الأخبار

إرشادات جديدة لمساعدة الأطفال على التخلص من صدمات الحروب

68

يبلغ أيمن الثالثة عشرة من عمره. وهو يعيش في معسكر للاجئين في الأردن. وقد كان في السابق يعيش مع عائلته في قرية بالقرب من حمص التي شهدت بعضا من أشرس المعارك خلال الحرب الأهلية في سوريا.

 

هوت قذيفة فوق منزلهم في وقت سابق من العام الجاري، وهو ما دفعهم إلى الفرار من القتال والالتحاق بعشرات الآلاف من الباحثين عن ملاذ آمن في الأردن.

 

تقول زينب والدتهما “كانا يبكيان كثيرا، تملك منهما الحزن والخوف”

 

وتضيف “بدأت ابنتي تقضم أظافرها وتصرخ بمجرد أن يقرع أحدهم الباب أو يدق الجرس”.

 

وأيمن ما هو إلا واحد من آلاف الأطفال الذين فوجئوا بأنفسهم محاصرين وسط العنف. الكثير غيره تعرضوا لتجارب مثل هذه.

 

وغالبا ما تقع مسؤولية تلبية الاحتياجات الخاصة بصحتهم العقلية على المنظمات غير الحكومية ولكن هناك الآن طرق ثورية جديدة للتعامل مع الأطفال في مناطق النزاعات.

 

والآمال منعقدة الآن على هذا النهج الجديد إذ قد يتم من خلاله الوصول إلى عدد كبير من الأطفال بعد الحروب أو الكوارث، كما يمكن من خلاله التعرف على الأطفال الذين هم معرضون لخطر الإصابة بمشكلات أو اعتلالات عقلية بالسرعة الكافية.

 

 

 

تأثير ملحوظ

 

يعمل بعض المدَرِّبين غير الاحترافيين على تعليم الأطفال مجموعة من استراتيجيات التأقلم من خلال كتيب إرشادات “تدريس أساليب التعافي” الذي وضعته مؤسسة الأطفال والحرب

 

وجرى استعمال ذات الكتيب لمساعدة الأطفال الذين تضرروا جراء الصراعات في أوغندا وسريلانكا وغزة. والآن يجري الاستفادة منه مع الأطفال السوريين.

 

يقول أيمن “تساعدني هذه الإرشادات على نسيان الأشياء التي أزعجتني، بإمكاني نسيانها وانتزاعها من عقلي”.

 

وتستند هذه التعليمات على فكرة بسيطة وهي تعزيز قدرات الأطفال على التأقلم. وقد تمكنت بالفعل من إحداث تأثير ملحوظ.

 

يقول الدكتور أتلي دايريغوف مدير مؤسسة الأطفال والحروب وأحد مؤلفي كتيب الإرشادات “إنها مثل حقيبة أدوات تعلمك المهارات اللازم اتباعها، إنها مهارات للبقاء على قيد الحياة”.

 

لقد كان الاعتقاد السائد بأن الأطفال يتمتعون بالمرونة ومن السهل أن يتعافوا، ولكن الأمر ليس كذلك على المستوى العالمي.

 

ويقول الدكتور دايريغوف ” قد يكون الأطفال مرنين، ولكن في نفس الوقت هناك من الآباء من يفضل الارتكان إلى هذا لأنه لا يلقي عليهم بمسؤولية فعل شيء لمواجهة المصاعب التي يتعرض لها الأطفال وقت الحروب، فالأطفال، حسبما يعتقد هؤلاء، لديهم القدرة التلقائية على التعافي”.

 

ويستدرك “ولهذا فمن المهم أن نعترف بأن الحرب تؤثر على الأطفال”.

 

وبينما يتمكن بالفعل الكثير من الأطفال من تطوير أساليب تأقلم إلا أن الغالبية العظمى ممن شهدوا أحداثا مروعة يعانون من مشكلات خطيرة تعتري صحتهم العقلية.

 

والأهم من هذا، أن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن الحاجات الخاصة بالصحة العقلية للأطفال في النزاعات يتم التغاضي عنها.

بوابه الشروق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى