الأخبار

الملك سلمان يعود إلى بلاده بجزيرتين

89

الصحيفة الأمريكية: خسارة الجزر بالنسبة للسيسي قد تكون مفيدةً في مقابل المكاسب الدبلوماسية المحتملة

“خلال زيارته التي استغرقت خمسة أيام، أغرق سلمان بن عبد العزيز العاهل السعودي حلفاءه في القاهرة بوعودٍ من المساعدات والاستثمارات الضخمة، ولكن هذه المرة، بدلا من جواب شكر للملك، فإنَّ سلمان سيعود إلى بلاده بشيء أكثر أهمية.. جزيرتان في الزاوية الاستراتيجية للبحر الأحمر”، هكذا بدأت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تقريرًا لها عن إعلان الحكومة المصرية أنَّ جزيرتي “تيران وصنافير” تابعتان للملكة العربية السعودية.

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقريرها: “إعلان الحكومة أثار غضب المصريين الذين يعتبرون، منذ عقود، أنَّ الجزيرتين مصريتان، كما أثار جدلاً واسعًا حول ما إذا كان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد قدَّم تنازلا مهينًا لحليفه الثري”.

وأشارت الصحيفة إلى “الهاشتاج” الذي انتشر سريعًا على مواقع التواصل الاجتماعي “عواد_باع_أرضه”، وقالت إنَّه مقتبسٌ من أغنية مصرية قديمة تظهر كيف يعتبر بيع الأرض عملاً شائنًا لدى المصريين في المناطق الريفية.

ولفتت “نيويورك تايمز” إلى المظاهرة الصغيرة التي خرجت في ميدان التحرير وتمَّ القبض خلالها على خمسة أشخاص، بحسب ما قال مسؤولو وزارة الداخلية.

ونقلت الصحيفة عن سامر شحاتة، وهو أستاذ مشارك في دراسات الشرق الأوسط في جامعة “أوكلاهوما” الأمريكية، قوله: “مهما كان الوضع القانوني، فإنَّ تبعات هذه الخطوة مرعبة”.

وأضاف: “الآن الملك سلمان قادم إلى مصر متعهدًا بمليارات من الدولارات من المساعدات والاستثمار، وفي المقابل يتم تسليمه هذه الجزر.. هذا يبدو للكثير من المصريين أنَّ الرئيس يبيع الأراضي في مقابل الريالات السعودية”.

وذكرت الصحيفة: زيارة الملك سلمان سيطرت على الحياة الطبيعية في القاهرة لعدة أيام، فأثرت على حركة المرور بسبب زياراته إلى الجامع الأزهر والاجتماعات في القصر الرئاسي”.

ونوَّهت “نيويورك تايمز” بالمادة التي تحظر التنازل عن الأراضي المصرية، في دستور 2014، ونقلت عن ناثان براون المحلل السياسي والباحث في جامعة “جورج واشنطن” الأمريكية: “المفارقة في تخلي نظام ما بعد عام 2013 عن تيران لصالح المملكة العربية السعودية بعد إدراج هذا المادة في الدستور، لن تنمحي من الذاكرة السياسية لهؤلاء الذين عارضوا نظام الرئيس المعزول محمد مرسي”.

وأوضحت الصحيفة: “بالنسبة للسيسي، فإنَّ خسارة هذه الجزر قد تكون مفيدةً في مقابل المكاسب الدبلوماسية المحتملة، فمنذ عام 2013 دعَّمت المملكة العربية السعودية الاقتصاد المصري المتعثر بأكثر من 12 مليار دولار”.

من جانبه، قال ميشيل حنا الباحث في مؤسسة “نيو سينشري” بنيويورك: “في النهاية، هذا ليس تنازلا كبيرا لمصر، ولكنَّه يظهر أنَّ السيسي يعتبر العلاقات مع السعودية السياج الذي يحتاج للإصلاح”.

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى