الأخبار

هل تشعل مظاهرات “جمعة الغضب” انتفاضة جديدة في “الأقصى”؟

منذ الجمعة الماضية، وتشهد منطقة مسجد الأقصى بالقدس أحداثا متتالية ضخمة، بدأت بعملية فدائية استشهد فيها 3 فلسطينيين وقُتل جنديان إسرائيليان، وأغلق بسببه المسجد لأول مرة منذ 40 عاما، ما أثار رفض شديد من الدول العربية.

وبعد عدة ساعات، فرضت قوات الاحتلال إجراءات أمنية منها نصب الحواجز العسكرية على كل المداخل المؤدية للبلدة القديمة ومحيطها، ومُنع أي فلسطيني لا يحمل عنوان هويته البلدة القديمة من الدخول أو الخروج، كما فرضت سلطات الاحتلال غرامات مالية على التجار، الذين يفتحون أبواب محالهم داخل الأسوار، ثم أعادت فتح المسجد الأقصى، عقب وضع بوابات إلكترونية على البوابات.

وفي الثلاثاء الماضي، صلى الفلسطينيون خارج المسجد الأقصى بعد أن رفضوا المرور من البوابات الأمنية، ما أشعل الاشتباكات بين الطرفين مجددا وتسبب في إصابة خطيب المسجد الأقصى عكرمة صبري، و20 فلسطينيا، وفي اليوم التالي أيضا اعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي على المصلين الفلسطينيين عند باب الأسباط، تجددت أمس أيضا ووصفت بالعنيفة.

وفي آخر إجراء اتخذته فلسطين مساء أمس، وضعت 5 كتائب عسكرية كقوة احتياط استعدادا لاحتجاجات فلسطينية محتملة، اليوم الجمعة، وهو ما تم بالفعل حيث جرت اشتباكات عنيفة بينهم وبين الفلسطينين، أسقطت حتى الآن 400 مواطنا، بحسب الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو ما دفع الكثيرين لوصف الأحداث بـ”جمعة الغضب الفلسطينية”، واعتبارها إرهاصات لانتفاضة جديدة بالأراضي المحتلة.

لم يتفق السفير علي جاروش، مدير الشؤون العربية السابق بجامعة الدول العربية، مع ذلك الرأي، قائلا إن الوضع الفلسطيني غير قادر على القيام بانتفاضة ثالثة، وأن ما يحدث هو تعبير عن حالة الغضب التي تجتاح المواطنين إثر منع إسرائيل للمصلين من دخول المسجد الأقصى.

وأضاف جاروش، في تصريح لـ”الوطن”، أن الوضع العربي أيضا لا يسمح بانتفاضة جديدة نظرا للأحداث الإرهابية والحروب التي تمرّ بها البلدان في المنطقة، مؤكدا أن الأمر يحتاج لحل سياسي سريع مع إسرائيل.

وأيدّه في الرأي نفسه، الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، والخبير في شؤون الشرق الأوسط، مؤكدا أن الاشتباكات لا تنذر بإمكانية قيام انتفاضة ثالثة، مشيرا إلى أن التصعيد الحالي نتيجة وضع إسرائيل لتلك البوابات الإلكترونية، موضحا أن تل أبيب تسعى من خلال ذلك الأمر لكسب فرصة ممارسة أعمار الحفر للمستوطنين بمحراب الهيكل، من أجل إنهاء آخر وجود عربي إسلامي بالمناطق المقدسية لتأكيد “أحقية إسرائيل” بتلك الأماكن.

وتابع فهمي أن الأحداث الجارية تبنأ بأحد السيناريوهين، إما أن يتدخل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن لطلب جلسة طارئة بمجلس الأمن لإنهاء الأمر ولوضع الأماكن المقدسة الفلسطينية تحت الحماية الدولية، موضحا أن ذلك سيلقى قبولا ضخما بالمجلس لتأييد فرنسا وروسيا والصين وبريطانيا “أصحاب الفيتو” للموقف الفلسطيني.

أما السيناريو الثاني، وفقا لأستاذ للخبير في شؤون الشرق الأوسط، هو تقديم الملك سلمان، العاهل السعودي، بطلب عقد جلسة عربية مصغرة بالجامعة العربية، لاتخاذ التدابير والإجراءات اللازمة لمساعدة الشعب الفلسطيني ووقف الاشتباكات.

فيما يرى السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن تلك الاشتباكات هي انفجارات صغيرة نتيجة الغضب الكامن لدى الشعب الفلسطيني، متوقعا إمكانية عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن بناء على طلب من الدول العربية لوقف تلك الاشتباكات، لكونها تهدد الأمن والسلم الدوليين.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى