اخبار عربية

أردوغان رئيس حتى 2029..

 

 

فاز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يلقى تأييد جزء من الأتراك، فيما يعتبره الجزء الآخر “ديكتاتور”، بفارق ضئيل، أمس، الأحد، في استفتاء دستوري يهدف إلى ترسيخ نظام الرئاسة بعد تسعة أشهر على الانقلاب الفاشل.

وألقى الرئيس أدوغان (63 عاما) بكل ثقله في المعركة في جميع أنحاء البلاد لكسب تأييد الأتراك.

لكن الفوز المحدود الذي حققه وتشكك فيه المعارضة، يدل على عمق انقسام تركيا إلى معسكرين بعد 15 عاما من حكم أردوغان، فإذا كان نصف الأتراك معجبين به، فإن النصف الآخر لا يحبه.

ويمنح مشروع التعديل الدستوري الذي وافقت عليه غالبية من الأتراك على منح الرئيس صلاحيات واسعة لم يتمتع بها أي رئيس منذ تأسيس مصطفى كمال أتاتورك للجمهورية التركية.

عاش أردوغان واحدة من أكثر السنوات اضطرابا في حياته السياسية، شهدت محاولة انقلابية وتدهورا في العلاقات مع أوروبا وسلسلة من الهجمات العنيفة في تركيا.

وقال الأستاذ في جامعة ستراسبورج، صميم اكجونول، إن “أردوغان إمام، بمعنى أنه خطيب قادر على إشعال حماسة الحشود وإبكائها أو إخافتها”، مضيفا أن حيويته مدهشة.

غالبا ما يصور أردوغان في الغرب كسلطان لا يمكن إزاحته عن العرش، لكن أردوغان في الواقع سياسي محنك فاز في كل الانتخابات، حوالي عشر عمليات اقتراع، التي جرت منذ وصول حزبه حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في 2002.

ويأتي الاستفتاء بعد سنة مثقلة بأصعب امتحانات حياته السياسية، ولا سيما محاولة انقلاب ليل 15 إلى 16 يوليو، تلك الليلة طبعت في الأذهان صورة الرئيس الشاحب الوجه وهو يخاطب الأمة عبر شاشة هاتف ذكي، وكذلك وصوله المظفر إلى مطار إسطنبول الرئيسي فجرا ليعلن فشل الانقلابيين.

ويبدو أردوغان المهيمن على السياسة التركية منذ 15 عاما، مصمما على ترك بصمته في تاريخ بلاده، على غرار مؤسس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك.

فهو غالبا ما يردد عبارة “الحمار يموت وسرجه باق. الرجل يموت وأعماله باقية”، ويكثف الإشارات إلى السلطان محمد الثاني الفاتح، فاتح القسطنطينية في 1453.

وسبق أن بدلت مشاريعه الضخمة للبنى التحتية وجه تركيا، ولا سيما إسطنبول، حيث بات لمضيق البوسفور الذي تخترقه أنفاق عدة، جسر ثالث.

ولد أردوغان في حي قاسم باشا الشعبي في إسطنبول، وهو غالبا ما يفتخر بأصوله المتواضعة.

تابع طيب على ما يسميه مؤيدوه دراساته الثانوية في إحدى مدارس الإمام الخطيب الإسلامية، ثم عمل بائعا متجولا قبل أن تحدوه أحلام امتهان لعب كرة القدم فترة وجيزة، لينطلق بعدها في مساره السياسي ضمن التيار الإسلامي.

مع بروز نجمه، تولى رئاسة بلدية إسطنبول في 1994، كما شارك في التظاهرات الاحتجاجية لدى حظر حزب الرفاه الإسلامي الذي كان ينتمي إليه، وسجن أربعة أشهر للتحريض على الحقد الديني بعد تلاوته قصيدة إسلامية.

انتصر أردوغان في 2002، بفوز حزب العدالة والتنمية في الانتخابات التشريعية، وانتخب رئيسا للوزراء بعد عام، إثر صدور عفو أجاز له العودة إلى الساحة السياسية.

يبقى القبطان إحدى الصفات التي يطلقها عليه أنصاره، في نظر هؤلاء رجل المعجزة الاقتصادية والإصلاحات التي حررت الغالبية الدينية والمحافظة في البلاد التي كان يهيمن عليها العلمانيون.

لكنه أصبح منذ موجة الاحتجاجات الواسعة ضد الحكومة في ربيع 2013 التي قمعها الأمن التركي بقسوة، الشخصية الأكثر عرضة للانتقادات في البلاد وسط اتهامات معارضيه بالنزعة إلى التسلط و”أسلمة” البلد.

وكثفت السلطات في إطار حالة الطوارئ السارية منذ محاولة الانقلاب توقيف معارضين مؤيدين للأكراد بتهمة الإرهاب، والكثير من الصحافيين المعارضين.

رغم ذلك يعتبر محللون أن الرئيس التركي المعروف بالبراجماتية رغم طبعه الناري قادر على تلطيف النبرة مع أوروبا وإبداء مبادرة انفتاح تجاه الأكراد بعد الاستفتاء، إن أحرزه.

نظريا يجيز التعديل الدستوري الذي يصوت عليه الأتراك الأحد في استفتاء، للرئيس التركي البقاء في السلطة حتى 2029 على الأقل حينئذ سيكون بلغ الـ75 من العمر.

 

 

 

صدي البلد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى