منوعات

تفاصيل سبوبة «دولارات» قيادات الأزهر في رمضان

 

تحرص أغلب بلدان الوطن العربي والإسلامى، على استضافة مشايخ ورجال الدعوة الإسلامية خريجي الأزهر الشريف لزيارة بلدانهم فى رمضان، وذلك من باب التعرف على أدبيات صوم الشهر الكريم. غير أن الحرص الشديد لبعض الدول الإسلامية على استضافة رجال الأزهر فى رمضان بمساجدها، أشعل حالة من الصراع بين قيادات الأزهر من أجل السفر، وذلك للحصول على الأموال الباهظة التى تغدق عليهم فى زياراتهم للخارج. «التحرير» ترصد كواليس تلك الجولات، التي تبين منها أن هناك من يسافرون وليس لهم علاقة بالعمل الدعوي ولكن لمجرد كونهم قيادات بمؤسسة الأزهر، في الوقت الذي لم تتح فيه الفرصة لسفر أشخاص ذوي خبرات كبيرة فى العمل الدعوي “وفقا لما أكدته مصادر مطلعة لـ”التحرير”. مكرمة الإمارات وأكدت المصادر المطلعة من داخل الأزهر الشريف، أن “مكرمة الإمارات” تأتى فى صدارة جولات قيادات الأزهر فى الخارج فى موسم رمضان من كل عام، حيث تخصص دولة الإمارات من كل عام فى رمضان ما يسمى داخل الأزهر بـ”مكرومة” رمضان والتى تشمل استضافة دبي لعدد من رجال الأزهر فى مساجدها الكبرى فى رمضان من كل عام، بناء على دعوات رسمية من الإمارات للأزهر. وأضافت المصادر التى فضلت عدم ذكر اسمها، أن مشيخة الأزهر تحرص على إرسال القيادات بالمشيخة إلى الإمارات فى رمضان لإلقاء الدروس الدينية من أجل الحصول على أموال كثيرة تصل إلى 100 ألف دولار لكل فرد. وأوضحت المصادر أن مشيخة الأزهر نتيجة للأموال الكبيرة ترسل عددا من المقربين من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، حتى ولو كان البعض منهم ليس له علاقة بممارسة العمل الدعوى كبعض رجال القانون بالمشيخة. وكشفت المصادر أن من بين الأسماء التى سافرت خلال السنوات الماضية فى رمضان -وما زالت تسافر بدعوى ابتعاث الأزهر للخارج- الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، وكذلك الدكتور مؤمن متولى، الأمين العام للمجلس الأعلى للأزهر، وكذلك الدكتور إبراهيم الهدهد، القائم بأعمال رئيس الجامعة السابق، والدكتور أحمد حسنى، القائم بأعمال رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور محمد مهنا، مستشار شيخ الأزهر ومسئول الرواق الأزهرى، والدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين، والدكتور جاد الرب أمين، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر، وعدد من أساتذة جامعة الأزهر فى كل عام.  وتابعت المصادر بقولها “إن الأزمة الحقيقية ليست فى سفر قيادات الأزهر باعتباره نوعا من الابتعاث للخارج، وذلك على أساس أن الدول العربية هى التى تتحمل تكاليف تلك السفريات وبناء على دعوات رسمية، بقدر ما وصل الأمر إلى احتكار المقربين من الشيخ على تلك الابتعاثات طمعا فى الأموال، على حد تعبير المصادر. الدروس الحسينية فى المغرب وأوضحت المصادر أن من بين جولات رجال الأزهر فى رمضان “الدروس الحسينية فى المغرب” حيث تحرص المغرب في رمضان كل عام على استضافة عدد من رجال الأزهر لإلقاء الدروس الحسينية فى المغرب داخل مساجدها. شاهد أيضا شيخ الأزهر يدافع عن مستشاره: الهجوم عليه «غير مبرر» لتأييد قراره.. شيخ الأزهر يكلف شومان بترتيب لقاء مع عمداء الكليات من يدير «الأزهر».. الطيب أم مستشاره القانوني؟ أعضاء «التدريس» بالأزهر يستنجدون بالسيسي ضد مستشار «الطيب» عمر هاشم لشيخ الأزهر: «الرجوع للحق فضيلة» أبو هاشم: الطيب تجاهل التظلم.. وسألجأ للقضاء نواب يطالبون شيخ الأزهر بتعيين متحدث رسمي للمشيخة أزمة في حرم المشيخة| الطيب يعين رئيس الجامعة.. والأساتذة يهددون بالمقاطعة وأضافت المصادر أن ما يمارس فى اختيار الأشخاص للسفر فى كل عام من رمضان إلى الإمارات يتم أيضا فى اختيار الأشخاص للسفر إلى المغرب، و أن من يتم تجاهلهم من قيادات الأزهر للسفر إلى الإمارات يتم تعويضهم بالسفر للمغرب. الحج على نفقة السعودية ونفس الأمر تحرص المملكة العربية السعودية على توجيه دعوات للحج سنوية لمشيخة الأزهر، إلا أن المشيخة تقوم باختيار الأشخاص بناء على مدى صلته بصانعي القرار داخل المشيخة وليس بالتوزيع العادل بين علماء الأزهر، حيث تتحمل السعودية تكلفة كل شيء بداية من التأشيرات وحتى الإقامة والانتقالات المتعلقة بأداء فريضة الحج. وبحسب المصادر فإن دعوات الحج لرجال الأزهر تدار بمنهجية الابتعاث فى جولات رمضان بالخارج، وإذا تم اختيار أساتذة جامعة للابتعاث فى رمضان للخارج يكون بناء على مدى ولائه وطاعته للقيادات والمدح والثناء لهم على مواقع التواصل الاجتماعى، وليس بناء على معايير علمية وقدرات، الأمر الذى يؤثر سلبا على مكانة الأزهر فى الخارج إذا استمر الحال على إرسال أهل الثقة وليس أهل الخبرة للخارج. الأزهر يرد  من جانبه أيد الدكتور جاد الرب أمين، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية بنين بجامعة الأزهر، مسألة ابتعاث الأزهر لعدد من رجال الدعوة كوعاظ فى رمضان فى الإمارات وبعض البلدان العربية والإسلامية، مؤكدا أن الأزهر يقوم بابتعاث عدد من رجال الدعوة المؤهلين للخارج، وذلك عن طريق ما يسمى بالابتعاث الدائم وآخر مؤقت. وأوضح جاد الرب أمين لـ”التحرير”، أنه سبق له أن سافر إلى الإمارات منذ ثلاث سنوات فى رمضان، وأن الدكتور محمد مهنى مستشار شيخ الأزهر ترأس قافلة الوعاظ وقتها، وأن المبلغ الذى تقاضاه عن تلك الفترة لم يصل إلى 100 ألف دولار.  بينما أكد الدكتور محمود مهنى، عضو هيئة كبار العلماء، أن الأزهر الشريف يقوم بإرسال عدد من علمائه المؤهلين للخارج فى أغلب البلدان العربية والإسلامية من كل عام سواء فى رمضان أو غير رمضان، وذلك لأن رسالة الأزهر هي ابتعاث قوافل فى كل ربوع الدنيا لنشر علوم الإسلام وصحيح تعاليمه وعقيدته.  وأردف مهنى لـ”التحرير” أن اختيار من يبتعث للخارج من رجال الأزهر سواء فى رمضان أو غيره ليس فيه أى باب من أبواب المجاملة، بل الاختيار يتم وفقا لمعايير وقدرات علمية تؤكد أن ذلك الرجل مناسب للمهمة من حيث طبيعة البلدان ولغاتهم بشكل عام، فضلا عن أن بعض الدول العربية تطلب أسماء محددة توفد إليها فى رمضان وكذلك الحال فى مسألة سفريات الحج حيث يتم الاختيار بالتوزيع العادل. وحول المانع الشرعي، قال مهني لا مانع شرعيا من أن يتقاضى رجال الدعوة بالأزهر أجرا على ما يؤدونه من عمل فى رمضان بالسفر إلى تلك البلدان، خاصة وأن تلك الدول هى التى تتحمل تلك الأجور كنوع من الهدايا، وتقديرا لدور الأزهر، وكذلك فإن تلك البعثات تتم فى إطار قانوني بناء على دعوات رسمية معلومة لجميع الجهات، نافيا ما يتردد عن تجاهل صغار الدعاة بالأزهر وتسفير القيادات بل الاختيار يتم وفقا للقدرات العلمية وطلبات الدول ذاتها.  من جهته رفض الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، التعليق على الواقعة.

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى