منوعات

عمال مصر تظاهروا في عهد رمسيس الثالث للمطالبة بحقوقهم

 

لا يمر عيد العمال فى اليوم الأول من شهر مايو، فى كل عام، إلا وتستعيد ذاكرة المصريين، مشاهد تاريخية، وثقتها جدران مقابر ملوك وملكات ونبلاء الفراعنة، فى الأقصر.. مدينة التاريخ الحى، وفى غيرها من مدن مصر الغنية بما تركه قدماء المصريين من آثار، باتت اليوم تراثاً للإنسانية جمعاء.

وبينما تتناقلت وكالات الأنباء، تفاصيل ما يجرى فى كثير من بلدان العالم، من احتجاجات عمالية، فى اليوم الذى اختير عيداً للعمال وعطلة رسمية، فى أكثر من مائة دولة، اعتاد باحثون مصريون، الحديث عن تاريخ العمل والعمال فى مصر الفرعونية، وما عرفته مصر القديمة من تقدير لعمالها.

وفى دراسة حديثة، أصدرها الباحث الأثرى المصرى، على رضا، كبير المفتشين الأثريين فى غرب مدينة الأقصر، كشف «رضا» عن تفاصيل وقوف الشرطة المصرية، قبيل اكثر من 3500 سنة، بجانب عشرات من العمال، الذين خرجوا مطالبين بحقوقهم، فى أول تظاهرة عمالية يشهدها التاريخ.

وقالت الدراسة، إن منطقة دير المدينة، التى كانت مدينة للعمال، فى مصر القديمة، قبل أكثر من خمسة آلاف عام، وكان يقطنها العمال والنحاتون والرسامون، والنجارون، والحجارون الذين نحتوا ورسموا مئات المقابر التى شيدت لجثامين ومتعلقات الملوك والملكات والنبلاء، الذين حكموا مصر القديمة، واستقروا بعاصمة بـ«طيبة» عاصمة مصر القديمة– مدينة الأقصر حاليا– وأقاموا عشرات المعابد الجنائزية، فى غرب الأقصر، الذى كان يسمى فى الماضى «مدينة الأموات» خرجوا فى تظاهرة سلمية، خلال عصر الملك رمسيس الثالث،  للمطالبة بحقوقهم، بعد أن تأخر الحكام فى صرف رواتبهم وأجورهم، وأن ذلك اليوم، شهد ايضا اول مؤازرة من الشرطة لمتظاهرين سلميين فى التاريخ، فحين طلب مسئول العمال من قائد الشرطة آنذاك، أن يقوم بفض تظاهرات العمال، رفض قائد الشرطة، معلنا دعمه لمطالبهم ووقوف الشرطة بجانبهم.

وأشارت الدراسة، إلى عشرات الجداريات والنقوش والرسوم، التى نحتت على جدران مقابر النبلاء والوزراء فى مصر القديمة، والتى يحتضن جبل القرنة التاريخى، فى غرب مدينة الأقصر، مئات منها، والتى تسجل كثيرا من صور ومشاهد التبجيل والتوقير للعمال فى مصر الفرعونية، التى قدست العمل، واحترمت العمال، ومنحتهم حقوقا ربما يحرمون منها فى كثير من بلدان العالم المعاصر اليوم.

وقال على رضا فى دراسته، التى صدرت فى مناسبة احتفال العالم، بعيد العمال، إن مدينة العمال فى دير المدينة،  ازدهرت فى عصر الرعامسة- عصر الأسرتين 19 و20، وكان سكانها من أمهر عمال مصر، وأمهر الرسامين والنقاشين ومهندسى العمارة، فى العالم القديم، والذين نحتوا فى صخور جبل القرنة، أشهر مقابر الفراعنة.

 

 

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى