منوعات

المهزلة الكبرى..

 

يعتبر كثيرون ما أكتبه تحريضًا واضحًا ضد الإخوان المسلمين وحلفائهم، ومن ينتمون لهم ومن يصدقونهم أو يصدِّقون على ما يقولونه، وفى الحقيقة ورغم ضيق أفق وقلب وعقل من يقولون هذا، فإننى لا أتبرأ من حصار هذه الجماعات ومن يسير على طريقها إعلاميًا، لأن وجودها نفسه يهدد الحياة ومن عليها.

ولذلك لن تكون لدى مشكلة إطلاقًا إذا اعتبر البعض ما أكتبه الآن تحريضًا ضد حزب البناء والتنمية، الذى انتهت انتخاباته الأخيرة، باختيار الهارب طارق الزمر رئيسًا للحزب، فى تحد واضح لكل ما تمثله الدولة المصرية، وكل ما يتفق الناس عليه من ضرورة الحرب على الإرهاب ومواجهة الإرهابيين ومن يدعمونهم.

طارق الزمر الذى بدأت رحلته مع الإرهاب مبكرًا – ولن يكون غريبًا عليك إذا عرفت أنه هو من أقنع عبود الزمر بالموافقة على خطة خالد الإسلامبولى لاغتيال السادات – لا يزال يواصل تاريخه الإجرامى، وهو ما بدا واضحًا بعد خروجه من السجن فى أعقاب ثورة يناير، فبدلًا من أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا، ويغسل يديه من تاريخه الدموى، انحاز إلى الإخوان المسلمين، حتى أصبح خادمًا مطيعًا لهم، بل أصبح بوقًا ناعقًا يتحدث باسمهم ومصالحهم، ولن ينسى له التاريخ تحريضه الواضح على متظاهرى ٣٠ يونيو، فقد وقف على منصة رابعة العدوية قبل عزل مرسى ليهدد ويتوعد ويقول: سوف نسحقهم جميعًا.

ما كان لحزب طارق الزمر «البناء والتنمية» أن يستمر كل هذه السنوات بعد ٣٠ يونيو، وما كان له أن تتم انتخاباته، وما كان لطارق الزمر أن يكون رئيسه، لكن كل ذلك تم، فى غياب تام للقانون وللعقل وللمنطق، والأكثر بجاحة من كل ذلك، أن رئيس الحزب الإرهابى – الذى فاز وهو هارب خارج البلاد يحرض علينا وعليها – يكلف نائبه الأول، فى بيان رسمى، بأن يتولى اختصاصاته حتى يعود، ثقة منه فى أنه سوف يعود.

من حق طارق الزمر أن يسخر منا جميعًا، من حقه أن يخرج لنا لسانه، فقد سمحنا له بأن يظل كل هذه السنوات يدير حزبًا سياسيًا مصريًا، رغم أنه لا يكف عن شن الحرب على مصر والتحريض عليها.. فهل هذا منطقى؟ إنه ليس منطقيًا بالمرة، وإذا أردتم الحق، فهو مهزلة كبرى، أعتقد أننا جميعا مسئولون عنها، الإعلام والأمن ورجال السياسة.. ويا سادتنا يا من تديرون هذا البلد.. لقد وصلنا إلى منحدر صعب، ونريد أن نعرف رأسنا من أقدامنا.. أم أن لكم رأيًا آخر؟!.

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى