الأخبار

لـ«الكبار فقط +18».. تحذير أم تشويق؟!

178

 

 

 

عندما عدت إلى المنزل، أخبرتني زوجتي بأنها ضبطت طفلنا، الذي لم يتجاوز عمره السنوات العشر، جالسًا في غرفته أمام «اللاب توب»، يشاهد أحد مقاطع الفيديو المصحوبة بالعبارة التحذيرية «للكبار فقط، ممنوع المشاهدة لأقل من 18 عاما».

ولما سألته والدته عن سبب مشاهدته لهذه الحلقة، أخبرها بأنه كان يبحث عن معلومة على شبكة الإنترنت، واستوقفته عبارة لـ «الكبار فقط»، فدفعه «الفضول» إلى فتح الفيديو، ومشاهدة محتواه، وهو نفس السبب الذي ساقه لي عندما اجتمعت به منفردًا، بل بدا على وجهه علامات التعجب من أسألتي له، وكأنه كان يريد أن يقول لي: «هات من الآخر، عاوز تقول أيه؟»!

لم أشك لحظة في النوايا الطيبة لنجلي، التي دفعته لمشاهدة هذا الفيديو، الذي ربما كان يجره إلى مشاهدة مناظر «إباحية»، أو أفلام «بورنو»، لا لشيء إلا لمجرد «حب الاستطلاع»، بسبب العبارة السحرية لـ «الكبار فقط+ 18»!

عدتُ بذاكرتي إلى الوراء وتذكرت أن عبارة لـ «الكبار فقط» كانت مقتصرة على بعض الأفلام السينمائية التي تحتوي على مشاهد جنسية أو ألفاظ خارجة، وربما كان هدفهم «نبيلًا» بالتحذير من مشاهدة هذه المشاهد، أو كان هدفهم عمل «بروباجندا» حول الفيلم كنوع من الدعاية له، وجذب المراهقين والباحثين عن الإثارة للمشاهدة، وفي نفس الوقت إخلاء مسئولية منتجي الفيلم من أي أضرار قد تلحق بالشخص الذي يشاهده.

وبعد أن حققت هذه العبارة هدفها «سينمائيًا»، انتقلت عدواها إلى شاشات الفضائيات، وبات أكثر من برنامج«توك شو» يضع هذه الجملة «السحرية» على «برومو» الحلقة، لا كنوع من «تحذير» الآباء والأمهات من مشاهدة الأطفال هذه الحلقة، ولكن – للأسف – كنوع من «تشويق» المشاهد، الذي ينتظر الحلقة بفارغ الصبر؛ لمعرفة ما الذي تحتويها، ويزداد «الفضول» داخله حتى موعد عرض الحلقة.

إن عددًا من وسائل الإعلام المرئية، خاصة برامج «التوك شو» تسعى لتحقيق نسبة مشاهدات عالية، بمناقشة القضايا «الهامشية»، التي تثير الجدل، وتثير الغرائز أيضًا، مكتفية بوضع العبارة «التحذيرية التشويقية» لـ«الكبار فقط»، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه البرامج تكتفي بعرض القضايا الشائكة دون تقديم حلول لها.

فيتو

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى