منوعات

طفلة تنتظر الموت على أعتاب «مستشفى 57357»

 

 

بنتي بتضيع من إيدي ومش قادر أعملها حاجة”.. كلمات تحترق خجلًا وألمًا من دموع جمال درويش والد الطفلة جنى، ذات السنوات الست، وهو يرددها متوسلًا وراجيًا “حبات التراب” على أعتاب مستشفى سرطان الأطفال 57357، بعد مرات من رفض استقبالهما، عله يخترق “العفار” صدور المسؤولين، ويحرك عواصف الرحمة بداخلهم، كي ينتبهوا له ويرأفوا بحال ابنته لإنقاذها من عذاب المرض وقسوته، بعد أن غيب ورم المخ و”مشارط” الأطباء المهملين، عنها الحركة والنطق.
 يقول محمد فؤاد، مدير المركز المصري لحماية الحق في الدواء، مناديًا بإنقاذ الطفلة جنى، إن جميع المستشفيات أكدت أن علاجها في مستشفى ٥٧٣٥٧، وإن أباها ذهب بها أمس، إلى هناك للمرة الخامسة، وظل طوال اليوم منتظرًا أمام المستشفى، وحاول أن “يترجى ويستعطف ويبكي، مافيش فايدة، رفضوا دخولها!”.

قصة جنى.. تعب بلا إنذار أو رحمة

رحلة الطفلة جنى مع المرض، كما يروي والدها لـ«التحرير»، بدأت من أواخر أبريل الماضي، موضحًا أنها أصيبت بـ”تعب” دون سابق إنذار، وذهب بها إلى جميع الأطباء فى مختلف التخصصات، حتى أشار عليه أقاربه بالذهاب بها إلى مستشفى قصر العيني، و”لكني لم أجد هناك قسما خاصا بالأطفال، وتم تحويلي إلى مستشفى أبو الريش الياباني وبعد الأشعة والتحاليل والفحوصات، عرفت أن بنتى مصابة بـ(ورم واستثناء على المخ)، وتم حجزها على الفور”.
وكشف درويش عن خضوع طفلته، إلى 5 عمليات في فترة قصيرة للغاية، لكن الحالة ظلت تتدهور، بسبب الإهمال الطبي خلال العمليات وعدم تحديد سبب المرض سريعًا، مما تسبب في تضخم صمام المخ، مستكملًا بنبرة قهر “بنتى دخلت المستشفى تتألم من شيء لا نعرفه، ولكنها كانت تتحرك وتتكلم، والآن فقدت الحركة والنطق والتعبير عما تتألم منه”، مشيرًا إلى أنه نُصح بالذهاب إلى مستشفى 57357، ولكن المستشفى رفض استقبال ابنته نظرا لأنها “خضعت إلى عملية جراحية، مما هدد حياتها”، لافتًا إلى أنها أجرت عملية جراحية لتركيب صمام لشفط المياه، بالمخ ويتم فك الصمام وتركيبه عدة مرات.
وأوضح والد جنى، في تصريحات صحفية، أن ابنته خضعت أيضًا لعملية لاستئصال الورم بمستشفى أبو الريش الياباني، وأنها تحتاج إلى جلسات علاج كيماوي وإشعاع ذري ولا توجد بالمستشفى، وعلى هذا الأساس تم تحويلها إلى معهد الأورام القومي، لكن طول قوائم الانتظار، يضر بالحالة ويضعف فرصها، خاصة وأنها تصارع الموت وتحتاج في الوقت الحالي إلى 30 جلسة إشعاع ذري، وأن مستشفى 57357، هو الأمل الأخير لابنته، لكنه يرفض استقبالها بحجة عدم وجود مكان لها.

عنصرية وتمييز.. فين الفلوس؟!

هاجم مدير المركز المصري لحماية الحق في الدواء، إدارة مؤسسة 57357، متهمًا إياها بالعنصرية في التعامل مع الحالات، مضيفًا: “أبو جنى لسه عنده أمل في كلام الإعلانات، وإن مستشفى 57357 بيعالج كل الناس وراح للمرة الخامسة، عشان يحاول يدخل ورفضوه”.
واستنكر فؤاد، عبر صفحته على “فيسبوك” تصرف المستشفى قائلًا: “حد يرد، لما طفلة عندها ورم على المخ، وفيه مستشفى بيجمع مليارات يرفض دخولها”، متابعًا: “جنى مش محتاجة فلوس، بس محتاجة أجهزه اشتراها المصريون من جيوبهم للمستشفى، بس ٥٧٣٥٧ زي أي تاجر بيختار بضاعته، بتميز بين البشر”.
وأضاف مدير المركز المصري لحماية الحق في الدواء، في حسرة: “النهارده جنى، وإمبارح باسم، وأول إمبارح مالك، وقبلهم ندى وعصام، عندنا رصد شهري للحالات التي يتم رفضها من ٥٧٣٥٧”. وتساءل فؤاد: “سألنا في ١١رمضان، سؤالا نكرره تاني ومنتظرين رد.. لما المرحومة علا غبور مؤسسة المستشفى ماتت في ديسمبر ٢٠١٢، كانت طاقة الأسرَّة ٣١٢ سريرا، ومن وقتها جمع الفلوس شغال، في كام سرير جديد تم إضافتها؟”.

تظاهرة إلكترونية.. أنقذوا جنى

دشن عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاج “أنقذوا جنى”، تضامنًا مع الطفلة، كما نظموا مظاهرة إلكترونية، داخل “التقييم” الخاص بالصفحة الرسمية لـ”مؤسسة مستشفى سرطان الأطفال 57357″، هاجموا خلالها المستشفى ورفضه استقبال حالة الطفلة جنى، قبل أن تقوم إدارة الصفحة بحذف “التقييم” تمامًا، فجر اليوم. وارتكز مضمون المشاركات في هذه التظاهرة المهاجمة للمستشفى، حول حملات التبرعات التي تجمعها على مدار العام وتحديدًا خلال شهر رمضان، متسائلين عن مصادر صرفها، بينما شكك عدد منهم في مصداقية الجهات الخيرية في مصر، في الوقت الذي برر فيه البعض بأن هناك أزمة في عدد الأسرة داخل المستشفى، وأن قوائم الانتظار طويلة للغاية.
وكتب عدد من المشاركين في التظاهرة، منشورًا موحدًا، يناشد بإنقاذ الطفلة جنى، قائلين: “جنى من حقها تعيش، من حقها تحس بالحياة زي كل الأطفال، جنى مش مجرد طفلة ورقم في حياتنا، جنى روح تستحق الإنقاذ في أقرب وقت”، وطالب أحدهم: “عالجوا الغلابة، زى ما كبرتم بتبرعاتهم عالجوهم، أنقذوا الطفلة”.

مدير 57357: لا نستقبل حالات من خارج المستشفى

أكد الدكتور شريف أبو النجا، مدير عام مستشفى 57357، خلال كلمة له في لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، في 13 يونيو الماضي، إنه لا توجد “واسطة” داخل المستشفى إطلاقًا، على مدار 3 سنوات، هي فترة إدارته للمستشفى.
وشدد أبو النجا، على أن المستشفى لا يستقبل أي حالات تم علاجها خارجها، خصوصًا إذا كانت الحالة متدهورة، نتيجة تعرضها لخطة علاجية خاطئة، مفسرًا “وإلا كل مستشفيات البلد هاتحول لينا الحالات بتاعتها”.  ولفت إلى أن المستشفى “غير قائم على الربح على الإطلاق، بدليل أننا نعاني منذ فترة في دفع مرتبات قسم IT التابع للمستشفى”.
الموجز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى