الأخبار

مواصفات أول محطة نووية فى «الضبعة»

40

 

حصلت «الوطن» على مواصفات أول محطة نووية مصرية، المقرر إنشاؤها بموقع الضبعة بمحافظة مرسى مطروح، قبل عرضها على شركة «روساتوم» الروسية خلال الأيام المقبلة من قبل رؤساء الهيئات النووية المصرية الثلاث «المحطات النووية، والطاقة الذرية، والرقابة الإشعاعية».

تتضمن المواصفات توريد وإنشاء وحدتين نوويتين من طراز «الماء الخفيف المضغوط بتكنولوجيا الجيل الثالث للمفاعلات النووية»، وهى التكنولوجيا المتوفرة فى العرض الروسى لإنشاء المحطة بنظام تسليم مفتاح.

واشترطت المواصفات ترتيب عقد الوحدة الثانية اختيارياً لهيئة المحطات النووية لينفذ خلال عامين من توقيع عقد الوحدة الأولى، وتشمل الأعمال المرتبطة بإنشاء المحطة؛ التصميم والهندسة والتوريد لكافة مكونات المحطة والمعدات والعمالة اللازمة والخدمات الفنية التخصصية والمماثلة والتدريب لأفراد المالك، والتركيب والإنشاء والتوصيل والنقل شاملاً الإمداد بالوقود النووى والتشغيل التجريبى والإدارة العامة للمشروع ومراقبة وضمان الجودة والمساعدة فى الحصول على التراخيص والتصاريح وتقديم المستندات اللازمة لذلك، وفقاً لمتطلبات جهاز الرقابة النووية والإشعاعية بمصر.

يلتزم المنفذ للمشروع بتوريد نسبة 85% للمعدات والخدمات المستوردة، و15% للتوريدات والأعمال من المكون المحلى «شركات ومصانع مصرية» المرتبطة بالمعدات والخدمات المستوردة، شاملة فترة سماح ثم فترة سداد لا تقل عن 10 سنوات للقروض التجارية، و15 سنة للقروض الأخرى.

وتزيد نسبة مشاركة المكون المحلى فى إنشاء المحطة النووية فى المحطة أو الوحدة الثانية لتصل إلى 35%، لزيادة مساهمة المصانع والشركات المصرية فى إنشاء المحطات النووية، ونقل الخبرات الروسية فى مجال الطاقة النووية بعد الحصول على قاعدة بيانات كاملة للشركات المصرية المقرر اشتراكها بالمحطة النووية، ومساهمة الجانب الروسى فى رفع كفاءتها، وإنشاء خطوط إنتاج جديدة تساعد فى رواج الصناعة النووية فى مصر. وأكدت المواصفات أن اختيار موقع الضبعة يفى لعدم وجود أى عوامل استبعاد قد تؤثر على سلامة وأمان المنشآت الهندسية وتفى مواصفات وخصائص الموقع بمتطلبات التصميمات الهندسية والاقتصادية والوقائية ضد الظواهر الطبيعية «زلازل، طوفان التسونامى» وغيرها، والآثار الناتجة من صنع الإنسان «حوادث طيران، حرائق، مواد قابلة للانفجار» وغيرها، وفقاً لمتطلبات المركز القومى للأمان النووى والوقاية الإشعاعية المصرى، التى تستند إلى معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتضمنت مواصفات إنشاء المحطة النووية بالضبعة قيمة عجلة التسارع الأفقية «0.3 g» وتصميم مستوى المحطة يكون على ارتفاع 10 أمتار فوق منسوب سطح البحر بما يوفر الحماية من أقصى طوفان محتمل 7 أمتار. كما تشترط أن يكون تصميم المحطة النووية سبق اعتماده «proven design»، ولا بد أن يشمل العناصر التى تحول دون تكرار حوادث سابقة، وإمكانية الإنشاء «Constructability»، والترخيص «Licensability»، ومشتملات التوريد «Scope of supply»، والأمان والأمن النوويين «Safety and Security».

وأشارت إلى أن العمر الافتراضى للمحطة النووية يصل إلى 60 سنة، ويشمل ذلك المكونات غير القابلة للإحلال مثل وعاء الضغط، ويمكن تغيير المكونات وتصميمها على أن تعمل لمدة 40 سنة. فيما يتعلق بإدارة الوقود المستنفد والتصرف فى النفايات تشمل تخزين الوقود المستنفد فى منشأة تتسع لتخزين الشحنة الأولى للوقود و7 غيارات، بجانب إمكانية استخدام الوقود المختلط (MOX) وحتى 50% من إجمالى وحدات الوقود القياسية (UO2) بقلب المفاعل، وإطلاق السوائل أو الغازات المشعة بعد معالجتها (تخفيفها dilution) إلى البيئة الخارجية بحيث لا تزيد على الحدود الآمنة التى يقررها مركز الأمان النووى. وتصل الفترة الزمنية لسعة منشأة تخزين النفايات إلى 10 سنوات على الأقل.

توريد روسيا 85% من المحطة الأولى و65% من المحطة الثانية للسماح بمشاركة المصانع المصرية فى تصنيع مكونات المحطتين

واشترطت المواصفة توريد «مُحاكٍ» للمحطة النووية الأولى فى مصر يطابق تصميم المحطة النووية الأولى المزمع إنشاؤها، يستخدم فى محاكاة أداء المحطة النووية فى الزمن الحقيقى، وتسريع الزمن لدراسة الظواهر التى تحتاج إلى وقت طويل أو تبطئ الزمن لدراسة الظواهر السريعة، ومحاكاة جميع ظروف التشغيل الطبيعى للمحطة النووية من حالة الإيقاف البارد إلى حالة القدرة الكاملة.

وأضافت أن توريد وتحميل الشحنة الأولى للوقود النووى يكون ضمن عقد توريد إنشاء المحطة، كما يقدم المقاول المواصفات الفنية الشاملة للوقود النووى، التى تدعم التقييم والتعاقد مستقبلاً مع المورد لتوريد الوقود النووى اللازم لـ5 شحنات، لإعادة تحميل الوقود للمحطة كعقد منفصل، واشترطت إعطاء مصر جميع مواصفات الوقود النووى لمساعدتها مستقبلاً فى حال اتجاهها لتصنيع الوقود النووى محلياً. شملت المواصفة عرضاً تفصيلياً لنوع المفاعل المستخدم وهو مفاعل الماء المضغوط، الذى يعد من أكثر المفاعلات شيوعاً فى العالم لتوليد الكهرباء كما يستخدم فى السفن والغواصات التى تدار بالطاقة النووية. ويتكون المفاعل من «قلب المفاعل» الذى يوجد به الوقود النووى على شكل قضبان تسمى بـ«قضبان الوقود النووى» كما يوجد به عدد من قضبان التحكم للسيطرة على التفاعل المتسلسل، والوقود المستخدم فى معظم مفاعلات الماء المضغوط يصنع من ثانى أكسيد اليورانيوم المصرى 3%.

ويصنع الوقود الذى يحتوى على نسبة من «نظير اليورانيوم ٢٣٥» على شكل أسطوانات صغيرة يبلغ طولها نحو ١ سم وقطرها ٠٫٨ سم، وتعبأ هذه الأسطوانات من أنابيب طويلة تسمى بغلاف الوقود لتكون ما يسمى بعمود الوقود التى يبلغ طولها ٤ أمتار، ويصنع غلاف الوقود عادة من سبيكة الزركونيوم أو الصلب غير القابل للصدأ لما تتميز به هذه المواد من مقدرة على توصيل الحرارة ومقاومة عالية للتآكل والصدأ، ولقلة قابليتها لامتصاص النيوترونات.

يجمع عدد من أعمدة الوقود باستخدام شبكة معدنية مربعة لتكوّن ما يسمى بحزمة الوقود، وتسمح هذه الشبكة المعدنية بمرور المبرد بين حزم الوقود وملامساً لأعمدة الوقود، وترتبط قدرة المفاعل بعدد حزم الوقود.

يحتوى وعاء الاحتواء على قلب المفاعل والماء الذى يستخدم فى تهدئة النيترونات الداخلة فى التفاعل وفى التخلص من الحرارة الناتجة عن عملية الانشطار (٣٠ سم)، وهو مغطى من الداخل – هذا الوعاء مصنوع من الصلب القوى (سمكه نحو ٢٠ سم بطبقة من سبيكة غير قابلة للصدأ).

أما فيما يتعلق بنظام التبريد ونقل الطاقة داخل قلب المفاعل، فهو يقوم على ٣ دوائر متتالية هى الدائرة الابتدائية، تتكون من 3 دوائر تبريد متماثلة، وذلك فى حالة المفاعلات قدرة 900 ميجاوات ومن ٤ دوائر تبريد متماثلة فى حالة المفاعلات قدرة ١٣٠٠ ميجاوات.

وتمر كل دائرة منها عبر وعاء الاحتواء، وتنقل الحرارة المولدة داخل قلب المفاعل إلى المبادلات الحرارية المسماة بمولدات البخار التى يتم بواسطتها أول نقل للطاقة الحرارية عن طريق هذه الدوائر المغلقة، ويوجد ضابط للضغط يعمل على التحكم فى ضغط الدائرة، ويستخدم الماء العادى كمبرد ومهدئ فى هذا النوع من المفاعلات.

ولا يسمح له بالغليان داخل دورة التبريد الابتدائية رغم أن درجة حرارته تبلغ نحو ٣٠٠ درجة مئوية مما يستلزم معه حفظ المبرد تحت ضغط عال يصل إلى نحو ١٦٠ ضغطاً جوياً.

والدائرة الثانوية، التى تعمل على امتصاص الحرارة الموجودة فى الدائرة الأولى عن طريق المبادلات الحرارية ونقلها على شكل بخار فى اتجاه التوربينات وهذا يمثل النقل الثانى للطاقة (دائرة مغلقة لا تحتوى على مواد مشعة). ودائرة ثالثة للتبريد تحتوى على مكثف يعمل على استعادة الحرارة الكامنة فى البخار الخارج من التوربينات ويبرد هذا المكثف إما باستخدام أبراج التبريد أو بالمياه فى حالة توفير مصدر المياه القريب من المحطة النووية (نهر أو بحر)، ولا يحتوى ماء تبريد المكثف على أى مواد مشعة.

وأعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مؤتمر صحفى مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضى، التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين لإقامة أول محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية فى مصر. وتعد الخطوة الثانية بعد توقيع مذكرة التفاهم لإقامة المحطة النووية بالضبعة مع الجانب الروسى هى مناقشة الخبراء الروس فى بعض بنود العرض المقدم منهم، والخاصة بفترة السماح ونسبة المكون المحلى، موكداً أن الوفد المصرى الذى سيتوجه لروسيا الأسبوع الحالى سيتولى هذه المهام.

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى