الأخبار

سيادة الرئيس.. احذر هدم دولة المؤسسات

 

182

 

تحدثت أمس عن المخطط الجهنمي الذي يقوده فصيلان في مصر الآن لتجريف الحياة السياسية بالبلاد، وقلت إن الحزب الوطني المنحل ودعاة الناصرية الذين نصبوا أنفسهم علي المصريين بأنهم حماة حقوقهم،

يسعون بكل الوسائل لأن يقنعوا الرئيس عبدالفتاح السيسي بأنه لا توجد أحزاب سياسية في مصر وأن هذه الأحزاب ضعيفة وهشة وغير مؤهلة لأن تتحمل المسئولية!! .. وبالأمس قمنا بالرد علي هؤلاء الذين لا يراعون الله في مواقفهم ويجحدون علي الاحزاب حقيقتها.. لكن لي سؤال: ومن يتحمل المسئولية السياسية، طالما أن كل الاحزاب ضعيفة؟ لماذا تصرون علي تجريف الدولة من مؤسساتها؟! ولماذا تتجاهلون أن خريطة المستقبل التي بها ثلاثة استحقاقات مهمة، تحقق منها اثنان وهما وضع دستور للبلاد وانتخابات رئاسية نزيهة والثالث وهو القادم انتخابات برلمانية وهذه الاستحقاقات الثلاثة هي نواة دولة المؤسسات، فلماذا الإصرار الشديد علي تدمير ذلك؟!.. التصرفات الهجومية علي الاحزاب السياسية خاصة حزب الوفد، لا تفسير لها إلا القضاء علي دولة المؤسسات بالاضافة إلي محاولتهم خلق نظام حكم فرد مطلق، وهذا لن يحدث أبداً في مصر مرة أخري بعد ثورتين عظيمتين في 25 يناير و30 «يونيو» ولدي قناعة كاملة بأن الرئيس السيسي يدرك هذه الحقائق كاملة، ولن يرضي أبداً لمصر أن تعود إلي الوراء عشرات السنين، فالرجل أعلن ويعلن ويؤكد أننا نبني حالياً مصر الجديدة، لكن الذي يزعجني ويخيفني هو الخطاب الإعلامي الجديد للحزب الوطني ورجال الاعمال ودعاة الناصرية الذين يعملون لدي هذين الطرفين، إنهم يصدرون مشهداً غير أمين للرئيس من خلال وسائل إعلامهم التي يصرف عليها الملايين من الأموال.. تصدير هذا الخطاب يقلق تماماً، رغم أنه خطاب مزيف لا يعبر عن جموع المصريين الذين خرجوا في الثورتين العظيمتين.. وعلي رأي المثل «العيار الذي لا يصيب يدوش».
أخشي ما أخشاه أن تكون الغلبة لهؤلاء الذين يصرفون يومياً الملايين من أجل تصدير خطاب إعلامي مزيف يهدف إلي إقناع الرئيس بواقع مخالف للحقيقة.. وعلي رأس هذه الحقائق المزيفة تصدير مشهد أن الاحزاب ضعيفة.. لا أحد ينكر أن الحزب الوطني في السابق كان يمارس انتهاكات شديدة بحق الاحزاب وعلي رأسها حزب الوفد، ورغم ذلك لم تضعف عزيمة الحزب ولا صحيفته طوال ثلاثين عاماً من كشف بؤر الفساد وتسليط الاضواء عليها، والمناداة بالحرية للشعب العربي وضرورة تطبيق الديمقراطية وبناء دولة المؤسسات.. والحمد لله نحن الآن علي أعتاب هذه الدولة الجديدة، لكن هناك دعاة الفوضي والمصالح الخاصة الذين يسعون لهدم كل شيء ويصرون علي العودة بنا إلي ما قبل 25 يناير 2011!!.
الذين يزعمون ضعف الأحزاب حالياً، أدعوهم إلي زيارة حزب الوفد صاحب أكبر مقرات حزبية بالبلاد في المدن والقري والكفور والنجوع، أدعوهم إلي الالتقاء بوزراء حكومة الظل أو الحكومة الموازية بالحزب، ليسمعوا ويقرأوا الخطط والمشروعات التنموية، والحلول الرائعة لكافة مشاكل مصر.. أدعوهم إلي لقاء الناس في العزب والكفور ليروا ماذا يقدم لهم حزب الوفد، أدعوهم للقاء بهاء الدين أبوشقة للاطلاع علي خطط التربية السياسية لإعداد شباب مصري وطني قادر علي تحمل المسئولية، أدعوهم لحضور اجتماعات الهيئة العليا للحزب ومكتبه التنفيذي برئاسة الدكتور السيد البدوي للاطلاع علي خطط تنمية الوطن والانحياز لمشاكل المصريين واحتضان الفقراء وإيجاد حلول لأن يعيشوا حياة كريمة.
سيادة الرئيس: هناك مخطط جهنمي يهدف إلي تعطيل حركة بناء مؤسسات الدولة يقوده أصحاب رؤوس أموال ضخمة لديهم اصرار علي العودة بنا إلي ما قبل 25 يناير.. وهؤلاء يصدرون مشهداً إعلامياً بشعاً للتأثير علي صانع القرار.. وفي الحقيقة فإن وسائل إعلامهم التي يصرف عليها الكثير من الأموال تتصدر هذا المشهد، وأصواتهم عالية تطغي علي أي صوت وطني يريد بناء مصر الحديثة التي بدأنا وضع أقدامنا علي عتباتها!!
الدستور يمنع تماماً عودة حكم الفرد الواحد، ويؤكد مبدأ تداول السلطة وهذا لن يتحقق أبداً إلا بوجود أحزاب تحت قبة البرلمان، والأفراد أصحاب الأموال لا ينفعون لهذه المهمة، لأن هدفهم الأول والأخير هو تحقيق مصالحهم ومنافعهم فقط.
الهجوم علي الاحزاب وخاصة حزب الوفد الذي يعد حالياً أكبر الاحزاب المدنية ومؤهلاً لتولي السلطة، يلقي هذا الهجوم البشع لإثنائه عن دوره الوطني،ومن ثم وأد دولة المؤسسات، ومنع تداول السلطة والرجوع بالبلاد إلي الخلف عشرات السنين.
سيادة الرئيس إذا كانت هناك أحزاب كثيرة حالياً فليس معني ذلك أنها كلها علي نفس الدرجة، وفي بلاد الدنيا كلها توجد أحزاب كثيرة، لكن من بينها اثنان أو ثلاثة أقوياء ولديها المقدرة علي تحمل المسئولية.. وحتي لو افترضنا أن كل الاحزاب علي درجة واحدة من الضعف فالواجب علي الدولة دعم الأحزاب وتقويتها، لأنه لا تداول للسلطة بدون أحزاب، وهل سمعنا مثلاً أن يتم تداول السلطة من خلال أفراد؟!
دولة المؤسسات بدأت أولي خطواتها، والمعطلون بدأوا أيضاً خطوات التجريف لها، ولا أعتقد أبداً أن الرئيس السيسي الذي اختاره الشعب ليؤسس للدولة الجديدة سينساق إلي دعاة التخريب والتجريف السياسي فاحذرهم.


الوفد

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى