الأخبار

«تعرف السجن؟ آه.. دخلته؟ لا.. يبقى متعرفوش»

216

 

 

«هل فكرّت ماذا سيحل بك إذا دخلت السجن؟.. أشياء كثيرة ستتغير، ربما لن تعرف طريق للطمأنينة بعد ذلك.. لا عليك ستخرج بعد فترة، ولكن عند خروجك فإن الضوضاء ستعيد إليك الذكرى الأولى لدخولك السجن.. ستتهافت عليك صور مؤلمة سمعت عنها مسبقًا إلا أنك لم تدركها يومًا إلا عندما عشتها».

يحكي علاء عبد الفتاح، الناشط السياسي، الذي تم إخلاء سبيله في 23 مارس الماضي، في القضية المتهم فيها بالدعوة إلى التظاهر أمام مجلس الشورى بدون ترخيص، عبر تدوينة له على حسابه الشخصي على فيس بوك، أمس السبت، شعوره بعد خروجه من السجن، وكيف تعود إلى مخيلته مشاهد القبض عليه من منزله، كلما سمع ضجيجًا حوله، كان من قبل معتادًا عليه.

«علاء» قال: «من يوم ما طلعت وأنا بتعامل مع ناس بتستخف بفكرة السجن»، مشيرًا إلى أنه أصبح حين يسمع الضوضاء بعد خروجه من السجن، يحاول إقناع نفسه بأنها مجرد هلاوس.

وأضاف: «لو كانوا جايين كان زمانهم كسروا الباب ودخلوا من زمان.. مش منطقي أصلا ما هم كده كده هيحبسوني بحكم قريب.. كنت مشلولا من الإرهاق والفزع».

وتساءل «عبدالفتاح» عن كيفية تندر بعض من حوله عن الأذى النفسي الذي تعرض له في السجن، خصوصًا الإخوان الذين قالوا، حسب وصفه، إنه «خفيف ومبيستحملش»، بالرغم من تعرض العديد من المحبوسين الإخوان لنفس ما تعرض له.

ثم يواصل الناشط حديثه، قائلا: «مفيش حد ينفع يمجد الدولة المصرية من غير ما يبقى مضطر أنه يمجد التعذيب ويعتبر الاغتصاب موضوعا للتندر».

وفي استنكار منه لموقف بعض رفاقه، ذكر علاء عبدالفتاح: «من يوم ما خرجت من السجن والرفاق بيسألوا بعض إذا كنت انكسرت عشان يعرفوا إذا المفروض يترمي طوبتي كحاجة غير صالحة للاستعمال الثوري خلاص ولا لسه في مني منفعة»، مضيفا أن البعض أخذ يشجعه بقوة على عدم الانكسار، لكنه يحاول أن يعبر للجميع عن إحساسه بالشلل.

وقال: «بحاول أفهمكم إحساس إنك تبقى ممدد غرقان في عرقك جنب ابنك اللي عمره سنتين عشان الجيران عملوا دوشة فكرتك بلحظة عدت عليها أربعة شهور.. وبعدها تكمل حياتك وكل نظرة بتسأل نفسك.. يا ترى هم شايفين الخوف؟.. شامين ريحة العرق؟ بيحكموا عليا؟».

الشروق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى