الأخبار

الأزهر والفاتيكان.. زيارات متبادلة بعد قطيعة دامت 5 سنوات

تأتي زيارة بابا الفاتيكان لمصر ومشيخة الأزهر يومي 27 و28 أبريل الجاري لتؤكد عودة العلاقات بقوة بين المؤسستين الدينيتين الأكبر والأهم فى العالم بعد قطيعة دامت لأكثر من خمسة أعوام، أزالها الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بزيارة المقر البابوى بالفاتيكان فى مايو الماضى.

وتعتبر الزيارة هى الثانية لأحد بابوات الفاتيكان الذين يزورون الأزهر الشريف ويلتقون بشيخه بعد زيارة البابا يوحنا بولس الثانى فى 24 فبراير 2000، التى كانت أولى الزيارات منذ بداية العلاقات بين مصر والفاتيكان عام 1947.

وترصد “بوابة الوفد” فى السطور التالية موقف العلاقات بين مؤسستي الأزهر والفاتيكان خلال السنوات السابقة.

توتر أدى إلى تجميد للعلاقات

شهدت العلاقات بين الأزهر والفاتيكان حالة من التوتر، منذ تولى البابا السابق بنديكت السادس عشر، وازدادت عندما ربط فى أحد خطاباته بمحاضرة فى جامعة ريجينسبورج بولاية “بافاريا” الألمانية عام 2006 بين الإسلام والعنف، واستشهد خلالها بقول أحد الفلاسفة الذى ربط بين الإسلام والعنف وفكرة الجهاد والذى أثار استياء الأزهر.

وأعرب البابا بندكت مرارًا عن أسفه لغضب المسلمين من خطابه، إلا أنه لم يقدم اعتذارًا واضحًا طلبه المسلمون حينها فقام الشيخ محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر بتجميد الحوار لعامين، وبعدها عاد الحوار مرة أخرى فى عام 2008 ولكن سرعان ما توقف بعدما وصفه البعض بتصرفات استفزازية من قبل البابا بندكت مثل تعميده للمسلم الإيطالى مجدى علام، المصرى المولد، الذى تحول إلى المسيحية، ما أثار استياءً واسعًا بين المسلمين.

 

قطيعة فى العلاقات

وفى عام 2011 أدى تصريح للبابا بندكت، بخصوص حادث كنيسة القديسين بالإسكندرية فى يناير 2011، الذى طالب فيه بحماية المسيحيين فى مصر، لتوتر جديد فى العلاقات انتهى لقطيعة تامة، بعد أن اعتبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب الأمر تدخلاً فى الشئون المصرية.

 

عودة للعلاقات

ولكن مع تولى البابا فرنسيس الأول رئاسة الكنيسة الكاثوليكية فى 13 مارس 2013 ساهم فى عودة الحياة للعلاقة بين المؤسستين الكبيرتين، فقد أكد البابا فرنسيس فى أول تصريحاته أن أولوياته مكافحة الفقر وتكثيف الحوار مع الإسلام، وبادر الأزهر بتهنئة البابا الجديد وأكدت المشيخة فى بيان لها أن عودة العلاقات بين الأزهر والفاتيكان مرهونة بما تقدمه مؤسسة الفاتيكان من خطوات إيجابية جادة تظهر بجلاء احترام الإسلام والمسلمين.

وبعد تولى فرنسيس الأول بدأت العلاقات تعود لطبيعتها حيث كرر البابا تصريحاته ومبادراته الإيجابية تجاه الإسلام والمسلمين، واستقبل فى مايو 2016 فى الفاتيكان شيخ الأزهر أحمد الطيب فى لقاء وُصف بالتاريخى.

 

زيارة البابا الراحل “يوحنا بولس”

كانت زيارة “يوحنا بولس الثانى” فى 24 فبراير 2000 تعد الزيارة الأولى من نوعها التي يجريها إحدى بابوات الفاتيكان إلى مصر، ما أكسبها بعدا تاريخيا فضلا عن الترحيب والتقدير العميق الذي لاقته الزيارة من مختلف أوساط المجتمع المصري، والتقى خلالها الإمام الأكبر محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر، والبابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ليؤكد بذلك على أهمية الحوار بين مختلف الأديان.

 

زيارة الطيب للفاتيكان

وبعد قطيعة دامت قرابة خمس سنوات سبقها توتر فى العلاقات لمدة 4 سنوات، اجتمع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين، مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، يوم 23 مايو 2016 في المقر البابوي بالفاتيكان، وسط ترحيب عالمي واسع بالزيارة التاريخية.

وركز اللقاء على تنسيق الجهود بين الأزهر الشريف والفاتيكان؛ من أجل ترسيخ قيم السلام ونشر ثقافة الحوار والتسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والدول، وحماية الإنسان من العنف والتطرف والفقر والمرض.

واتفق الجانبان، على عقد مؤتمر عالمي للسلام، واستئناف الحوار بين الأزهر والفاتيكان.

 

زيارة البابا فرانسيس المرتقبة

ونتيجة لزيارة شيخ الأزهر للفاتيكان فى مايو 2016 واتفاق الجانبان على عقد مؤتمر عالمى للسلام واستئناف الحوار ينطلق الخميس المقبل، “مؤتمر الأزهر العالمي للسلام”، بحضور عدد من  القيادات الدينية من أنحاء العالم في مقدمتهم البابا فرنسيس الثاني بابا الفاتيكان، الذي من المقرر أن يلقي كلمة في ختام المؤتمر، عقب زيارته الرسمية للإمام الأكبر بمشيخة الأزهر الشريف.

ويناقش المؤتمر 4 محاور رئيسية، تتمثل في معوقات السلام في العالم المعاصر.. المخاطر والتحديات، إساءة التأويل للنصوص الدينية وأثره على السلم العالمي، الفقر والمرض بين الحرمان والاستغلال وأثرهما علي السلام، وثقافة السلام في الأديان بين الواقع والمأمول.

ويُوجِّهُ المؤتمرُ، الذي ينعقد على مدار يومين، رسالةً مشتركةً للعالمِ كُلِّه بأنَّ رموز وممثلي الأديانِ المجتمِعِين في رِحابِ الأزهرِ الشَّريفِ يُجمِعون على الدَّعوةِ إلى السَّلام بينَ قادةِ الأديانِ وكافة المُجتَمَعاتِ الإنسانية، ويُؤكِّدونَ انطِلاقًا من الثِّقةِ المُتَبادَلةِ بينَهم، على دعوةِ أتباعِ الأديانِ للاقتِداءِ بهم، والعمَلِ بهذه الدَّعوَةِ يَدًا واحدةً من أجلِ نَبْذِ كُلِّ أسبابِ التَّعصُّبِ والكراهيةِ، وتَرسِيخِ ثَقافةِ المحبَّةِ والرحمةِ والسَّلامِ بين الناس.

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى