منوعات

مفاجأة.. ياسر عرفات حذر السادات من الاغتيال قبل استشهاده..

 

 

أرسل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، رسالة إلى الرئيس الراحل محمد أنور السادات يحذره فيها من محاولة اغتياله، قبل استشهاده في احتفالات نصر السادس من أكتوبر بأربعة أيام فقط، ولكنه لم يأخذها على محمل الجد.

وصلت رسالة أبو عمار إلى مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة، أول يوم من شهر أكتوبر 1981، وكان قد سبقها عدة محاولات تستهدف اغتيال الرئيس السادات، وتنفيذ أعمال تخريبية.

روى الكاتب الصحفي محمد صلاح الزهار تفاصيل الرسالة التحذيرية التي وصلت من أبو عمار إلى الرئيس السادات عبر رسول وهو سعيد كمال القيادي بمنظمة التحرير الفلسطينية.

قال الزهار إنه في صباح يوم 2 أكتوبر عام 1981 – قبيل اغتيال السادات بأربعة أيام فقط – وصل سعيد كمال إلى بيت الرئيس السادات بالجيزة، وقبل أن يدخل للقائه تم إبلاغه أن الرئيس ليس لديه أكثر من عشر دقائق فقط، وعليه أن يختصر فيما يريد أن يقوله له.

وأضاف الزهار أن الرئيس السادات كان واقفا فى منتصف صالون بيته وبملابسه الكاملة، وقد بادره بالسؤال: خير، روى كمال ما لديه، وأعطى السادات نص الرسالة المرسلة من ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبينما كان يطالع نص الرسالة، قال كمال بلهجة جادة: عفوا سيادة الرئيس فقد قررت أن آتي إلى فخامتكم مباشرة لخطورة الموضوع ولعنصر السرعة دون انتظار لا لـ “نبيل شعث” أو لـ “سيد مرعى”.

وأشار الزهار إلى أن السادات لم يعلق على ما قاله كمال وواصل قراءة الرسالة، وبعدما انتهى من القراءة انتابته حالة من الغضب الشديد وقال باستنكار: “إيه، وأكمل كلامه بغضب قل لياسر يحمي نفسه أولا”، تكهرب الجو تماما، ولم يشأ كمال أن يرد بكلمة، وتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعه فى تلك اللحظات، وكان يتحين أية فرصة للابتعاد عن وجه السادات.

 

وتابع الزهار أن الصمت ساد المكان تماما، وسرح السادات وبدا أنه يفكر فيما قرأ، ثم نظر إلى كمال، وقال بلهجة حاول أن يجعلها هادئة: “اذهب وبلغ أسامة الباز بهذه الرسالة”، وقد أدرك أن السادات راجع نفسه لخطورة المعلومات الواردة فى رسالة عرفات، فتشجع وقال: هل أبلغ اللواء سعيد الماحي مدير المخابرات؟ ورد السادات: قلت لك بلغ أسامة الباز.

وقال الزهار إنه بالفعل ذهب كمال بالرسالة إلى أسامة الباز الذى سأله عن تقديره لأهمية الرسالة وكان الرد عليه أنه عندما تجئ مثل هذه الرسالة من “أبو عمار” و”أبو إياد” معا فمعنى ذلك أن الأمر جاد”.

وأوضح الزهار أن سعيد كمال عندما قرأ رسالة أبو عمار أدرك معناها على الفور فصياغتها تعنى فى رأيه أن المنظمة لديها معلومات عن مخطط لاغتيال السادات، ومن المحتمل أنه أحس بضغط عنصر الوقت، أو أراد كسب ميزة مع السلطات المصرية، فقرر ألا ينتظر واتصل مباشرة بتوفيق قورة من سكرتارية الرئيس، ليطلب لقاء السادات لأمر عاجل، وعاد قورة يتصل به عند منتصف الليل فى بيته ويطلب منه أن يتواجد فى بيت الرئيس فى الجيزة قبل الساعة الثامنة صباحًا.

 

وأشار الزهار إلى أن أحاديث مؤامرات اغتيال السادات كانت قد تجددت فى القاهرة خلال شهر سبتمبر 1981، وترددت كذلك فى عواصم عربية متعددة، وعلى الأرجح فإن منظمة التحرير وصلتها روايات، لذلك قررت أن تتحرك، وبادر ياسر عرفات بإرسال الرسالة إلى مكتب منظمة التحرير الفلسطينية بالقاهرة، لتوصيلها للمسئولين المصريين.

وكان نص الرسالة ” أرجو إبلاغ الوسائط الخيرة أنه فى حالة حصول شيء ما فى مصر فنرجو الله ألا تلصق تهمته بالفلسطينيين”، ويشار تعبير “الوسائط الخيرة” إلى المهندس سيد مرعى، مساعد رئيس الجمهورية والرئيس السابق لمجلس الشعب وصهر الرئيس السادات وكان يحاول إصلاح أمور العلاقات بين مصر ومنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت قد ساءت بشدة في أعقاب زيارة الرئيس السادات للقدس وتوقيع اتفاقية السلام.

 

 

 

الوفد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى