الأخبار

الدولة ترى الفن مجرد تسلية وليس لارتقاء الشعوب

امتلك مكانة كبيرة في قلوب الوطن العربي، ورغم أنه نجم كبير في عالم الغناء لسنوات طويلة إلا أنه تعرض مؤخرا لأزمات عديدة من قبل البعض لكونه نقيبًا للموسيقيين، وهو ما أدى إلى تنحيه عن  هذا المنصب منذ فترة، إلا أنه عدل عن قراره بعد إلحاح أعضاء النقابة عليه.. إنه نجم الغناء هاني شاكر.

هاني شاكر تحدث لـ”المال”، عن أزماته في نقابة الموسيقين، واتهامه للدولة المصرية بعدم دعم الفن، وشعوره بوجود هيمنة للأغنية اللبنانية في الوطن العربي، ورأيه في انتقاده على السوشيال ميديا الفترة الأخيرة.

بداية تحدث شاكر عن أزمته مع إدارة مهرجان جرش وأسبابها ومشاركته في الدورة القادمة للمهرجان بعد انتهاء الأزمة فقال: “بالفعل حدثت أزمة بيني وبين المهرجان العام الماضي بسبب إعلانهم أنه لا يوجد أي مطرب مصري في المهرجان، وشعرت حينها أنهم يتفاخرون بعدم وجود أي نجم مصري بينهم، فأحسست أنها إهانة، لذلك لم أستطع أن أمرر ما قالوه مرور الكرام، وأعلنت غضبي من إدارة المهرجان وقتها، لكن جاء مدير المهرجان محمد أبو سماقة منذ فترة لمصر وتحدث معي، فقال لي إن هذا التصريح بشأن المطربين المصريين لم يخرج من إدارة المهرجان أبدا، وتم حل الأزمة بيني وبينهم، وأنا سعيد بمشاركتي في مهرجان جرش والغناء لجمهور الأردن والشعب العربي بعد سنوات.

وبخصوص تصريحاته بشأن هيمنة الأغنية اللبنانية على الوطن العربي على حساب الأغنية المصرية أوضح أن الأغنية اللبنانية أصبحت الأكثر انتشارا في الوطن العربي لدرجة أن الإذاعات المصرية لا تقدم عبر أثيرها سوى أغنيات لبنانية طيلة 24 ساعة، ونادرا ما يتم إذاعة أغنية مصرية، ولا أعرف سبب تجاهل الأغنية المصرية بهذا الشكل، مضيفا أن الأغنية المصرية لا يمكن أن تسمع في لبنان إلا ما ندر، وكذلك البلاد العربية لا تستمع شعوبها إلا لمطربي بلادها والأغنية اللبنانية والخليجية فقط، لذلك أطالب أن تكون المعاملة بالمثل في مصر والإذاعات المصرية والفضائيات المصرية أيضا.

وعن توظيف اللبنانيين لبرامج المواهب في نشر أغانيهم وفنانينهم خلال السنوات الماضية قال شاكر: لا أعلم في الحقيقة، لكن برامج المواهب لا تضيف شيئا للأصوات بعد انتهاء المسابقة، وقد شاركت في تجربة برنامج “صوت الحياة” الذي  تم تصويره في لبنان، وكانت تجربة مميزة في مسيرتي الفنية، وشعرت بسعادة كبيرة بوجودي بجانب فنانة كبيرة مثل سميرة سعيد، وصديقي وأخي الملحن حلمي بكر.

وعن رأيه في مدى تقصير الدولة المصرية في حق الفنان المصري والإبداع قال: بالطبع الدولة المصرية لا تدعم الفن منذ فترة طويلة لدرجة أن عيد الفن لم يتم إقامته سوى مرة واحدة في عهد رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلي منصور وتوقف مرة أخرى، بالإضافة إلى أن الدولة حتى الآن ترى أن الفن المصري مجرد تسلية ومتعة للجمهور، وليس لتنمية وجدان الشعب المصري والارتقاء بذوقه وأخلاقه وقيمه، وأن الفن رسالة سامية ومهمة في المجتمع.

وعن أسباب تراجعه الفترة السابقة عن التنحي عن منصب نقيب الموسيقيين بعد أزمته الأخيرة مع المدعو سيد الطبال، والفنان إيمان البحر درويش أوضح هاني شاكر قائلا: في الحقيقة تعرضت الفترة السابقة لضغوط كثيرة في النقابة وطيبتي الزائدة جعلتني أخرج هذا الطبال من السجن بعد تطاوله علي، واتهامه لي اتهامات باطلة، وذلك رأفة بأهله وأسرته، لكن أؤكد وأتعهد أمام الجميع أنني لن أتسامح مع أحد أخطأ مرة ثانية، ولن أخرج أحدا من السجن مرة أخرى، واعتذر عما فعلت، أما بالنسبة لإيمان البحر درويش فأقول له “ربنا معاك” في كل الاتهامات التي يقوم بتوجيهها لي يوميا، والرد سيكون من خلال الجمعية العمومية الأيام القادمة.

وأكد شاكر أنه لم يندم أبدا على عمله كنقيب للموسيقين؛ لأنه جاء لهذا المنصب لمساعدة وخدمة البسطاء من الأعضاء، وتوفير العلاج والمعاش لهم، وهذا أبسط حقوقهم، مضيفا: “لكني تعرضت للتطاول علي، ولن أترك حقي من أي شخص، وبالقانون سأسترد حقي منه الفترة القادمة”.

وعن رأيه في مستوى الغناء المصري وشكل الكليبات المقدمة للجمهور أكد أن النقيب ليس بيده تغيير كل تلك الأمور بسهولة، وذلك يجب أن يفهمه ويعيه الناس جيدا، لكن بالتنسيق والتعاون مع الدولة نطرح عليهم الأفكار، وذلك ما أكد عليه الرئيس السيسي في أكثر من محفل، ومناسبة أن الفنانين المصريين يجب أن يراعوا الله فيما يقدمونه للناس هو ما نسعى له الأيام القادمة، وهو أن نظهر بلادنا في أبهى صورة، والفن يعكس صورة وثقافة المجتمعات، لذلك فلا يصح أن يكون الفن دائما عبارة عن راقصات وبيوت دعارة وفرح شعبي ومخدرات، فمصر أكبر من ذلك، وما يبثونه في عقول ووجدان المشاهدين.

واختتم شاكر حديثه بأنه لا يهتم بالانتقادات التي يتعرض لها الفترة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بعد نشر صورته في “حمام السباحة”، والتي أثارت جدلا واسعا على السوشيال ميديا، مضيفا: لا أهتم لأن السوشيال ميديا أصبحت متداخلة في كل شيء في حياتنا، وكل شخص أصبح له رأي في كل شيء فجأة حتى لو لم يكن فاهما فيه، كلنا أصبحنا نفهم كل شيء وأصبحنا نهاجم بعضنا البعض لأي سبب، وأنا سعدت جدا بصورتي في “حمام السباحة” رغم انتقاد البعض لي، لكنها حرية، وأنا لم أؤذ أو أتعرض لأحد ليهاجموني بهذا الشكل.

جريدة المال

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى