الأخبار

«قرى الصعيد» موتى على قيد الحياة….

 

27

بيده الصغيرة يمسك الطفل بالحبل، من خلفه تخطو الأبقار مقيدة بأجسادها الضخمة، وسط الأراضى الرملية، التى تحد الزراعات المترامية الأطراف على حدود القرية.. وبخطوات قليلة داخل مدق ترابى شديد الضيق ينتهى بمنحدر، تنحصر تلك المساحة من الأراضى المنزرعة، وتظهر بيوت طينية مسقوفة بالأخشاب وجذوع الأشجار، وأخرى بـ«الجريد» المربوط بالحبال، بُنى أحدها على مرتفعات وأخرى وسط منخفضات غير منتظمة، وفى الوسط ممر ضيق يشطر القرية نصفين، تظهر فى بدايته لافتة ممهورة باسم «الفقيرة».. قرية صغيرة تقع فى أقصى قرى شرق النيل على أطراف محافظة بنى سويف وتتبع رسمياً مركز «ببا». يتماهى فى أرض «الفقيرة» التى لا تتعدى العشرة أفدنة بياض الصخر، مع خضار الزرع المنحوت فى الجبال، ويعانى سكانها من الفقر المدقع، الذى جعل من اسم القرية اسماً على مسمى، فبخلاف غياب الخدمات من عدم وجود مستشفى لعلاج الإصابات المتعددة من الثعابين والحيوانات المفترسة، إلى عدم وجود مواصلات تربط بين القرية والمرافق فى مركز «ببا»، الذى يفصله عنها نهر النيل، ولا يوجد سوى «لانشات» تغرق أحياناً بهم حين يهمون بالعبور للبر الآخر، علاوة على مساحتها التى لا تتعدى العشرة أفدنة، فيهجرها شبابها الذى لا يجد فيها ما يقتات منه لقمة عيشه، وسط الفقر المدقع الذى يغرقون فيه.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى