وحقيقة اتصالات الإخوان بالجمهوريين في أمريكا!
من الخطأ تصور أن الديمقراطيين في أمريكا هم وحدهم حماة الإخوان أو أن الجمهوريين هم أعداؤهم داخلها.. ولعلنا مازلنا نتذكر كيف كان الإخوان بعد تنحي مبارك هم قبلة للزائرين الأمريكيين لمصر ديمقراطيين وجمهوريين، وكان أبرز الجمهوريين السيناتور ماكين، الذي كانت اتصالاته المباشرة مع كيري بالمهندس خيرت الشاطر، هي التي أنهت مشكلة احتجاز المتهمين الأمريكيين في قضية التمويل الأجنبي داخل مصر، ومنعهم من السفر، ولذلك كان لافتا للنظر أن ماكين اختص الإخوان وقياداتهم بالشكر بعد السماح لهؤلاء المتهمين بالسفر خارج مصر وعودتهم إلى بلادهم.
لذلك لا يجب أن نعول كثيرا على حصول الجمهوريين على رئاسة أمريكا مجددا، ونتوقع انقلابا في العلاقات المصرية الأمريكية لصالحنا بعدها.. ولنتذكر أن التربص المباشر بمنطقتنا بدأ في ظل رئاسة الجمهوريين لأمريكا في عهد بوش الابن، الذي ظهرت إبان حكمه المسنود بالمحافظين الجدد نظرية الفوضى الخلافة، وبدأ تنفيذها بخطى حثيثة من قبل إدارته.. وعندما جاء أوباما فإنه مضى قدما في تنفيذ الفصل الأخير لهذه النظرية التي كانت تستهدف إثارة فوضى عارمة في بلادنا ومنطقتنا لتسني للأمريكان إعادة صياغتها مجددا في شكل دولارات صغيرة جديدة، وبحيث يتم تفويض كل جيوشها العتيدة.
صحيح أن الجمهوريين يستخدمون الآن مسألة الإخوان لإحراج أوباما وكسب نقاط انتخابية ضده لصالحهم، لكن ذلك لا يعني أنهم لا يتصلون بدورهم بالإخوان.. والوفد الإخواني الذي زار أمريكا قبل شهر مضى، مثلما التقى بمسئولين في الخارجية الأمريكية، التقى بأعضاء في الكونجرس من الجمهوريين.
فيتو
