الأخبار

بالفيديو والصور.. داخل مسجد الحاكم بأمر الله

17

كتب- حسين البدوي:

 

لشهر رمضان المعظم روحانيات خاصة وفيوضات ربانية وقدسية تنتشر في الجو بمجرد حلوله، ورغم غياب بعض المظاهر التي كان المصريون يحرصون على إبداعها لإسعاد أنفسهم وزائريهم فى رمضان، نتيجة للتصعيد الذى يرسمه المشهد السياسى فى مصر، يظل مسجد الحاكم بأمر الله الكائن في بداية شارع المعز لدين الله، يحتفظ بروحانيات الشهر الكريم.

 

عندما تصل شارع المعز لدين الله، الملاصق لسور القاهرة الشمالي والذي لا يبعد إلا بضع خطوات عن بوابتي الفتوح والنصر، في وقت المغرب وتسمع طلقة مدفع الإفطار، والابتهالات ، وصوت الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، وترى الفانوس والكنافة والقطايف والزينات زاهية، تتخللك سعادة روحانية لن تشعر بها في مكان آخر.

 

وبالدخول لباحة المسجد تختلط شعائر العبادة في نهاره وليله، حيث يقضون نهارهم في صوم وقراءة القرآن الكريم، ويقضون ليلهم فى صلاة التراويح والتعبد، تحت نسائم الصيف في الليالي الرمضانية.

 

وما إن تغرب الشمس حتى يبدو المسجد كقنديل كبير يتلألأ في ظلام الليل وينعكس ضوؤه على رخام الصحن فيبدو من أعلى كالبلور في تناغمه مع أصوات خرير الماء, المنبعثة من النوافير, والروحانية التي يبثها مشهد الحمام الذي امتلأ به فضاء المسجد.

 

إنه مسجد الحاكم بأمر الله، الذي بني عام 380 هـ في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ (989م) في بناء مسجد آخر خارج باب الفتوح ولكنه توفى قبل اتمامه فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ (1012-1013م) لذا نسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم.

 

مال الحاكم بأمر الله إلى التقشف والزهد في حياته العامة والخاصة, ومنع الناس من ذكر عبارة سيدنا ومولانا في المكاتبات الواردة إليه, وحتم عليهم أن يخاطبوه بأمير المؤمنين, كما أمر بألا يقبل له أحد الأرض ولا يقبل يده، كما منع ضرب الطبول والأبواق حول القصر الفاطمي, ونهى عن إقامة الزينات في طريقه إلى المصلى الذي أقامه عند جبل المقطم, وصار يخرج إلى الصلاة في أبسط المظاهر.

 

ويبلغ طول المسجد 120,5 مترا وعرضه 113 مترا فمساحته أقل من مساحة جامع عمرو وفى نهايتي واجهته البحرية (الشمالية الغربية) وتوجد المئذنتان ويحيط بهما قاعدتان عظيمتان هـرميتا الشكل وتتركب كل قاعدة من مكعبين يعلو أحدهما الآخر والمكعب العلوى موضوع إلى الخلف قليلا فوق السفلى.

 

وتبرز من كل من المكعبين العلويين مئذنة مثمنة الشكل وفى منتصف هـذه الواجهة البحرية وبين المئذنتين يوجد مدخل الجامع الأثري وهـو أول مدخل بارز بنى في جوامع القاهـرة يغطيه قبو اسطوانى عرضه 48ر3 مترا وطوله 50ر5مترا وفى نهايته باب عرضه 21ر2مترا ومعقود بعقد أفقى من الحجر وهـذا العقد والحائط الموجود فيه حديثا البناء ويوجد في المدخل عن اليمين وعن اليسار بقايا نقوش بديعة ارتفاعها 60ر1مترا تكون طبانا في المدخل ويؤدى المدخل إلى صحن الجامع الذي تحيط به الأواوين.

 

أهمل المسجد لفترات طويلة حتى تحولت أروقته إلى مخازن للتجار المحيطين بالمنطقة، إذ أنها منطقة تجارية، حتى عصر الرئيس أنور السادات والذي طلبت طائفة الشيعة البهرة الذين بدأوا في الهجرة إلى مصر، الإذن بتجديده بالجهود الذاتية وذلك لأنه مكان مقدس بالنسبة لهم كما أن الحاكم بأمر الله نفسه شخصية مقدسة وتم ذلك.

 

ودعي السادات إلى افتتاح المسجد وكان هناك تخوف من أن يكون ذلك محاولة لاغتياله، إلا أنه لم يحدث شيء، ومنذ ذلك الحين يقوم الشيعة البهرة الذين هاجروا إلى مصر واستقروا بها كتجار وخصوصاً في منطقة القاهرة العتيقة والجمالية وما حولها برعاية الجامع وهو مفتوح لجميع الطوائف بالصلاة بها. كما وان الكثيرين مِن الموحدين الدروز مِن البلدان العربية المجاورة يزورون الجامع أثناء تواجدهم في مصر للتبرُّك والصلاة .

 

آلاف المصلين يتوافدون على المسجد خصوصاً خلال شهر رمضان، ويقومون على رعاية المسجد بالجهود الذاتية، ويتوجهون إلى الله بالدعاء والتقرب بالقرآن والصلاة.

[media width=”400″ height=”305″ link=”http://www.youtube.com/watch?v=XpkL42IBvSA&feature=g-all-xit”]

مصراوى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى