أخبار مصر

أسرار اختفاء أكياس الدم في مصر

 

 

أكدت الدكتورة شيرين صبرى، رئيس قسم رعاية المتبرع بالمركز القومى لخدمات نقل الدم التابع لوزارة الصحة، أن المركز يواجه عقبات فى تنظيم حملات التبرع بالدم، أهمها تراجع أعداد المتبرعين، الذين يفتقدون الوعى بأهمية التبرع فى إنقاذ حياة المرضى والمصابين فى حالات الطوارئ، بخلاف عقبات الحصول على تراخيص وموافقات لإجراء حملات التبرع بالدم، خاصة فى الجامعات التى قد تستغرق أشهرًا طويلة لصدورها.

وأوضحت صبرى، لـ«الدستور»، أن المركز يحتاج إلى حملات توعية بالقنوات لكنه يفتقد إلى الممولين، مشيرة إلى أن نسبة العجز فى أكياس الدم غير طبيعية، فالنسبة الطبيعية هى ٣ ملايين كيس، بينما يحصل المركز على ٤٠ ألف كيس دم شهريًا فقط.
وقالت إن معدلات التبرع بالدم تختلف من وقت لآخر، وفق استعدادات المتبرعين، الذين فى الغالب لا يبادرون إلا عند احتياج ذويهم للدم، فى حالات الطوارئ والحوادث، كما أن إقبال المصريين على التبرع يزداد بعد الهجمات الإرهابية التى تستهدف الكنائس أو المساجد أو الكمائن الشرطية العسكرية، مشيرة إلى أن التبرع يزداد فى الوجه البحرى، وأن درجة الحرارة فى محافظات الجنوب تقلل من إقبال المواطنين على التبرع، على الرغم من أن الحملات تنظم ليلًا، وهو أمر راجع إلى ضعف الوعى بأهمية التبرع، لافتة إلى أن المسألة تضعف كثيرًا فى المحافظات الحدودية، مؤكدة أن المركز يلجأ إلى دعم المحافظات ضعيفة التبرع، وتغطية العجز فى مخزونها من أقرب محافظة لها أو بدعمها من المركز الرئيسى بالقاهرة.

ولفتت «صبرى» إلى أن المركز الإقليمى لخدمات نقل الدم يحصل من جميع الفروع شهريًا، على ٤٠ ألف كيس دم فى المتوسط، فى حين أن الاحتياج يجب ألا يقل عن ٣٪ من التعداد السكانى بما يوازى ٣ ملايين كيس دم، مبينة أن هناك جهات أخرى تنظم حملات التبرع بالدم، مثل الهلال الأحمر والشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا»، وقصر العينى، وجمعيات خيرية مثل «مصر الخير».

وعن بداية حملات المركز وعدد أفرعه، قالت: «بدأت حملات التبرع بالدم بشكل رسمى مع إنشاء المركز القومى عام ٢٠٠٢، إلا أنه سبقتها حملات متفرقة لبنوك الدم العادية بالمحافظات، وللمركز ٢٤ فرعا على مستوى الجمهورية، ويشرف على كل إقليم قسم جودة لضمان وصول كيس دم آمن وفعال للمريض، وتجرى مراكز خدمات نقل الدم بالمحافظات ما بين ٣ و ٥ حملات يومية، فى الميادين العامة، كما يجرى المركز الرئيسى ما بين ٥ و ٦ حملات يومية، بينما نواجه أزمة مع عدد المتبرعين المتراجع، ما تسبب فى شح لبعض فصائل الدم النادرة، مثل O- وAB- بالاضافة إلى AB+».

وأكدت صبرى، أن عدم وعى المواطنين بالتبرع يرجع إلى أسباب عديدة، منها عدم وجود ثقافة فى المدارس لحث الأطفال على التبرع، عند بلوغ السن القانونية للتبرع، أو الوعى فى الجامعات بأهمية التبرع، والتعريف بفوائده الطبية، كونه يجدد النخاع العظمى، وحثه على تجديد خلاياه، فكرات الدم تتكسر كل ١٢٠ يومًا.
أما عن دورة كيس الدم فقالت: «بعد سحب الدم من المتبرع فى سيارات الهيئة المخصصة للتبرع، يتم حفظه فى كولمنات، بنفس درجة حرارة الجو، ثم ينقل إلى المركز لتسليمه وتكويده، وإعداد قاعدة بيانات للمتبرعين على أجهزة الكمبيوتر.
وأكدت، أن كيس الدم يساوى حياة لأصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرض الهيموفيليا والثلاسيميا، «أنيميا البحر المتوسط»، وهناك وحدة تتبع المركز، خاصة بصرف الدم لأصحاب الأمراض المزمنة. وحول طبيعة التعاون مع مترو الأنفاق فى تنظيم حملات الدم، قالت إن المركز وقع بروتوكول تعاون مع مترو الأنفاق، لتنظيم عدد من الحملات فى الشهر، مقابل صرف أكياس دم مجانية لمستشفيات تابعة لوزارة النقل، منها مستشفى السكة الحديد.
وطالبت صبرى، المتبرعين بالتأكد من الجهات التى يتعاملون معها للتأكد من عدم بيع الدم فى السوق السوداء، فعليهم التأكد من أن سيارة التبرع عليها شعار الهيئة القومية للتبرع بالدم «٣ أهرامات ونقطة دم»، ومن هوية القائمين على سحب العينة، كما أن استمارة التبرع يجب أن يكون مطبوعًا عليها شعار الهيئة، ويحصل المتبرع على كارت متابعة يتيح له التبرع كل ١٥ يوما.
وحول الضجة التى أثيرت بعد رفع سعر كيس الدم للمستشفيات الخاصة، قالت: «تعرضنا للهجوم فى البداية، لكن المرضى تأكدوا أن هذه الزيادة تتعلق بالمستشفيات الخاصة فقط، فى حين يصرف المركز الدم للمريض بنفس الأسعار القديمة، ٩٠ جنيهًا، بعد تقديم صورة بطاقة المريض، وصورة بطاقة ما ينوب عنه للحصول على الدم وطلب التبرع».

 

 

الدستور

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى