الأخبار

الجزر النيلية التى تحدث عنها السيسي

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، فى تصريحات له اليوم الأربعاء خلال مؤتمر استعادة أراضى الدولة، بمسرح الجلاء إن هناك العديد من الجزر في النيل غير مسموح بوجود أحد عليها، وطالب بأولوية التعامل مع الجزر النيلية. ويعيش أكثر من 2 مليون مواطن فى 144 جزيرة نيلية داخل مصر، وأوضحت تقارير معهد بحوث النيل أنها 128 جزيرة فقط، والهيئة العامة للمساحة قالت إنها 181 جزيرة، ومعهد بحوث الأراضى والمياه قدرها بحوالى 209 جزر، ووزارة الموارد المائية ذكرت أنها 197 جزيرة. خبراء الشئون البيئية والأراضى والمياه والزراعة أوضحوا أن السبب الحقيقى لتباين الإحصاءات يعود إلى قرار أصدره رئيس مجلس الوزراء رقم 1969 لعام 1998 دون وجه حق ليحدد أنها 144 جزيرة، وأنها مجرد محميات طبيعية، وحدد أسماءها وموقعها الجغرافى فى مصر، موضحين أن جزر النيل تتخطى رقم رئيس الوزراء بأضعاف مضاعفة ويصل إلى 300 جزيرة، وأن الحكومة أصدرت هذا الرقم لتغطى على تعدى رجال الأعمال على مجموعة من الجزر الصغيرة. تقع جزر النيل فى 16 محافظة هى أسوان وقنا وسوهاج وأسيوط والمنيا وبنى سويف والجيزة والقاهرة والقليوبية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والبحيرة والدقهلية والأقصرودمياط. سجلات الحكومة الرسمية قدرت عدد الجزر النيلية بـ144 جزيرة تبلغ مساحتها حوالى 37150 فدانا، أى ما يعادل 160 كيلو مترا من أجود الأراضى الزراعية وأخصبها، منها 95 جزيرة توجد فى المنطقة ما بين أسوان جنوبا إلى القناطر شمالا بمساحة تقدر بنحو 32500 فدان، فى حين يوجد 19 جزيرة فى طول فرع دمياط تبلغ مساحتها 1250 فدانا، أما فرع رشيد فيوجد به 30 جزيرة تبلغ مساحتها 3400 فدان. جزر القاهرة الكبرى وتصنف الجزر النيلية إلى أربعة أجزاء طبقا لطبيعتها ونوعية حياة السكان فيها، أولاها جزر القاهرة الكبرى الأربع وهى جزيرة الزمالك الأشهر فى مصر، وجزيرة الوراق الأفقر فى مصر، وجزيرة منيل الروضة صاحبة مقياس النيل الشهير، وجزيرة الدهب. جزر الصعيد ويطلق عليها جزر الوادى ويبلغ عددها 95 جزيرة، أكثرها فى محافظة المنيا 21 جزيرة، تليها سوهاج برصيد 20 جزيرة، ثم الأقصر وأسوان 16 جزيرة، وأقلها قنا برصيد جزيرتين، أهمهما جزيرة الفنتين الأشهر سياحيا والتى كان يطلق عليها اسم “أبو” التاريخية وبها معبد خنوم ومقبرة الكبش المقدس، بالإضافة إلى جزر النباتات وفيله سالوجا وغزال وأسبونارتى وآمون وسهيل فى أسوان، وهناك أيضا جزر بهيج وفاو والكراد والمعابد البحرية والعقب والشنابلة والعونة فى أسيوط، وجزر طما والشورانية وشندويل ومحروس وبوحة والزهور وقرمان والهريدى فى سوهاج، وجزر البيهو وزهرة والبرجاية ودماريس وشارونة وشيبا وتل بنى العمران فى المنيا، وجزيرة القرن الذهبى بالفيوم، وجزر أبو صالح والنور وببا فى بنى سويف، جزيرة بين البحرين وجزيرة الدهب وجزيرة محمد وطناش فى الجيزة. جزر فرعى رشيد ودمياط ويبلغ عددها 49 جزيرة، أهمها جزيرة الرحمانية وجزيرة الصفا فى البحيرة، وجزيرة محلة دياى ودمنكة والصافية وجماجمون وجزيرة محلة وقبريط ومفتاح والصياد بكفر الشيخ، وجزيرة الوكيل فى الغربية، وجزيرة الشعير والوراق والشاى الأخضر بمحافظة القليوبية.

مشكلات تواجه الجزر رغم كثرة عدد الجزر النيلية فإنه لا توجد جهة محددة مسئولة عنها، وبعضها يتعرض للغرق والاختفاء دون أن نعلم بهذا، والبعض الآخر يغوص فى برك من الصرف الصحى ولا يوجد بها مدارس أو مستشفيات. والمشكلة الأخطر أن هناك 131 جزيرة معزولة تماما عن البر ولا يربطها بالشاطئ أى كوبرٍ، ويضطر مليون مصرى إلى استخدام الزوارق والقوارب للعبور إلى الشاطئ الآخر، مما يؤدى إلى التعرض للهلاك بالموت غرقا فى شريان النيل، فالحكومة لم تهتم إلا بـ9 جزر وأنشأت لهم الكباري. تسع جزر فقط اهتمت بها الحكومة وتوجد الجزر الـ9 فى 6 محافظات، وهى جزيرتا منيل الروضة والزمالك بمحافظة القاهرة ويوجد بكل منهما 6 كبار، وجزيرة هريدى التى تقع ما بين أسيوط وسوهاج ويوجد بها كوبر واحد، وجزيرتا المطيعة وبهيج بمحافظة أسيوط يوجد بكل منهما كوبر واحد، وجزيرة الشيخ تيمى بمحافظة المنيا ويوجد بها 3 كبار، وجزيرة الشعير بالقليوبية ويوجد بها 3 كبار، وجزيرة الرحمانية بمحافظة البحيرة ويوجد بها كوبر علوى حديث وآخر قديم، وجزيرة كفور بلشيه بمحافظة الغربية ويوجد بها كوبر علوى واحد. المواطنون يحلون مشكلاتهم واضطر عدد من المواطنين فى 4 جزر لإنشاء كبار عادية من الأسمنت المسلح لقضاء مصالحهم، وهى فى جزيرة الحمودية بمحافظة قنا ويوجد بها كوبريان، وجزيرة العونة بمحافظة أسيوط ويوجد بها كوبريان، وجزيرة فاو بمحافظة أسيوط ويوجد بها كوبر، وجزيرة كفر بركات بمحافظة الجيزة، ويوجد بها كوبر واحد، أما باقى الجزر فلا يوجد بها أى كوبر، مما ضخم من مشكلات القمامة وخاصة مخلفات الزراعة، ومشكلات الصرف الصحي. التنوع الاقتصادى والنباتي تتميز هذه الجزر بأنها يمكن أن تكون مواقع تجارية على طول نهر النيل، ويمكن إقامة موانى صغيرة للتجارة الداخلية، بالإضافة إلى استغلالها كمحميات طبيعية تتنوع فيها الحيوانات المصرية كالخيول والجمال والأبقار والماشية والماعز والأغنام والإوز والبط كمصادر مهمة لتوفير البروتين الحيواني، بالإضافة إلى النباتات الطبيعية كالقمح والبرسيم والشعير والكرنب والجرجير والطماطم والقلقاس والباذنجان والكوسة والخيار والفجل والقرنبيط والبصل والثوم والقطن والذرة البيضاء وقصب السكر والأرز والكثير من الفواكه، وعدد كبير من النباتات المائية، وعدد من الأعشاب البرية ذات القيمة الغذائية، وأشجار التوابل المختلفة. ويطالب الدكتور محمد نور الدين، أستاذ العلوم البيئية بجامعة عين شمس، بضرورة الاهتمام بالجزر النيلية باعتبارها مشروعا قوميا يمكنه أن يفعل الكثير للاقتصاد المصري، موضحا أن هناك مطالب لحماية جزر النيل، أولها إنشاء شبكة صرف صحى لكل جزيرة، ومحطة تحلية تتناسب مع عدد السكان، وتخصيص محطة وسيطة لتجميع القمامة والتخلص الآمن منها، وتطبيق نظم الزراعة العضوية، وإنشاء مخطط عمرانى صديق للبيئة الخاصة بكل جزيرة، وربط قاعدة البيانات الوطنية عن جزر النيل بمثيلتها فى دول حوض نهر النيل، وتوفيق أوضاع المنشآت الملوثة للبيئة على هذه الجزر، وجمع وتدوير المخلفات الزراعية والعمل على تنفيذ قانون البيئة لعام 1994، وأخيرا إلزام المنشآت الخاصة بالأنشطة والواقعة على نهر النيل بدراسة الأثر البيئي. وأضاف نور الدين فى تصريحات خاصة لـ”التحرير” أن هناك جزرا عليها الآلاف من المواطنين مثل جزيرة الوراق، لا بد من بحث أوضاعها قبل نقلهم كما يمكن تقنين هذه الأوضاع من خلال معالجة مياه الصرف الصحي، مشيرا إلى أن أغلب هذه الأراضى معتدى عليها.

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى