فن وثقافة

«حكيم»: لا ينافسنى أحد على عرش الأغنية الشعبية..

 

 

يواصل الفنان حكيم نجاحاته الفنية، بعدما أطلق أغنيته الجديدة «على وضعك»، التى طاف من أجلها قارات أفريقيا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا، إلى جانب ظهوره لأول مرة برقصة «كيزومبا» الأنجولية، فضلاً عن مشاركته فى «بروكلين»، أحد أهم المهرجانات الأمريكية، حيث تنظم فعالياته سنوياً بساحة بروسبكت فى ولاية نيويورك.

وتحدث «حكيم» لـ«الوطن» عن تفاصيل أغنية «على وضعك»، وسبب قيامه بتصويرها فى أكثر من دولة، ورؤيته لمكانة الأغنية الشعبية المصرية وسط المحافل الدولية، ومساهمته فى تنشيط السياحة المصرية، وقدرته على الحفاظ على بريقه طوال مشواره الفنى، ورفضه المشاركة فى الأعمال الدرامية، وإلى نص الحوار.

■ ما أبرز تفاصيل أغنيتك الجديدة «على وضعك»؟

– أغنية «على وضعك» واحدة من أفضل وأجمل الأغنيات التى قدمتها فى الفترة الأخيرة، وظللت أعمل على تسجيلها وتصويرها قرابة العام ونصف العام، نظراً لأنها تطلبت منى مجهوداً شاقاً فى تصويرها، فمنذ الوهلة الأولى التى استمعت فيها إلى الأغنية، شعرت بأنها ستُحقق نجاحاً كبيراً مع طرحها، وبالفعل تحقّقت نبوءتى، وخلال الساعات القليلة الماضية شاهدها الملايين من مختلف دول العالم عبر موقع الفيديوهات «يوتيوب»، وهنا لا يسعنى إلا أن أشكر كلاً من الشاعر ياسر عليم، والملحن تامر حجاج والموزعين إسلام شيبسى وميدو مزيكا، على كل ما قدموه من أجل إنجاح الأغنية، فطوال فترة التسجيل كنت أرى الحب والتعاون فى أعين الجميع.

 

سافرت إلى أربع قارات لتصوير «على وضعك».. وأقدم «كيزومبا» فى مصر لأول مرة.. والتجديد وراء حفاظى على نجوميتى 27 عاماً

■ لماذا صممت على أن تصور «على وضعك» فى مختلف قارات العالم؟

– خلال التحضيرات الأولية، قرّرت أن أقدم فكرة جديدة ومختلفة للأغنية الشعبية، لذا فكرت أن أطوف مختلف قارات العالم لكى أجد أنسب مكان تصور فيه الأغنية، فسافرت إلى دولة أنجولا فى القارة السمراء، ودولة المكسيك فى أمريكا الشمالية ودولة البرازيل فى أمريكا الجنوبية، واستقررت على أن يكون التصوير فى القارة الأوروبية بمدينة مدريد الإسبانية، وخلال التصوير أحببت أيضاً أن أنقل بعض الأشكال والأفكار من جميع البلاد، التى زُرتها، لكى تكون الأغنية عالمية بحق، مثل معظم أغنياتى السابقة.

■ لماذا لم تصور الأغنية فى مصر؟

– حاولت فى بداية الأمر أن أحضر الفرق الاستعراضية، والراقصين المشاركين فى الأغنية لكى يصوروها بمصر، لكننى وجدت صعوبة بالغة فى إحضارهم إلى القاهرة، لذلك فضّلت أن أصورها فى مدريد، لكى تخرج فى أفضل شكل لها.

■ ما الرقصة الغريبة التى تقدّمها ضمن قصة الكليب؟

– أُقدم رقصة جديدة تسمى «كيزومبا»، وهى رقصة أفريقية أعجبتنى خلال فترة البحث عن مكان للتصوير فى دولة أنجولا، وعلمت أن تلك الرقصة صدّرتها أنجولا إلى دول أمريكا الجنوبية، ومنها انتشرت فى أوروبا، وبالتحديد إسبانيا، وقرّرت أن أدخل تلك الرقصة فى مصر، وللعلم «كيزومبا» مختلفة تماماً عن رقصة «الزومبا»، فهما متشابهتان فى الاسم، لكنهما مختلفتان تماماً فى طبيعة تأديتهما.

■ ما تكلفة تصوير الأغنية فى إسبانيا؟

– الأغنية من إنتاج شركة «Lion of Egypt»، وتجاوزت تكلفتها حاجز الـ2 مليون جنيه، نظراً لكثرة السفريات وأدوات التصوير الحديثة والمعدات التى استخدمناها فى التصوير.

 

سأعود للتمثيل عندما أجد قصة محترمة وهادفة تليق باسمى.. وخطتى تعتمد على طرح أغنية كل 3 أشهر.. وأنصح شباب «المهرجانات» باحترام الجمهور

■ هل لاحظت أن أغنيتك تحمل نفس اسم أغنية الفنان أحمد سعد التى طُرحت منذ أسابيع قليلة؟

– ليس لدى علم بهذا الأمر، فأنا أمتلك حقوق الأغنية منذ عام ونصف العام، وظللت أعمل عليها طوال تلك الفترة، كما أن اسم الأغنية دارج، ويستطيع أن يقدمه أكثر من شخص، فأنا دائماً أحب أن تكون أغنياتى قريبة من لغة الشارع، لأن هذا الأمر يميز الأغنية الشعبية، فحينما يقدّم لى شاعر أغنية، وأجد أن كلماتها ليست قريبة بالقدر الكافى من لغة الشارع، أحاول أن أصيغ كلمات جديدة لكى تتماشى مع اللغة السائدة فى المجتمع.

■ لماذا لم تفكر فى تغيير اسم الأغنية؟

– ولماذا أغيرها؟، فأنا حصلت على تنازل الأغنية، وقمت بتسجيلها منذ عام ونصف العام، كما قلت لك اسم الأغنية متداول ودارج، وليس مقتصراً على أحد، فالكل يُغنّى للحب والقلب، لأنها كلمات شائعة بين الجميع.

■ لماذا تحاول وضع البصمة العالمية فى معظم أغنياتك المصوّرة؟

– احترفت الغناء من 27 عاماً، ومنذ ذلك الحين وأنا أحمل على عاتقى مسئولية تطوير الأغنية الشعبية المصرية، وأطوف بها جميع دول وقارات العالم لنشرها، فأنا وقفت على أهم المسارح فى مختلف القارات، وقدّمت «ديوهات» مع أكبر مطربى العالم، مثل دون عمر فى «تيجى تيجى»، وأغنية «ليلة» مع المطرب العالمى جيمس براون، وأغنيتى الشهيرة «آه يا قلبى» مع «أولجا تانون»، وللعلم أنا حتى الآن لم أحقق كل ما أحلم به، فما زالت بخيالى أفكار كثيرة لم تُنفذ بعد، وإن شاء الله ستكون هناك مفاجآت كثيرة خلال الفترة المقبلة، وكل هذا من أجل إعلاء شأن الفن المصرى والعربى.

 

كل من يمتلك وصلة إنترنت أسهم فى تدمير صناعة الأغنية

■ ما السبب وراء اختيار الصحفيين والإعلاميين بالتحديد للاحتفال بأغنيتك الجديدة؟

– الإعلام والصحافة هما همزة الوصل بين الفنان وجمهوره، فيصعب على أى فنان أن يدعو جمهوره بالكامل لكى يحتفل معه بأغنية، كما أن الفنان عليه أن يستمع إلى النقد البناء من النقاد والصحفيين، لكى يتعرّف على النقاط الإيجابية والسلبية فى أعماله الفنية، ولذلك سعيت فى أغنيتى الجديدة التى مكثت على العمل عليها فترة طويلة، لأن أستمع إلى الآراء الإيجابية والسلبية، والحمد لله جميع الآراء التى وصلتنى من الإعلاميين والصحفيين كانت رائعة، وهو أمر يدل على أننى أسير فى الطريق السليم والصحيح، وأحمد الله على هذا الأمر.

■ كيف استطعت أن تحافظ على نجوميتك طوال الـ27 عاماً؟

– التجديد والتطوير هما العاملان الرئيسيان لنجاح أى مطرب، فالمطرب إذا لم يطور من نفسه، سينساه جمهوره مع مرور الزمن، لذلك أسعى دائماً للتطوير والتجديد، وأحرص على أن أُقدّم كلمات وألحاناً مختلفة تتماشى مع روح الزمن الذى أعيش فيه، كما أحاول ألا أتوقف عند حد الشهرة فى مصر والمنطقة العربية، وأسعى دائماً للشهرة العالمية.

■ لماذا يصعب على أى مطرب عربى الانتشار عالمياً؟

– اللغة دائماً تقف حائلاً فى تحقيق هذا الأمر، فالأغنية العربية ليست عالمية، لأنها ليست دارجة فى العالم، مثلها مثل الأغنية الفرنسية والأغنية الألمانية، فرغم قوتهما، إلا أنهما لم تصلا إلى العالمية، لكن ما بوسعى تحقيقه هو أن أضع الموسيقى الشعبية المصرية فى السوق العالمية، وأسهم فى نشرها، لأن الموسيقى هى التى تخاطب الوجدان، لذلك تجدنى أقدم أنواع الموسيقى العالمية كافة، ممزوجة بالإيقاع الشعبى المصرى، فقدّمت من قبل موسيقى «Salsa» و«Reggaeton»، ولو أمد الله فى عمرى سأقدم جميع أنواع الموسيقى الأخرى، فتجديد وتطوير الموسيقى والأشكال الغنائية متعة لا يدركها إلا المطرب الذى يحب عمله.

■ من المطرب الذى ينافس «حكيم» على عرش الأغنية الشعبية؟

– «حكيم» ما زال ينافس نفسه، وأحاول دائماً أن أتفوق على نفسى بتقديم كل ما يُسعد ويُفرح جمهورى، فأنا أعمل طوال أيام السنة لكى أقدم كل ما هو جديد، وأتمنى أن يكون جمهورى راضياً عما أقدمه، فأنا أعمل لهم.

■ هل ترى أن هناك فناناً شعبياً سيكون امتداداً لك؟

– حتى الآن لم أرَ فناناً قادراً على أن يكون امتداداً لى، وللعلم لو وجدت هذا الشخص سأسانده وأدعمه، من أجل بقاء الأغنية الشعبية.

■ ما الأغنية الشعبية التى أعجبتك مؤخراً؟

– أغنية الفنان أحمد شيبة «آه لو لعبت يا زهر»، فهى مليئة بالشجن والأحاسيس، وصوت «أحمد» فيها كان رائعاً، واستطاع أن يصل بالأغنية إلى قلوب الناس.

■ هل قرّر «حكيم» اعتزال طرح الألبومات الغنائية؟

– خلال الفترة الماضية، طرحت أربع أغنيات من أنجح الأغنيات التى قدّمتها فى حياتى الفنية، منها «حلاوة روح» و«عم سلامة» وتتر مسلسل «رمضان كريم»، وأخيراً «على وضعك»، لا بد أن نتفق أن صناعة الأغنية والألبومات دُمرت تماماً فى الوطن العربى، وبالتحديد فى مصر، فكل شخص يمتلك فى منزله وصلة إنترنت، قادر على تحميل وقرصنة جميع الألبومات الغنائية التى نطرحها، وتكبّدنا ملايين الجنيهات، وهو أمر أدى إلى اعتزال المنتجين للمهنة وإغلاق شركاتهم، كما أن الألبومات الكاملة الآن لم تعد تحقق أرباحاً مالية، فالعزوف عنها فى الفترة الحالية أمر جيد، كما أن فكرة الأغنية «السنجل» أصبحت منتشرة فى العالم أجمع.

■ ما خريطة «حكيم» الغنائية خلال الفترة المقبلة بعد قراره عدم طرح ألبومات غنائية؟

– أعمل الآن على خطة مرتبة، وهى أن أطرح كل ثلاثة أشهر أغنية سنجل جديدة، أحاول فيها أن أضع فيها كل جهدى وتركيزى وتفكيرى، خصوصاً أن وسائل التواصل الاجتماعى ساعدت الفنان فى إنجاح الأغنيات السنجل خلال الفترة الأخيرة، بداية من موقع الفيديوهات الشهير «يوتيوب»، ومروراً بمواقع «فيس بوك» و«تويتر» و«إنستجرام» وغيرها، لكن ربما تكمن المشكلة فى أننى أحب أن أتأنى فى اختيار أغنياتى، لكى تخرج بأفضل شكل ممكن، وهو أمر قد يعوقنى، ويتسبّب فى إفشال خطتى الفنية، لكن على كل الأحوال هناك أغنية جديدة أُحضّر لها حالياً، وستُطرح بعد 3 أشهر من طرح أغنية «على وضعك»، وسأتحدث عنها حين طرحها فى الأسواق.

■ هل ستصور أيضاً أغنيتك الجديدة فى دول أوروبا؟

– بالتأكيد، وبشكل نهائى قررنا أن يكون التصوير فى فرنسا وبلجيكا.

■ هل تنوى تنظيم جولة غنائية جديدة لتنشيط السياحة المصرية بعد جولتك الأخيرة فى معظم قارات العالم؟

– أنا أكثر الفنانين المصريين، وربما أكون الوحيد الذى يعمل على تنشيط سياحة بلده، وأتحدى أن يكون هناك مطرب قام بجولات ورحلات من أجل تنشيط السياحة المصرية مثلى، فهذا الموضوع يشغل تفكيرى دائماً، ومؤخراً شاركت فى مهرجان بروكلين الذى يُقام سنوياً بساحة بروسبكت بولاية نيويورك الأمريكية، الذى يعد أهم مهرجان غنائى فى الولايات المتحدة الأمريكية، وظللت طوال الحفلات حاملاً علم مصر ومرتدياً «تى شيرت» كُتب عليه «قُم بزيارة مصر»، كما أستعد حالياً لجولة غنائية كبيرة فى عدد من البلدان الأوروبية، سأكرر فيها الأمر نفسه، وسأطوف مدنها وولاياتها من أجل تنشيط السياحة المصرية.

■ لماذا لم تفكر فى تكرار تجربة التمثيل، رغم أدائك الجيد فى أغنيتك المصورة؟

– بعد تجربتى الأولى والوحيدة فى فيلم «على سبايسى»، أصبحت الأفلام المصرية التى تعرض علىّ عبارة عن أغنية ورقصة، دون أى قصة هادفة، لذلك لا أحب أن أضع نفسى فى هذا الأمر، فالجمهور اعتاد منى على تقديم أفكار وأشكال فنية محترمة وهادفة، ولديها قصة، ولن أغامر بالمشاركة فى نوعية تلك الأعمال، التى ربما تُحقق نجاحاً جماهيرياً وقت عرضها، لكنها لا تحمل قصة أو فكرة يستفيد منها الجمهور ويتذكرها بعد أن يشاهدها.

■ هل أصبحت رافضاً فكرة دخول عالم التمثيل مرة أخرى؟

– لست رافضاً فكرة التمثيل، ولكننى مستعد لأن أكرر التجربة مرة أخرى، وسيحدث ذلك فى حال توافر قصة محترمة وهادفة، فأنا أخشى على اسمى الذى صنعته، أن يهتز بالمشاركة فى تلك الأعمال التجارية الضعيفة.

■ ما تقييمك لأغنيات المهرجانات التى أصبحت جزءاً من الأغنية الشعبية فى الوقت الحالى؟

– هذه ليست أغنيات شعبية، ولا يصح أن نُطلق عليها لفظ أغنية، لأن جميع الشباب الذين يقدّمون تلك الأعمال يستخدمون برنامج «أوتوتيون»، ويقوم هذا البرنامج بتصحيح صوت المطرب والأخطاء الموسيقية التى تحدث أثناء التسجيل، فتلك الأغنيات التى يطلقون عليها مهرجانات، ليس لها علاقة بالموسيقى التى تعلمناها منذ نعومة أظافرنا، وأنا على المستوى الشخصى حينما أستمع إليها بمحض الصدفة، أشعر بأن هناك أدوات خشبية تصطدم برأسى، وكل ما فى وسعى هو أن أنصح هؤلاء الشباب بتقديم فن جيد، يحترمون فيه جمهورهم.

■ هل يساعد «حكيم» جيل الشباب الجديد لطرق أبواب الفن؟

– طوال مشوارى الفنى وأنا أقدم أجيالاً جديدة على المستويات كافة، وعلى سبيل المثال أغنيتى الجديدة «على وضعك»، كل المشاركين فيها أسماء جديدة فى عالم الفن، فأنا لست من نوعية المطربين الذين يحبون العمل مع فريق غنائى موحّد، لكننى أفضل الاستعانة بأى شخص طالما سيقدم لى الجديد الذى سينقلنى ويطور أدائى، وللعلم فى إحدى المرات وجدت رسالة لدى عبر برنامج المحادثات «واتس آب»، من شخص مجهول بالنسبة لى، وكانت الرسالة عبارة عن أغنية ملحنة وموزّعة، وحينما استمعت إليها أعجبتنى بشدة، وقمت بالاتصال به وطلبت منه أن أعمل على تنفيذها.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى