الأخبار

هل «تبيع» والدة ساويرس سكان الزمالك لصالح ابنها؟

“لا يزال هناك أمل”.. تحت هذا الشعار انطلقت حملة سكان حي الزمالك في مواجهة مشروع إنشاء محطة لمترو الأنفاق بالحي العريق، ذاكرين أنه “سيتسبب في تضرر التراث المعماري للحي، ومبانيه ذات الطابع المميز”. “المحطة” مُدرجة ضمن المرحلة الثالثة بخط المترو الثالث، من العتبة حتى بولاق الدكرور، ولمسافة 17.7 كيلو متر، حيث يتم تمويلها من خلال قرض ميسر قيمته 900 مليون يورو، مقدم من وكالة التنمية الفرنسية وبنك الاستثمار الأوروبي بنحو 60% من تكلفتها، فيما يتم تدبير باقى المبلغ من الموازنة العامة للدولة. ووفقًا للسكان، “يهدد المترو، الذي سيمر بشارع إسماعيل محمد، عددًا من العقارات المصنفة ضمن المباني الأثرية ذات الطراز المعماري، منها الفيلات أرقام 44 و4 و6 و13 و18 و20 و27 و31 و35 و41، إضافة إلى أن المحطة ستكون أمام سفارتي إسبانيا والجزائر، ما يرونه تهديدا أمنيا لهما”. والدة ساويرس رئيسة “أمناء الزمالك” وتقول الدكتور مها الطرابيشي، إحدى الأعضاء المؤسسين لحملة “الحفاظ على الزمالك”، إن الحملة تهدف إلى إيصال صوت أهالي الحي الرافضين للمشروع، للمسئولين، موضحة أن مجلس أمناء الزمالك، يضم رجال أعمال، وتم تأسيسه بقرار من رئيس حي غرب القاهرة. ووفق قرار التأسيس، يعمل هذا المجلس بالتنسيق مع أجهزة الحي المختلفة على حل مشاكل الزمالك، وترأسه، الدكتورة يسرية لوزة، (زوجة أنسي ساويرس)، وعضوية “الدكتور هشام المناوي نائبا، والكاتب الصحفي صلاح منتصر والمهندس ماجد سامي والدكتور منصور الجمال والمهندس محمد حسن درة وعثمان ماهر أباظة وصلاح دياب وأحمد أوزلب وأحمد نجيب والدكتور محمد فرحات وتوفيقة عثمان توفيق ومهند فكري”. وينفذ مشروع المترو حاليا 6 شركات عبارة عن اتحاد الشركات الفرنسية المصرية وهي “الكونسورتيوم – كولاس ريل – الستوم للنقل – الستوم مصر لمشروعات النقل – أوراسكوم للإنشاءات – المقاولين العرب”. سكان الزمالك.. أم الابن وتتسائل الدكتورة مها الطرابيشي: “كيف يتم تشكيل مجلس أمناء برئاسة يسرية لوزة، والدة ناصف ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للإنشاءات، إحدى الشركات المنفذة لمشروع مترو الزمالك؟.. سيكون هناك تضارب بين رئاستها للمجلس ومصلحة نجلها في تنفيذ المشروع”. “مها” ذكرت أن هناك مشروعًا مقدمًا من منظمة التنمية اليابانية “جايكا”، كبديل عن مشروع المترو المطروح حاليًا من الحكومة، وتكلفته أقل “68 مرة”، حسب قولها، ولا توجد تأثيرات سلبية له. وهنا يجيب المهندس الاستشاري عمرو رؤوف، بأن المرحلة الثالثة للمترو تتكلف 48 مليار جنيه، والمقترح الياباني هو تنفيذ خط مترو سطحي بديل للمسار الحالي ويتكلف فقط 700 مليون جنيه، معقبًا: “رغم ذلك تصر الحكومة على تنفيذ المشروع المنفذ من جانب شركات فرنسية مصرية، والسبب ضغوط شركات المقاولات التي تعمل لمصالحها”، منوهًا بأن تربة حي الزمالك “ضعيفة”، ما يجعل أعمال الحفرب تمثل خطرًا على المباني والسكان. أهالي “الزمالك” لا يخفون تخوفهم من المشروع، فيطالب أحمد سعيد عبد المنصف، بدراسات بيئية وضمانات كافية؛ للحفاظ على حياة الأهالي، متابعًا: “الحكومة لم تقدم أي شيء مقنع، ولا توجد شفافية أو معلومات حول الدراسات التي قامت بها.. حياتنا ستتحول إلى جحيم قبل وبعد واثناء تنفيذ المشروع”. وتقول ميادة منير، إن شارع إسماعيل محمد، الذي سيقام به المترو، به مجموعة مميزة من الفيلات ذات التراث المعماري الخاص، وعمرها أكثر من 100 عام، وستؤثر أعمال الحفر عليها خاصة أن تربة الحي رخوية ومليئة بالمياه الجوفية، لافتة إلى أن أهم المباني التي ستتأثر مبنى عبود باشا بكلية الفنون الجميلة، وهو مبنى تاريخي، وسيكون خسارة كبيرة للبلد حال انهياره. وتتسائل ميادة: “لماذا لا تنفذ الحكومة البديل الذي اقترحته المنظمة اليابانية، وهو أقل في التكلفة والخسائر والمخاطر التي ستتعرض لها المنطقة”. فيما تؤكد إيمان سيد، أن سكان “الزمالك” ليسوا ضد التنمية في المجتمع، لكن ليس على حساب المواطنيين”، مشيرة إلى أن الحكومة لم تستمع إليهم، رغم أنه يشترط في مثل هذه المشروعات أن يكون هناك توافق مجتمعي حول المشروع، كما لا توجد دراسات تؤكد أنه آمن”. ورفضت “إيمان” وصفهم بـ”الطبقيين والنرجسيين”، معقبة أن “أمناء الزمالك” لا يمثلهم، ولا يعبر عن موقفهم. صلاح دياب: المشروع قرار “فوقي”

صلاح دياب: المشروع قرار “فوقي”

ويقول رجل الأعمال صلاح دياب، عضو “أمناء الزمالك”، إنه لا يوجد مسئول، سواء من الهيئة القومية للأنفاق أو محافظة القاهرة، جلس معهم للاستماع إلى آرائهم بشأن المشروع. ونوه، في تصريحات لـ”التحرير”، بأن تجاهل السكان “عملية خطيرة”، واصفًا قرار إنشاء المترو بأنه “فوقي”، وطالب بأخذ رأي المواطنين والجمعيات الأهلية، وأن يكون هناك حوار مجتمعي قبل تنفيذ المشروع، مشيرًا إلى أنه من المتوقع أن يجلس معهم محافظ القاهرة. الحكومة: “نلغي مشروع يخدم 3 مليون عشان 12 فرد!” “التحرير” التقت اللواء طارق جمال الدين أبو الوفا، رئيس الهيئة القومية للأنفاق، الذي قال إن معارضي المشروع لا يتجاوزون 12 فردًا، معقبًا: “مش علشان خاطر 12 فرد ملهمش مزاج المشروع يتعمل أضيع فائدة ستعود على 3 مليون شخص”، متهمًا إياهم بتبني مطالب “عنصرية وطبقية”، وأشار إلى أن هناك 3 دراسات قامت بها مكاتب عالمية للمشروع؛ حتى يكون “اقتصاديًا”. وأضاف أنه اجتمع في إحدى المرات بالسفير السويسري بالقاهرة، الذي أبدى سعادته عند دخول “المترو” منطقة سكنه؛ لأن سعر منزله ارتفع للضعف. وعن المشروع الياباني البديل “الأقل تكلفة” بحسب المروجين له، عقب: “ده كلام مش مضبوط، واللي عنده حاجة يجيبها”، لافتًا إلى بدء تنفيذ مشروع “مترو الزمالك” مطلع شهر سبتمبر المقبل، وما يقال عن أن التربة الخاصة بالزمالك لا تصلح غير صحيح، متسائلا: “هي تربة الزمالك أضعف ولا تربة باب الشعرية؟”. الاحتكام للقضاء وأكد إبراهيم عبد العزيز سعودي، محامي أهالي الزمالك، أنهم رفعوا دعوى قضائية ضد الحكومة لإيقاف المشروع، دافعين بأن “القومية للأنفاق” لم تجر دراسات توضح طبيعة التربة، مضيفًا أن فائدة التمويل الذي حصلت عليه الحكومة من بنك الاستثمار الأوربي قفزت إلى 200 ضعف، متهمًا الحكومة بعدم اتباع أساليب تتسم بالشفافية، بشأن الإفصاح عن معلومات المشروع. وطالب سعودي، في تصريحات لـ”التحرير”، بتشكيل لجنة من أساتذة كليات الهندسة والمركز القومي للبحوث؛ لإظهار الخطورة على تراث “الزمالك”، منوهًا بأن القضية المنظورة أمام القضاء الإداري، محجوزة للحكم في 1 يوليو المقبل. تحذيرات دراسة حكومية من المشروع “القومية للأنفاق” كلفت مكتبين استشاريين عالميين، مختصين في أعمال تخطيط وتصميم المدن والمجتمعات الجديدة، بإعداد دراسة للأثر البيئي للمشروع، وقد حملت اسم “دراسة تقيين الأثر البيئي والاجتماعي لمشروع خط مترو أنفاق القاهرة الثالث – المرحلة الثالثة”. الدراسة، التي حصلت عليها “التحرير”، أشارت إلى أن التربة “النيلية” للقاهرة الكبرى، تجعلها عرضة للدمار بسبب الأنشطة الزلزالية، وهو ما حدث بالفعل في زلزال عام 1992، منوهة بأن المشروع يشمل أكثر الأماكن عرضة لذلك التهديد، وهي “بولاق أبو العلا والمهندسين وإمبابة وبولاق الدكرور والزمالك”. الدراسة بيَّنت أن مسار خط المترو، المار مباشرة أسفل شارع إسماعيل محمد، قد يسفر عن تصدع أعمدة المباني به، وذلك بسبب مخاطر الحركة التكتونية (الخلخلة في الصفائح الأرضية). وألمحت الدراسة إلى أن تربة “الزمالك”، تتكون من الطمي، وبالتالي تحتاج إلى إجراءات خاصة في البناء. وفيما يتعلق بتأثير الاهتزازات على المنازل والمناطق السكنية، قالت الدراسة إنها إحدى التأثيرات “الخطيرة” الناتجة عن المشروع. وحول آثار الهبوط على بعض المباني، ذكرت الدراسة أن في الزمالك مبانِ يرجع عمرها إلى 120 سنة، إضافة إلى بنايات حديثة بأساسات غير مستقرة، مشددة على ضرورة رصد الاهتزازات خلال مراحل الإنشاء والتشغيل.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى