منوعات

لهذا السبب يكره الناس القطط السوداء

رغم أن القطط مخلوقات رقيقة وجميلة شكلا وأليفة وتُربى كثيرا في المنازل، إلا أن هناك تاريخا من الخوف والتشاؤم من القطط سوداء اللون، يرى البعض أنها نذير شؤم إذا ما صادفته في بداية اليوم، بينما يعتقد آخرون بأن القطط السوداء تتلبسها روح الجن.

لكن قبل أن يخشى الناس من القطط السوداء، حظيت القطط عموما بمكانة عظيمة في المجتمعات القديمة، ويقول تشارليز باناتي البروفيسور بجامعة كولومبيا في كتابه “أصل الأشياء”، إن القطط احتلت مكانة رفيعة منذ تم استئناسها في مصر القديمة منذ نحو 3000 قبل الميلاد.

وكانت القطط في مصر الفرعونية، محمية بقانون يمنع أذيتها وقتلها، وكانت العائلات تدفنه كأحد أفرادها تماما، كما أولت اهتماما خاصا بجثث القط، فوضعتها في أكفان من الكتان ثم في صناديق حفظ المومياوات المصنوعة من مواد غالية كالبرونز والخشب النادر، حتى إن علماء اكتشفوا مقابر كاملة تحتوي قطط محنطة.

ويضيف “باناتي” أن شعبية القطط وحب الناس لها عم جميع الحضارات، فتظهر بعض الكتابات الشعبية الكبير لها في الهند والصين فقد كان “كونفوشيوس” يحتفظ بقط محبب لديه، بينما في الوطن العربي، يقال إن النبي محمد خطب ذات مرة وهو يداعب قط بيده.

اليابانيون أيضا كانوا يحتفظون بالقطط في معابدهم لحماية المخطوطات المقدسة، كما اعتُبر أن مرور القطط أمام الأشخاص “فأل حسن”.

أما الخوف من القطط السوداء، فقط ظهر في العصور الوسطى في أوروبا وبريطانيا، حين تزايدت صفات العناد والتسلل والسرقة في القطط مع تزايد مفاجئ في أعدادها، وزاد الأمر سوءً مع انتشار السحرة في أور,با ولجوء العجائز إلى ممارسة السحر الأسود مع قططهن السوداء.

وتروي السجلات البريطانية قصة تعود للقرن الـ16، حين رأى أب وابنه قط أسود يندفع نحو منزل امرأة معروفة بممارسة السحر، وفي صباح اليوم التالي، شاهد الرجل المرأة وجسدها مليء بالخدوش، ومنذ ذلك الوقت ساد اعتقاد بأن القطط السوداء، هي الساحرات اللاتي يمارسن السحر في النهار، ويتحولن إلى قطط في المساء ليتجولن من دون أن يتعرف عليهن أحد.

وحاولت المجتمعات القضاء على القطط، حتى إن نساء بريئات ذهبن ضحايا لامتلاكهن القطط وماتوا بالحرق، كما قدم الناس الأطفال الذين يولدون بعيون براقة قربانا لخوف الناس من أن تتلبسه روح قطة شريرة، كما أحرقت في فرنسا آلاف القطط شهريا حتى جاء الملك لويس الثالث عشر في ثلاثينات القرن الـ17 فألغى ذلك الإجراء.

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى