منوعات

لماذا يتبرأ أولياء الأمور من «تعليم المدارس» ؟

 

 

مكنتش بروح المدرسة” كلمات قالتها الطالبة آلاء محمود عثمان الأولى على طلبة الثانوية العامة علمي علوم بمجموع 409.5، وهو الأمر الذي تكرر في تصريحات أغلب الطلبة الأوائل واولياء امورهم الذين تنصلوا من تعليم المدارس وكيف انهم لجأو إلى الدورس الخصوصية لاجتياز ابنائهم الثانوية العامة بهذا التفوق.  غير أن الأمر لم ينتهي فقط على عدم ذهاب الأوائل للمدارس، بل غن بعض أولياء الأمور يتباهى بإنفاقه قرابة 50 ألف جنيه على الدروس الخصوصية طوال العام، في دلالة مؤكدة على أن منظومة التعليم المدرسية بها خلل كبير دفع تلك الاهالي للاعتماد على مصدر تعليمي أكثر ثقة. وأعلنت وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفني، الإحصائيات الخاصة بالثانوية العامة للعام الدراسي الحالي، والتي تم إعتماد نتيجة النجاح فيها بنسبة 72.4%. وأمام تلك النتائج التي ظهرت اليوم، يبقى السؤال الأكثر أهمية، لماذا يتبرأ الطلبة وأولياء الأمور من تعليم أبنئاهم في المدارس ويتفاخرون بالاعتماد على الدروس الخصوصية، وإلى أي مدى أصبحت المدارس منفرة للطلبة، وأسباب ذلك؟ – غياب المدرسة  قالت الطالبة آية محمد عطية مجاهد، الحاصلة على المركز التاسع مكرر نتيجة الشعبة الأدبية للثانوية العامة على مستوى الجمهورية، إن الطلبة خاصة من لديهم رغبة قوية فى الحصول على درجات متفوقة لا يعتمدون سوى على الدروس خصوصية بداية من إجازة الصيف قبل الدراسة. وأكدت أيه للتحرير، أن غياب دور المدرسة الحقيقي وتدهور أوضاع التعليم وتكدس الفصول، وعدم قيام المدرسين بمهام عملهم، هي الأسباب الرئيسية فى لجوء أغلب الطلاب للدروس الخصوصية. وتمنت أيه أن تكون هناك مدرسة بها مدرسين يقدرون مصلحة الطالب ويقدمون شرح وافى للمناهج، حتى لا يكون الطالب عرضة للدروس الخصوصية، خاصة وأن تكاليف الدروس مرتفعة جدًا، مؤكدة أنها كانت تأخذ دروس خصوصية ونادرًا ما تجد طالب متفوق لا يحصل على دروس خصوصية “بحسب وصفها”.  شاهد أيضا التعليم: إحالة 94 حالة غش بالثانوية للنيابة العامة وزير التعليم: المدارس الحكومية اكتسحت المراكز المتقدمة فى نتائج الثانوية الأحد المقبل.. فتح باب تظلمات الثانوية العامة «الثانوية العامة»: نجحنا في منع التسريبات.. ونستعد للتظلمات الأحد – الوزارة السبب الرئيسى   قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية التعليم السابق، إن تباهي الأباء بإعطاء أولادهم دروس خصوصية في الثانوية العامة أصبح أمر طبيعى ومتوقع بسبب النظام المتبع للثانوية الذي تعتمدة وزارة التربية والتعليم. وأكد نور الدين للتحرير، أن الوزارة، أجبرت الطلاب على اللجوء للدروس الخصوصية بعدما جعلت الطريق الوحيد للالتحاق بالكليات خاصة القمة هو الدرجات فقط، واغفلت الجوانب الأخرى مثل القدرات والمهارات، مؤكداً أن الطلبة وأولياء الأمور مجني عليهم، وعلى الوزارة أن تغير من نظامها الحالي وتتبع نظام المهارات والقدرات بحيث يدرس الطلاب المواد التي تؤهله إلى الالتحاق بالكليات التي تتوافق مع مهاراته وقدراته. – التعليم خارج المدارس ويرى الدكتور كمال مغيث، الباحث والخبير التربوي، أن مسالة إنتشار ظاهرة الدروس الخصوصية، نتاج طبيعي لتدهور المنظومة التعليمية، وبالتالي فتباهي الأباء بذلك واعتبار الدروس الخصوصية الطريق للوصول للتفوق أمر واقعي، مشيراً إلى أن نسبة انفاق الدولة على التعليم ضعيفة ولا تكاد تصل إلى 3% فى حين الاستحقاق الدستورى 4% من اجمالى الدخل القومى. وأشار إلى أن تدهور مرتبات المعلمين سبب رئيسي في انهيار المنظومة التعليمية، منوها إلى أنه فى عصر الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان التعليم جيداً ولم تكن هناك أي مظاهر للدروس الخصوصية لوجود عقد اجتماعي للدولة في ذلك الوقت كان يراعي التعليم والصحة وغير ذلك، فى حين أن مصر منذ منتصف السبعينيات انتهى فيها العقد الاجتماعى. وأكد أن غياب العقد الاجتماعي للدولة، بدأ ينعكس على التعليم بانتشار المدارس الخاصة واستفحال الدروس الخصوصية، وانتهى الأمر إلى أن التعليم أصبح خارج المدرسة، وأغلب أوائل الثانوية العامة أكدوا على عدم ذهابهم للمدارس

 

 

 

 

التحرير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى