الأخبار

«زلزال» نقص الأدوية يضرب أصحاب الأمراض المزمنة

 

 

اشتعلت من جديد أزمة نقص الأدوية بالصيدليات، حيث تعانى معظم الصيدليات من نقص شديد فى أصناف عديدة من الأدوية، ما يعرّض حياة المرضى للخطر، وفى المقابل يرفض البعض الحصول على البدائل خوفاً من ضعف نسبة المادة الفعالة.

«الوطن» رصدت من خلال جولة ميدانية لها من داخل الصيدليات وبين المواطنين فى الشارع فصول معاناة المرضى من تجدد أزمة نقص الأدوية وسبل مواجهتها، حيث تبين أن البعض لجأ إلى صفحات التواصل الاجتماعى وخصوصا «فيس بوك» للبحث عن نواقص الأدوية أملاً فى الحصول على بعضها لمنع تدهور الحالة الصحية لذويهم من المرضى.

صيادلة: أكثر من 1500 صنف «ناقصين».. و«مصطفى»: معظم النواقص تخص الأمراض المزمنة.. و«شيماء»: لجأت لـ «الفيس بوك» للبحث عن الدواء

يقول «مصطفى. م»، وهو صيدلى فى أوائل الثلاثينات، إن هناك أكثر من 1500 صنف دوائى ناقص عندى فى الصيدلية، وهى تخص عدداً كبيراً من الأمراض.

أضاف: «لما بطلب من مندوب الشركة الأدوية دى بيقول لى إنها ناقصة من الشركة نفسها»، مضيفاً «لو الدوا له بديل بنصرفه للمرضى ولكن الأزمة تتعقد لأن هناك بعض الأدوية مالهاش بديل وناقصة والزيادة اللى حصلت فى أسعار الأدوية خلّت الناس تتجه للبدائل».

وتابع: «أنا حطيت الدوا اللى بسعر جديد على رف وكاتب ورقة بكده علشان لما الدوا اللى بالسعر القديم يخلص نبدأ نسحب منه وغير كده السعر مكتوب على العلبة بس للأسف فى صيدليات بتشطب على السعر القديم وتكتب السعر الجديد علشان تكسب».

وفى جولة معه داخل الصيدلية أشار بيده إلى أحد الأرفف وقال: «(ريفيتول) ده دوا خاص بعلاج حالات الصرع عند الأطفال فيه نقص شديد والشركة بتصرف ساعات 5 علب وأحياناً علبتين شهرياً وناس كتير بتيجى تسأل عنه، ده غير حقن (فى دروب) لعلاج الكساح عند الأطفال وهى مهمة جداً للعظام، وهناك حقن خاصة بسيولة الدم والجلطات ودى مش موجودة كتير وسعرها ارتفع من 150 جنيهاً لـ248٫5 جنيه، وحقن (الآر إتش) الخاصة بالحوامل لسة ناقصة وحقن خاصة بزيادة الهرمونات لتنشيط التبويض وعلاج العقم ودوا لسيولة الدم لمرضى القلب حتى دوا (ديجست) الخاص بعلاج مرضى القولون ناقص عندى».

ويؤكد «أحمد. ع» 25 عاماً، صيدلى، يعمل فى إحدى الصيدليات بمنطقة الدقى، أن أكتر من 1500 صنف دوائى ناقص عنده فى الصيدلية، مضيفاً «بصراحة الدوا اللى مالوش بديل قليل والروشتة اللى بتيجى وميكونش ليها بديل بنخلى المريض يرجع للدكتور تانى عشان يتعامل هو ويحدد البديل»، وبنبرة حادة قال «أحمد»: «أتوقع هيكون فيه زيادة جديدة على الأدوية خاصة أن فيه أدوية لسه مازادتش، بس إحنا مش بنعرف بالزيادة غير وقتها من الفواتير من مندوب الشركة وأكتر الأدوية اللى ناقصة أدوية الأورام وأمراض القلب رغم أن وزير الصحة قال إن كل الأدوية هتتوفر إلا أن النقص مستمر لدرجة إن المسكنات فيه أنواع منها ناقصة».

«الإدارة المركزية للصيدليات يعمل بها 10 آلاف صيدلى لو كل صيدلى فيهم اشتغل بما يرضى الله ومسك ملف واحد من مشاكل الأدوية هتتحل، لكن للأسف إحنا البلد الوحيدة اللى بتبيع الأدوية بسعرين وفيه زيادة تانية فى أول أغسطس» كلمات نطق بها مدير إحدى الصيدليات بمنطقة الدقى وطلب عدم نشر اسمه، مضيفاً: «الوزير بيقول ناقص 1700 صنف لكن عندى ناقص 2000 صنف أغلبهم يخص الأمراض المزمنة وفيه روشتات برجّعها علشان للأسف مش موجودة والبديل مش بيغطى احتياجات الناس من الأدوية لأن فيه ناس بترفض البديل علشان المادة الفعالة بتاعته مش قوية وبتفضل تلف على المستورد».

تفاقم أزمة نقص الدواء نقل المشكلة إلى مواقع التواصل الاجتماعى وجعل البعض يلجأ إليها للبحث عن نواقص الأدوية، حيث بدأت تنتشر جروبات خاصة بالدواء الناقص، ومن بين مستخدمى هذه الجروبات شيماء السيد، 29 عاماً، مدرسة، وتعانى من مرض بطانة الرحم المهاجرة، والتى أجبرتها على استخدام أقراص «فيزان» التى دفعها عدم توافرها بالأسواق إلى خوض رحلة طويلة لـ4 شهور بحثاً عنه.

تقول «شيماء»: «المفروض أن الدوا ده كورس باخده لمدة 6 شهور متواصلة وأنا بقالى 4 شهور باخده بس للأسف مش بلاقيه بسهولة، دوّرت فى أهم وأكبر الصيدليات وماكنتش بلاقيه لدرجة أنى كنت بوصى الصيدليات عليه وأن لو جاله أى علبة يتواصل معايا علشان آجى آخده، وده خلانى أنشر على جروبات على الفيس وأدوّر عليه وفعلاً لقيت واحد شغال فى صيدلية عنده علبتين ورُحت أخدتهم».

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى