منوعات

قائد الجيش الثانى فى «أكتوبر»: «السيسى» فاجأنى بترقيتى

 

 

وصفته المؤسسة العسكرية بـ«أحد رموز قواتنا المسلحة»، وكرمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، حين كان وزيراً للدفاع ومنحه الدكتوراه الفخرية، والترقية لرتبة «فريق»، وروى عبدالمنعم خليل قائد الجيش الثانى الميدانى أثناء عمليات حرب أكتوبر إحدى «أيقونات النصر»، فى حوار لـ«الوطن»، كيفية تصديه للقوات الإسرائيلية فى الثغرة، وسر المكالمة الهاتفية التى جمعته بالرئيس «السيسى»، التى فاجأه خلالها بترقيته لرتبة الفريق، إلى نص الحوار:

الفريق «خليل»: اعتبرنا «السادات» بطلاً منذ الأربعينات لتنفيذه عمليات ضد «الإنجليز»

وكيف أصبحت قائداً للجيش الثانى الميدانى؟

– اُخترت رئيساً لأركان الجيش الثانى الميدانى، ثم توليت قيادته فى حرب الاستنزاف، التى كانت بمثابة خبرة كبيرة لى، استفدت منها خلال حرب أكتوبر، وكان لى موقف مع الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لن أنساه.

ماذا حدث؟

– فى 5 أغسطس 1970، جاء الرئيس «عبدالناصر» ليزورنا، وكانت تلك أول مرة يزورنا، لأن المشير «عامر» هو من كان يزور الجبهة باستمرار، وقال «ناصر»: «هبعتلك عدد من الوزراء يحلون مشاكلك»، وأرسلهم يوم 28 سبتمبر عام 1970، وهو يوم وفاته، وتحدثت مع الفريق محمد فوزى، وزير الحربية، وقال: «لبسهم أفرولات الجيش.. ومشيهم بين العساكر.. وخليهم يحلوا مشاكلك»، وحدث ذلك بالفعل، وفى المساء وجدنا قرآناً يذاع بصوت مرتفع؛ فسألنا: «فيه إيه؟!»؛ فقالوا: «الرئيس مات»، وكانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا.

ماذا عن موقعك العسكرى بعد رئاسة «السادات»؟

– كنت «أعرفه كويس وأحبه»، لأنى حينما كنت ملازماً كان يشترك مع مجموعة لتنفيذ عمليات ضد «الإنجليز»، وكنا نعتبره أنا وأقرانى «بطل»، وحينما انتهت حرب الاستنزاف، شعرت بأنهم سينقلونى، وبالفعل انتقلت لأتولى مسئولية رئاسة هيئة التدريب.

وماذا فعلت حينما كنت رئيساً للهيئة؟

– كُلفت بأن أمر على الجيوش كلها، وأتاكد أنهم ينفذون تعليمات الحرب، وكان التدريب جيداً جداً، كما حضرت كل اجتماعات التجهيز للحرب، التى كان يجتمع فيها «السادات» مع قادة الجيش.

وماذا عن مشاركتك فى حرب أكتوبر؟

– فى بداية الحرب كنت قائداً للمنطقة المركزية العسكرية، وهى المنطقة المسئولة عن احتياطات الجيش، وبكيت لأنى لم أشارك فى «العبور»، فى أولى ساعاته، فكنت أريد أن أوجد بمواقع القتال، وليس داخل مكتبى، كما أصاب الحزن أسرتى لأننى لم أكن على جبهة القتال حينها، ولكن يوم 16 أكتوبر الفجر، علمت أن 7 دبابات عبرت «الدفرسوار»؛ فقلت: «الظاهر هرجع الجيش تانى».

صف لنا ما حدث فى ذلك اليوم؟

– فى ظهيرة هذا اليوم حدثنى الفريق سعد الشاذلى، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقال: «عايزك»، وكان الرئيس السادات، ووزير الحربية فى مجلس الشعب صباحاً، وكان «الشاذلى» مسئولاً عن الجيش، وأذاعت جولد مائير، رئيسة الوزراء الإسرائيلية، أنباء أنها موجودة فى الضفة الغربية للقناة، وهى الأراضى التى كنا نسيطر عليها، وقال لى: «7 دبابات من العدو عبرت، وسعد مأمون مريض، وعايزك ترجع الجيش»، وكنت سعيداً، ولكنها كانت مسئولية كبيرة جداً، وربنا أكرمنى، ولكن بعدما وصلت وبعد نحو يوم ونصف اليوم فوجئت بـ«الشاذلى» يصل خلفى للجيش الثانى.

قائد «الجيش الثالث» مازحنى بعد «الحرب» قائلاً: «إزاى توقف الإسرائيليين عندك وتبعتهملى يا منعم».. ولا أنسى فضله بأمر مدفعيته بمعاونتى لمواجهة «العدو»

لماذا؟

– لأن المعلومات كانت غير دقيقة، فهم قالوا إنهم دخلوا «الثغرة» بـ7 دبابات، ولكن قواتهم كانت كبيرة جداً، وحاول آرئيل شارون أن يحتل الإسماعيلية لتوجيه ضربة قاصمة لمصر، وحرك قواته على 4 اتجاهات للإسماعيلية، وكانوا يريدون أن يستخدموا الطيران الخاص بهم بعد أيام من فشل استخدامه، لأن الفريق محمد على فهمى، قائد قوات الدفاع الجوى، حرك الصواريخ للأمام فى الجبهة، ما منع طائراتهم من الاقتراب لمسافة 15 كيلومتراً من قناة السويس، وحينما حدثت «الثغرة» نجحوا فى تدمير قواعد الصواريخ، ليستخدموا الطائرات لضرب قواتنا فى كل منطقة، وكان «الشاذلى» هو من يقود الجيش الثانى.

وماذا حدث؟

– كان يوم 20 أكتوبر هو «أسود يوم فى تاريخ مصر»، فالموقف كان مختلاً جداً، وحينها أرسل لى «الشاذلى»، وقال: «لازم أنزل مصر دلوقتى أكلم الرئيس عشان نوقف القتال»؛ فقلت له «موافقك، ولكن مهمتى أعيش، وأموت وأنا بدافع عن بلدى، ومقدرش أطلب وقف القتال»، ونزل مصر، وتركنى، وكنت مخططاً ماذا أفعل، وكنت قائداً للمظلات، وانسحبت، واخترت قائد كتيبة مظلات أعرفه وكتيبته، وأمرته بالتوجه لمنطقة «جبل مريم»، ولو كان الإسرائيليون احتلوها كانوا احتلوا الإسماعيلية، كما طلبت من الصاعقة وضع كمائن لمواجهة تقدم العدو الإسرائيلى، ويوم 20، و21، و22 أكتوبر فشل الهجوم الخاص بهم، نتيجة تقدم قواتنا، وأوقفنا هجومهم، وأحدثنا بهم خسائر كبيرة.

ولماذا لم تسحب قوات من الشرق للغرب لمعاونتك فى مواجهة العدو؟

– حاولت ولم يستجب لطلبى، وهنا أقول إن هناك لواء مدرعاً كنت قد دربتهم على مواجهة «الثغرة» قبل الحرب.

كان الرئيس الأسبق حسنى مبارك زميلك فى الحرب.. كيف رأيت أداءه؟

– كان قائداً للقوات الجوية، وأنا قائد للجيش الثانى، وحاربنا معاً، ولكن حين كان رئيس أركان للقوات الجوية كنا أصدقاء أكثر.

وما رأيك فيه؟

– ضابط ممتاز، وناجح.

وكيف علمت بمنحك رتبة فريق والدكتوراه الفخرية من الرئيس «السيسى»؟

– كنت فى الإسكندرية، وجاء لى تليفون من مكتب القائد العام للقوات المسلحة، ووجدت الرئيس «السيسى»، يحدثنى، وقال: «مبروك يا سيادة الفريق»، فقلت: «مستاهلهاش»، قال: «لا تستاهل أكتر وأكتر».

 

 

 

 

الوطن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى