منوعات

الاحتفال بـ«شم النسيم».. وأغرب طقوس المصريين

يحتفل المصريون، اليوم الإثنين، بعيد شم النسيم، وهو احتفال سنوى، دأب فيه المصريون، أسرًا وأصدقاءً، على الخروج للمتنزهات والحدائق العامة، وممارسة طقوس معينة، منها تناول الفسيخ والرنجة، كالبصل والبيض الملون والخس، والملانة “الحمص الأخضر”.

لكن ما قصة هذا اليوم؟ ومن أين جاءت كلمة “شم النسيم”؟ تقول البرديات إنه عيد احتفل به قدماء المصريين منذ عام 2700 قبل الميلاد. كان يبدأ مع بداية السنة بعد اكتمال القمر الذى يقع عند الانقلاب الربيعى. كانوا يطلقون عليه اسم “شمو” باللغة الهيروغليفية، ويرمز بها إلى بعث الحياة، وكانوا يعتقدون أن ذلك اليوم هو أول الخلق، ثم تحرفت إلى شم، وأضيف إليه النسيم.

حدد المصريون عيد الربيع “شم النسيم” بموعد الانقلاب الربيعى، حيث يتساوى الليل والنهار، فى ذلك اليوم، وقت حلول الشمس يوم 25 من شهر برمهات، وكان المصريون القدماء فى عصر ما قبل الأُسَر، يحتفلون بالإعلان عنه بليلة الرؤية، حيث يجتمعون أمام الواجهة الشمالية للهرم الأكبر وقت الغروب، حين يظهر قرص الشمس وكأنه يتربع فوق قمة الهرم، وفى صباح يوم “عيد الربيع” كان المصرى القديم يهدى زوجته زهرة من اللوتس، تقديرا لها طوال العام.

ونقل العالم عن المصريين القدماء عيد الربيع “شم النسيم”، ففى إيطاليا أطلقوا عليه “باسكوا”، وفى ألمانيا “أستر”، حسبما أفاد المؤرخ إبراهيم عنانى، عضو اتحاد المؤرخين العرب.

ومن ضمن العادات والطقوس التى يشهدها اليوم، حرص المصريين على أن تكون المكحلة جزءا من احتفالاتهم، بحيث يأتى الربيع يجد العيون مكحلة لتنال رضاه، كما يحدث فى “سبت النور” وهو بداية أيام أسبوع الربيع، وتقوم السيدات بتكحيل أعينهن وأعين أطفالهن، حتى يظل النظر قويا طوال العام، كما جاء فى بردية ترجمها عنانى ووجد فيها أن “امنحتب وإيزوريس” نصحوا المصريين بأن يضعوا الكُحل فى عيونهم ليلة السبت.

ومن أهم الطقوس استنشاق البصل الذى اعتبره المصريون القدماء من النباتات المقدسة، لطرد الأرواح الشريرة، حيث يستنشق الشخص، صباح عيد الربيع، البصل الأخضر الذى وضعه تحت وسادته، ثم يدعك أنفه به حتى تتساقط الدموع من عينيه التى كحلها فى “سبت النور”، ليزول عنه الخمول والكسل طوال العام، ثم يخرج إلى النهر ليستحم، ويأكل البيض وهم يحمل سعف النخيل.

ويرمز البيض عند المصريين القدماء إلى خلق الحياة من الجماد، وكانوا ينقشون عليه دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد، ويضعونه فى سلال من سعف النخيل ويعلقونها فى شرفات المنازل أو فى أغصان الأشجار لتحظى ببركات الإله عند شروق شمس عيد الربيع كى تتحقق أمنياتهم.

ومن أهم الأطعمة، “الفسيخ” الذى بدأ ظهوره فى برديات الأسرة الخامسة كأحد مظاهر الاحتفال بعيد الربيع، كدليل على تقديس النيل، كذلك نبات الخس الذى حرص المصريون على تناوله لارتباطه بالخصوبة، و”الملانة” وهى الحمص الأخضر حيث كان يشار لنضج الثمرة وامتلائها إلى إقبال الربيع.

مبتدا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى