منوعات

أسعار الأجهزة الكهربائية تغتال فرحة العروسين

 

 

عصفت أسعار الأجهزة الكهربائية بأحلام العروسين بعد أن شهدت الأشهر الماضية موجات متتالية من غلاء الأسعار، خاصة بعد تحرير سعر الصرف وزيادة أسعار الوقود، وتخطت الزيادة 100٪ لكثير من الأجهزة، فأصبحت الأدوات الكهربائية عبئًا  جسيمًا لا تتحمله ميزانية أى شاب فى مقتبل العمر، ولكونها من أساسيات كل بيت ولا غنى عنها فقد لجأت الشركات للمغالاة فى الأسعار بلا مبرر، حتى تحول حلم الزواج إلى كابوس.. فلجأ البعض إلى الشراء بالتقسيط بينما لم يجد آخرون أمامهم سوى تأجيل الزفاف، خوفًا من الغرق فى بحر الديون.

تشير الأرقام إلى أن حجم إنتاج الأجهزة الكهربائية يصل لنحو 5 ملايين جهاز، وتعد الثلاجات فى المقدمة بمعدل إنتاج سنوى يصل لنحو مليون و423 ألف ثلاجة تليها الغسالات بنحو مليون و300 ألف ثلاجة أم البوتاجازات فيقدرحجم إنتاجها بنحو 2 مليون والسخانات بنحو 639 ألفا والتكييفات 400 ألف جهاز.

حالة من الركود يعانى منها التجار بشارع عبدالعزيز الذى اشتهر ببيع الأدوات الكهربائية بأسعار الجملة، وكل ما يلزم المنزل من أدوات من الإبرة للصاروخ، ويلجأ إليه الأهالى خاصة العرائس لشراء احتياجاتهم، نظرًا لكون الأسعار هناك تعد الأرخص وتتنوع فيه المنتجات والأسعار طبقًا لمستوى الجودة، خلال الآونة الأخيرة وبالتحديد قبل تعويم الجنيه اشتعلت أسعار الأجهزة الكهربائية، والتى بدأت فى الصعود بعد تطبيق القرار رقم 25 لسنة 2016 والخاص بتعديل بعض فئات التعريفة الجمركية لعدد من السلع الواردة والتى كانت الأجهزة الكهربائية من ضمنها، ومنذ ذلك الحين والأسعار فى انفلات متواصل، حيث جاءت الزيادة الأكبر بعد تحرير سعر الصرف وارتفعت الأسعار بمعدلات تتراوح ما بين 50٪ إلى 70٪ فى كثير من المنتجات فى الوقت الذى تراجعت فيه معدلات الاستيراد بنحو 80٪ بعد تحرير سعر الصرف وارتفاع الدولار، حيث تشير البيانات إلى أن قطاع الأجهزة الكهربائية يعتمد على 60٪ من الخامات ومستلزمات الإنتاج من الخارج، و40٪ من المستلزمات المحلية، ويتم استيراد تلك المستلزمات من الصين وتركيا وأوروبا، وقد أدى ارتفاع الدولار إلى تراجع حجم الاستيراد لدى بعض الشركات بينما لجأت شركات أخرى إلى رفع أسعار الأجهزة الكهربائية فى الأسواق وتوقع مسئولو الغرف التجارية ارتفاع الأسعار بمعدلات تتراوح من 7 إلى 10٪ بعد زيادة أسعار الوقود والتى سيتحملها المستهلك باعتبار أن تلك الأجهزة لا غنى عنها فى كل بيت فهى أساس المنزل، ولا يمكن أن تكتمل فرحة العروسين إلا بشرائها حتى ولو بالتقسيط أما عن الأسعار فقد اختلفت من ماركة لأخرى، فقد وصل سعر بوتاجاز يونيفرسال 5 شعلة إلى 4800 جنيه والبومبيه 5 آلاف جنيه وبوتاجازات فريش 5 شعلة 4750 جنيهًا ، وهناك بعض الأنواع تبدأ أسعارها من 800 جنيه 4 شعلة و5 شعلة بـ1260 جنيهًا حسب الإمكانيات، أما الثلاجات فقد بدأت أسعارها من 3400 جنيه للثلاجة آلاسكا 12 قدم ووصل سعر ثلاجة كريازى 14 قدم إلى 6220 جنيهًا وثلاجة شارب، التى تبدأ أسعارها من 4600 جنيه إلى 16 ألف جنيه، أما الغسالات فقد اختلفت أسعارها أيضًا فقد تراوحت أسعار الغسالات الأوتوماتيك من 2000 جنيه حتى 8500 جنيه، ووصل سعر غسالة وايت ويل 7 كيلو إلى 5 آلاف جنيه، وشارب 4750 جنيها وسامسونج 7 كيلو إلى 5500 جنيه، أما المراوح فقد وصل سعرها إلى 1000 جنيه لبعض المرواح، فهناك مروحة فرش، التى تراوحت أسعارها من 500 إلى 1000 جنيه وتوشيبا تراوحت أسعارها من 450 إلى 700 جنيه، أما شاشات التليفزيون فقد قفزت أسعارها بصورة ملحوظة و كانت أغلاها شاشات LG والتى تبدأ أسعارها من 5 آلاف جنيه للشاشات الصغيرة حسب المشاركة و9200 جنيه للشاشة 49 بوصة حتى 50 ألف جنيه للشاشة 79 بوصة سمارت ويب وتجاوزت الزيادة فى أسعار التكييفات نسبة 100٪ حتى تراوحت أسعار التكييفات 1٫5 حصان من 6 آلاف جنيه حتى 8 آلاف جنيه.

أكد أصحاب المحلات أن الأسعار منذ نهاية عام 2016 فى ارتفاع متواصل.. يقول الحاج رمضان البدرى: ما يحدث من موجات غلاء متتالية لأسعار الأجهزة الكهربائية ما هو إلا جشع من التجار وأصحاب المصانع، فالأسعار فى زيادة مستمرة، ولا يوجد مبرر لذلك فمستوى الجودة لم يتغير، وهناك بعض الشركات تقوم برفع أسعار منتجاتها شهريًا، فهناك بعض المراوح اشتعلت أسعارها ووصل سعرها إلى 1000 جنيه مثل مراوح فريش، ويرجع ما يحدث الآن لغياب الرقابة من قبل المسئولين، فعلى الرغم من غلاء أسعار المكونات الصناعية، التى يتم استيرادها من الخارج إلا أن هذا السبب لا يعد مبررًا لزيادة الأسعار، كما أن زيادة الوقود لن يكون سببًا أيضًا لاشتعال الأسعار كما يحدث الآن، ويستكمل قائلا: اعتدنا منذ سنوات على أن الأسعار ترتفع عندما يزداد الطلب ويقل المعروض أما الآن فما يحدث لا يوجد له مبرر على الإطلاق.

فما يحدث هو استغلال من أصحاب المصانع لكون تلك الأجهزة لا غنى عنها، حتى بلغت الزيادة الآن نحو 200٪ تقريبا لكافة الأجهزة، فقد بلغ سعر أقل ثلاجة 12 قدم نحو 3400 جنيه بعد أن كانت تباع بـ2000 ،جنيه وبلغ سعر ثلاجة شارب 18 قدم نحو 8700 جنيه، كما قفزت أسعار البوتاجازات أيضا لتتراوح أسعارها من 800 جنيه للبوتاجاز 4 شعلة بعد 400 جنيه والبوتاجازات 5 شعلة وصلت أسعارها إلى 5800 حسب أنواعها، والسخان 50 لتر وصل إلى ألف جنيه بعد أن كان يباع بـ500 جنيه فقط، ويصل سعر أقل غسالة أوتوماتيك 8 كيلو إلى 3500 جنيه أما محمد جندى، تاجر، فيقول: تكلفة النقل زادت بنسبة 35٪ تقريبًا بعد زيادة أسعار البنزين مؤخرًا، ونأمل أن تعود الأسعار كما كانت من قبل، فالأسواق تعانى من حالة ركود منذ انتهاء شهر رمضان، ويقول: هناك زبائن تأتى للبحث عن أدوات كهربائية بأسعار منخفضة خاصة العرائس فيطلب الزبون ثلاجة وغسالة وبوتاجاز بسعر فى متناول يده، وهنا لا يشترط منتجًا بعينه، بل يبحث عما يمكنه أن يفى بالغرض المطلوب، لاستكمال زواجه وهناك آخرون يبحثون عن منتجات بعينها فى جهاز العروسة، فعلى سبيل المثال يصل سعر أقل ثلاجة 9 قدم إلى 2800 جنيه وهناك جولدى 10 قدم بـ3050 جنيها والغسالات تبدأ من 2900 جنيه حتى 15 ألف جنيه.

دمرت موجات الغلاء فى الأسعار فرحة العروسين بعد أن اشتعلت أسعار الأجهزة الكهربائية فى الأسواق، ولم يعد الشباب المقبلون على الزواج قادرين على تحمل شراء ثلاجة يصل ثمنها إلى 3 آلاف جنيه وبوتاجاز وغسالة تصل قيمتهما لأكثر من 7 آلاف جنيه، هذا بخلاف باقى احتياجات عش الزوجية، هذا ما أكده لنا خالد عيد أحد الشباب المقبلين على الزواج، الذى يبلغ عمره 37 سنة، قائلا: أصبحت أسعار الأجهزة الكهرباء تفوق قدرة الشباب فعندما بدأت بتجهيز شقة الزوجية صدمت بالأسعار، وعندما حاولت الاستغناء عن أى جهاز لم أتمكن من ذلك، نظرًا لاحتياج المنزل للثلاجة والغسالة والبوتاجاز، ولم يعد فى استطاعتى شراؤها، فراتبى الضئيل لا يتحمل تلك الأسعار الباهظة، كما أن والدة العروسة رفضت شراء منتجات على قد اليد، وأكدت لى أن ابنتها ليست أقل من أى بنت فى العيلة، لذا لم يكن أمامى سوى اللجوء لشراء الأجهزة بالتقسيط أو تأجيل موعد الزفاف، وفى الحالتين ستكون هناك معوقات أمامى، فنظام التقسيط يصاحبه مغالاة فى أسعار الفائدة واستغلال من قبل التجار لكنه يعد الحل الوحيد أمامى نظرًا لعدم استطاعتى تأجيل موعد الزفاف، خوفًا من المشاكل الأسرية.

أما هنا عبدالحميد، فقد اتفقت أسرتها مع أهل العريس على أن تتحمل شراء الغسالة والبوتاجاز ومستلزمات المطبخ وشاركت فى الحديث قائلة: تمت خطبتى منذ عامين ومنذ ذلك الحين بدأت فى شراء الجهاز وقمت بتأجيل شراء الأجهزة الكهربائية لحين الانتهاء من تشطيب الشقة إلا أننى فوجئت بارتفاع غير مسبوق فى الأسعار، بالمقارنة بالعام الماضى وأصبحت عاجزة عن شراء باقى الأجهزة ، فأنا من أسرة متوسطة الحال وأوضاعنا الحالية لا تتحمل هذا الغلاء، فقد أنفقت أسرتى كل ما تملك على جهازى وقامت والدتى بعمل جمعيات لشراء الجهاز لكننا صدمنا بالأسعار، فكل ما لدىّ الآن هو 10 آلاف جنيه ولن يكفى هذا المبلغ لشراء باقى احتياجاتى، خاصة أن الأدوات المنزلية أيضًا ارتفعت أسعارها للضعف وتقول بلهجة يائسة: ما يحدث الآن من مغالاة فى الأسعار سيؤدى لعزوف الكثيرين عن الزواج.

أما إبراهيم السيد، فقد وقف أمام أحد المحلات يحسب ما تبقى لديه من أموال ويسأل عن الأسعار التى دمرت أحلامه وطموحاته بإتمام مراسم الزفاف فى بداية العام الجديد، قائلا: الأسعار كل يوم فى زيادة، فكل ما أدخره لن يكفى فى ظل موجات الغلاء اليومية، فكل يوم نستيقظ على زيادة جديدة فى الأسعار بلا مبرر، فأسعار الثلاجات المعقولة تصل إلى 6 آلاف جنيه والسخانات بلغت أسعارها ألف جنيه وحتى المراوح وصل سعرها أقل مروحة إلى 500 جنيه وشاشات التليفزيون وصلت 3 آلاف  جنيه للأنواع البسيطة ويتساءل: كيف يمكن لشاب فى مقتبل العمر أن يؤسس شقة وأسعار الأجهزة الكهربائية وحدها تتخطى الـ20 ألف جنيه؟

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى