الأخبار

ترددت كثيرا في نشر هذه القصة من قبل لكن بعد سماعي قصص مقززة ومؤلمة عن التحرش اليوم قررت أنشرها.

images

ترددت كثيرا في نشر هذه القصة من قبل لكن بعد سماعي قصص مقززة ومؤلمة عن التحرش اليوم قررت أنشرها.  في عام ٢٠٠٨ عرفت بنت أمريكية كانت باحثة في التاريخ العربي والإسلامي وكانت تحيا في مصر لفترة من الوقت.  كانت قد زارت العديد من الدول الإسلامية والعربية وكانت مهتمة بموضوع التحرش الجنسي في هذه الدول وأسباب كثرة التحرش فيها.  للأسف لم تجد أي أرقام حقيقية عن نسب التحرش في هذه الدول، بسبب أن وسائل القياس هي في العادة المحاضر الرسمية وغالبا المحاضر الرسمية لا تحدث بسبب خوف البنت من الوصم الإجتماعي أو بسبب أن القسم نفسه يرفض تحريرها لتعاطفه مع الجاني ويفضل أن ينتهي الموضوع “ودي”.  فقامت هي بتجربة ميدانية شجاعة.  قامت بنفسها بإرتداء زي عادي معين كانت ترتديه في نيويورك في أمريكا وتستقل به أكثر وسائل المواصلات إزدحاماً وهو المترو، لفترة لا تزيد عن خمسة عشر دقيقة، ثم إرتدت نفس الزي في الدول التي زارتها ذات سمعة التحرش العالية، وركبت في كل من هذه الدول أزحم وسيلة مواصلات لمدة ١٥ دقيقة أيضا لترى هل سيقوم أحد بالتحرش بها أم لا وإن حدث، كم مرة.  ذهبت لأفغانسان وباكستان وعدة دول أخرى لا أتذكرها الآن وفي مصر قررت تكرار التجربة، ولقد رأيتها شخصيا بهذا الزي قبل أن تقوم بتجربتها في مترو الأنفاق المصري.  بعد رؤيتي لزيها (العادي بالمنطق الأمريكي والعاري بالمنطق المصري) نصحتها بكل إصرار على أن لا تجرب التجربة لإن من خبرتي المتواضعة كنت متوقع بأحسن الأحوال أن لا تخرج من هذه التجربة حية.  المهم بعد التجربة المريرة تأكدت هي أن مصر هي أكثر الدول في معدلات التحرش من كل الدول التي زارتها، وأتت لها صدمة عصبية ونفسية لأسابيع.  كنت أتمنى وقتها أن يخسف الله بنا الأرض قبل أن نصبح شعب نصفه من الخنازير والذئاب يرى التحرش حق طبيعي له والنصف الآخر من الخرفان والحملان الذين لا يقفون للمتحرش.  خرجت هي من هذه التجربة بالكثير من النتائج عن الثقافة الدينية والمجتمعية وعن الإسلام والمجتمع المصري، نتائج لم أتفق معها ولكني لم أستطيع أن أجادلها أو أن ألومها.  وكانت هذه مرة من المرات التي شعرت فيها بقمة الخزي والعار لكوني من هذا البلد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى