طالب أولى حقوق فى القانون الجنائى أو الدستوري، وينتقد أى شاب شارك فى خناقة أمام بيتهم عمليات مكافحة الإرهاب فى سيناء!

صحافة المواطن معناها أن تكون مواطنا «ما تسواش تلات تعريفة» أحيانا، ولكنك قادر على إحالة حياة من هم أفضل منك إلى جحيم حقيقي، من خلال ما تبثه من شائعات واتهامات وتشويه سمعة و«تلسين»!

صحافة المواطن هى أن تبث خبرا عن انفجار هائل فى المنطقة الفلانية، ويتضح لاحقا أن الانفجار ناجم عن «كاوتش عربية» أو «شكمان مشروخ»!

صحافة المواطن هى أن يأتى ميسى إلى مصر، فتتحدث عن «ببيونة» عمرو أديب!

صحافة المواطن هى أن تتعشى ميركل أمام الأهرامات، فتتحدث عن «الغلابة اللى مش لاقيين ياكلوا»!

على مدى السنوات الماضية، تحولت صحافة المواطن إلى «عبء» حقيقى على مصر بكاملها، ليس فقط لدورها التخريبى فى يناير وما قبله وما بعده، وإنما لدورها شديد السلبية فى السنوات الثلاث الأخيرة التى دخلت فيها بلادنا عصرا جديدا يحتاج إلى من يعمل، لا إلى من يتكلم ويشكو و«ينكت».

وخلال الأيام الماضية تحديدا، احتفل بنا العالم بفضل خبر اكتشاف تمثال الملك رمسيس الثانى فى المطرية، فقد تصدر الخبر – بلا أدنى مبالغة – معظم وسائل الإعلام العالمية الكارهة لمصر أصلا، والتى لا تنشر عنا عادة إلا كل ما هو مخجل ومقرف وسلبي!

وفى الوقت الذى كانت الدنيا كلها تتعامل باحترام شديد مع هذا الحدث، وتتناقل صور ومشاهد أهالى «سوق الخميس» وهم يطلقون «الزغاريد» أثناء انتشال أجزاء التمثال، كانت صحافة «البيه» المواطن عندنا تمارس هوايتها التقليدية فى الـ«فتي» والسخرية والتسخيف، مرة من أهالى المطرية أنفسهم، ومرة من المياه الجوفية، ومرة من «بطانية سبايدر مان» ومرة من عامل الآثار «أبو جلابية» – الأفضل منهم جميعا – ومرة يقولون «اللودر» و«العيال كسروا التمثال» وغير ذلك من الأمور التى تعامل معها «مطبلاتية» الإعلام العالمى على أنها تفاصيل تافهة.

أما خبراء الآثار عندنا الذين انتشروا عبر بالوعة «صحافة المواطن» فكانت فضيحتهم «بجلاجل» بحق عندما ظهرت «النفسنة» واضحة فى تعليقاتهم وتحليلاتهم منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الكشف التاريخي، وظهر واضحا أن بعضهم يتحدث «من منازلهم» والآخر يتحدث عن نظريات ومناهج عفا عليها الزمن، وانضم إليهم بطبيعة الحال «صبية» صحافة المواطن، وأعضاء اللجان الإليكترونية «إياها» والذين لم يخجلوا من مواصلة الإفتاء بغير علم، حتى بعد أن أدلى الخبير الحقيقى «العالمي» زاهى حواس بشهادته «المفحمة».

.. فهذا هو للأسف قانون «صحافة المواطن» أو.. «صحافة الغوغاء»!

 

صدى البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى