الأخبار

هل يدفع «البرنامج» ثمن الانقسام السياسى؟

44

 

ات مؤكداً أن برنامج «البرنامج» الذى يقدمه الإعلامى باسم يوسف، سيواجه العديد من التحديات خلال الفترة المقبلة، فبعد عرض الحلقة الأولى من «البرنامج» فى موسمه الجديد، انقلبت الدنيا رأساً على عقب، وبدأ الهجوم الشرس على الإعلامى الساخر، الذى طالما ملأ الدنيا ضجيجاً بسخريته من النظام السابق وجماعة الإخوان المسلمين تحديداً، مما دفع بعضهم لتلقيبه بـ«الأراجوز» أو «باسم سوستة»، كما قدمت بلاغات ضده للنائب العام.

وبعد ثورة 30 يونيو توقف «البرنامج» وظن البعض أن يوسف لن يعود للظهور مرة أخرى، خاصة بعد التخلص من حكم «الإخوان» الذى لطالما كان مادة خصبة للسخرية، إلا أنه وكعادته – خالف كل التوقعات عندما عاد بـ«البرنامج» وخصص %90 من حلقته الأولى للسخرية من الحكومة المؤقتة والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت، وسخريته كذلك من الإعلاميين الذين ينافقون الفريق عبدالفتاح السيسى، وزير الدفاع، والدعوات المطالبة بترشحه للرئاسة.

إثر ذلك، انهالت الانتقادات والاتهامات بالخيانة والعمالة من مؤيدى الفريق السياسى على محتوى «البرنامج» رغم أنهم كانوا من أشد المؤيدين والداعمين لـ«يوسف» أثناء حكم الإخوان، وعلى الجانب الآخر – وعلى غير المتوقع – أصبح يوسف هو مقياس الحرية والديمقراطية ومثالاً للإعلامى الراقى والنزيه وغير المتلون عند شريحة كبيرة من مؤيدى الإخوان والذين كانوا يسبونه بالأمس.

فى هذا الإطار قال مصدر مقرب من الإعلامى باسم يوسف، رفض ذكر اسمه، إن «يوسف» لم يقدم أى جديد، حيث التزم بالأسلوب والنقد والسخرية نفسها، التى تعودنا عليها منذ سنوات، والجميع سانده وأحبه على هذا الشكل.

وتابع المصدر: «باسم» لم تكن لديه خيارات، فكيف سيعود فى ظل هذا الوضع وهذه الأجواء المضطربة والمفاهيم المختلطة، والاستقطاب السياسى الذى نعيشه، لذلك فإن عودة البرنامج بأى شكل آخر غير الذى ظهر به منذ الحلقة الأولى، كانت ستمثل نهاية لمصداقيته.

وكانت شبكة قنوات «CBC » قد أصدرت بياناً رسمياً عقب بث الحلقة الأولى من الموسم الجديد لـ«البرنامج»، أكدت فيه رفضها لما جاء فى الحلقة وحرصها على عدم استخدام أى ألفاظ أو إيحاءات أو مشاهد فى البرنامج من شأنها الاستهزاء بمشاعر الشعب المصرى أو رموز الدولة المصرية، على حد وصف البيان، وأنها ستظل تمارس حرية الإعلام كاملة، وتؤيد وتدعم ثورتى الشعب المصرى فى 25 يناير و30 يونيو.

فى السياق نفسه، قال الدكتور حسن على، رئيس جمعية حماية المشاهدين، أستاذ الإعلام بجامعة المنيا، إن تجربة باسم يوسف مع الإخوان تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وبالتالى إذا لم يظهر يوسف بهذا الشكل فى أولى حلقات موسمه الجديد بعد الثورة، فسيقال إن محتوى برنامجه كان مرتباً له من قبل مع النظام، وبالتالى كان لابد – بالنسبة له – أن يبدأ بداية فيها نوع من الانفلات.

وتابع: أنا شخصياً انتقدت باسم قبل ذلك فى أشياء يجب ألا تحدث، ومع الموسم الجديد سنستمر – مجلس إدارة جمعية حماية المشاهدين فى متابعته، ولن نهاجمه أو نتخذ مواقف ضده طالما لم يحدث أى تجاوز أخلاقى أو قانونى.

وعن مطالبة بعض المشاهدين بمنع يوسف من الظهور الإعلامى على غرار ما حدث من قبل مع المستشار مرتضى منصور، قال «على» إن من يقول ذلك ليس لديه فكرة عن فن السخرية، وفى النهاية أى موظف عام طالما قبل أن يشغل منصباً رسمياً يجب أن يتحمل النقد سواء كان وزير الدفاع عبدالفتاح السيسى، أو رئيس الجمهورية أو أياً من كان ومن لا يتحمل النقد يجب ألا يقبل العمل فى أى منصب عام بالدولة.

ويرى الدكتور محمد العشرى، رئيس قسم الإعلام والتعاون الدولى بجامعة 6 أكتوبر، أن «البرنامج» يجمع بين معايير القوة والنجاح فى عرض وجهات النظر المختلفة، ومعالجة قضايا الدولة، لكن المأخذ الوحيد على مقدمه الإعلامى الساخر باسم يوسف، هو عرض المحتوى بطرق وأساليب غير مناسبة، تتضمن إسفافاً وتلميحات فى حين أن المحتوى النقدى قوى وليس بحاجة إلى الابتذال أو الألفاظ الخارجة، وغيرها من الأساليب التى قد توقعه تحت طائلة القانون.

واستبعد خبير التسويق، الدكتور محمد عطية أن يتراجع الإقبال الإعلانى نتيجة الانتقادات الراهنة لمحتوى «البرنامج» أو أن تؤثر على الشعبية الكبيرة ونسبة المشاهدة الهائلة التى حققها على مدار المواسم السابقة منذ ثورة يناير حتى ثورة 30 يونيو، حيث يعد البرنامج أحد أكبر البرامج من حيث أسعار الإعلانات.

وأكد أن البرنامج رغم كل الهجوم على الحلقة الأولى والذى سيستمر على مدار الحلقات المقبلة سيظل محتفظاً بمكانته وشعبيته فى الشارعين المصرى والعربى، مستبعداً منع يوسف من الظهور رغم كل هذه الانتقادات، لافتاً إلى أنه من الغباء أن يتم هذا الإجراء خاصة بعد ثورة 30 يونيو التى نادت بالحرية والديمقراطية، فضلاً عن أن «يوسف» أثناء مهاجمته للإخوان كان معارضوه الآن هم أشد مؤيديه حينما كان النظام السابق يخطط  لإقصائه من الساحة الإعلامية .

المال

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى